"مصر" و"إثيوبيا" .. وفريق "أسامة عبد الله" للسدود
صفاقة “أيمن نور” وسذاجة “أحمد آدم” لا تبرّر لنا معاداة “مصر” .. أم الدنيا
شاركوا المصريين في مشروع الجزيرة .. فمنهج (القطن المحور) لا يدعو للتفاؤل
(إحنا بتوع قلة الأدب)..!! عنوان (الفجر) في زمن الحريات المصريّة
الرئيس “مرسي” رفض رفع الكأس أمام رئيسة البرازيل فتدخل السفير!!
– 1 –
{ لسنا في وضع يسمح لنا، ولا منطق أخلاقي يبرر لنا معاداة “مصر” الشقيقة.. الرسمية.. والشعبية.. لا بأس أن نهاجم كاتباً، أو ممثلاً مصرياً كما فعلتُ هنا قبل أسابيع مع المهرج “أحمد آدم” صاحب برنامج (بني آدم شو) بفضائية (الحياة) المملوكة لرجل الأعمال المستثمر في السودان رئيس حزب الوفد “السيد البدوي”، على خلفية محاولته السخرية من الشعب السوداني، والرئيس “البشير” بدعوى أن “حلايب” (مصرية) وليست (سودانية)، وأن السودان فرط في (نصفه التحتاني).. الجنوب.. فلماذا يطالب بـ “حلايب”؟!!
{ سذاجة ما بعدها سذاجة..!! و(جهالة) “أحمد آدم” تشبه (صفاقة) “أيمن نور” زعيم (الانتهازية السياسية) في “مصر”، الذي وصف موقف (السودانيين) من سد النهضة الإثيوبي بـ(المقرف)!! و”أيمن نور” هو الوحيد من زعماء (المعارضة) الذي يلبي باستمرار دعوات الرئيس “مرسي” أملاً في عطايا (الإخوان)!!
سذاجة “أيمن نور” جعلته يتحدث في لقاء الرئيس “مرسي” – المنقول على الهواء مباشرة على شاشات الفضائيات المصرية – عن خطة دفع بها إلى رئاسة الجمهورية لإطلاق شائعات بأن “مصر” حصلت على طائرات حربية متقدمة يمكنها التزود بالوقود في الجو، بهدف إدخال (الرعب) في قلوب الإثيوبيين، وبالتالي التخلي عن تنفيذ مشروع (سد النهضة)!!
{ ورغم هذه الزحمة من (الترّهات)، و(الجهالات) التي لا تشبه تأريخ وحضارة وعظمة شعب “مصر”، فإننا لا يستقيم لنا أن نعادي هذا البلد العظيم.. “مصر”.. أم الدنيا.. مصر الفراعنة.. الأدب والثقافة.. السياسية.. والسياحة والفن..!!
{ كم (ألف) سوداني يغادرون في بطون الطائرات باتجاه “القاهرة” يومياً؟!! كم سودانياً يجوبون شوارع “القاهرة” و”إسكندرية” هذه الأيام..؟ مئة ألف.. مئتين..؟! لا يمكنك أن تعبر شارعاً في “القاهرة” أو تدخل مستشفى أو عيادة أو مطعماً في المهندسين أو “الدقي” أو “العجوزة” أو (وسط البلد)، إلا وتصادف سودانيين في كل مكان.. يعشقون “القاهرة”، يعتقدون في أطبائها، يحبون “الحسين” يزورون السيدة “زينب” ويدمنون القهاوي!!
{ “مصر”.. “العقاد”.. و”شوقي” و”حافظ”.. و”طه حسين”.. “نجيب محفوظ”.. وإحسان عبد القدوس.. “هيكل” و”أنيس منصور”.. “أم كلثوم”.. “عبد الحليم”.. و”عبد الوهاب”.. و”عادل إمام”..!!
{ ماذا قرأنا كلنا في السودان؟ ومن أي منبع نهلنا.. غير المكتبة المصرية؟ صحيح أن قيمة الأقلام تراجعت وأوزانها تناقصت، ولكن لا تكابروا.. ولا تزايدوا، ولا تتوهموا خيالات بلا سيقان.. “مصر” بإخوانها المسلمين.. أو بدونهم.. هي ذاتها “مصر”.. نفس المؤسسات.. ذات السياسات.. ذات المشروع.. ذات العلاقات مع “أمريكا” التي حفينا نحن لنخطب ود معبوثيها، لرفع اسم السودان من قائمتها السوداء للدول الراعية للإرهاب، فلم نجن غير الفشل المتكرر!! بينما حث وزير خارجية أمريكا قبل أشهر المعارضة المصرية (الليبرالية المتأمركة) على الانخراط في الاستفتاء والعملية السياسية، وعدم إثارة المشكلات ووضع العراقيل في طريق الرئيس (الإخواني) الدكتور “محمد مرسي”!!
لأنها “مصر” فإن “مرسي” لم يحتاج إلى كثير زمن أو مجهود لتطبيع العلاقات مع الدول الأعظم في العالم..!!
{ صحيح أن إنشاء سد (الألفية) أو (النهضة) الإثيوبي، سيصلح حال بلادنا زراعة وكهرباء، هذا إذا كنا مستعدين للزراعة (بالوزارة) أو (بالنهضة)!
{ ولكن الأصح أن موقفنا تجاه مصالحنا الاقتصادية، لا ينبغي أن يكون سبباً في إثارة (معارك) مع “مصر” العزيزة بسبب (شوية نشاز) منبوذين من الشارع المصري.
{ نعم.. لسنا في وضع يسمح لنا ولا منطق أخلاقي يبرر لنا معاداة “مصر”.
{ التفكير الإستراتيجي المفترض للدولتين أن كل رقعة زراعية إضافية في السودان تمثل (استثماراً) ناجحاً للمصريين.
{ وما دام سد النهضة سيوفر مياهاً إضافية ومساحات زراعية للسودان، فإن ذلك يعني بالتأكيد تأمين لغذاء مصر والسودان.
{ أنا أؤمن بأن طرح (شراكة) للحكومة المصرية في مشروع الجزيرة العملاق (2.2 مليون فدان)، سيعيده أفضل عشرات المرات من سيرته الأولى.
{ المصريون يزرعون الأعلاف في شريط النيل على امتداد الدلتا حتى “الاسكندرية”، بينما (تعطش) أو (تغرق) الحواشات في مشروع الجزيرة الذي تركه لنا “الإنجليز” بنظام ري طبيعي ومنساب من “سنار” إلى حدود ولاية الخرطوم ومنذ العام 1925، ففشلت حكوماتنا في استثماره، وتطويره، بل عمدت إلى تدميره و(تشليع) بنياته الأساسية.. محالجه.. وسكته الحديد.. وسرايات مفتشي الزراعة والري.. فأصبحت تفاتيشه بلا مفتش.. بلا خفير!!
{ شاركوا المصريين في مشروع الجزيرة، ومشاريع القمح بالولاية الشمالية، والسكر بالنيل الأبيض وسنار، عندها سيكسب السودان، وتنتهي هواجسهم كلما قام (سد) في السودان أو إثيوبيا.. فإنني غير متفائل بمستقبل الزراعة في بلادنا إذا سارت الأمور على طريقة (القطن المحور وراثياً) وجيوش (الجراد) التي تآمرت معها منظمة (الفاو) علينا!!
– 2 –
{ وبمناسبة (السدود)، و(الكهرباء)، فقد شهدت الأسبوع الماضي تنويراً لعدد محدود من رؤساء التحرير نظمته الشركة السودانية للتوزيع الكهرباء، تحدث فيه حديث العارف المتمكن رئيس مجلس إدارة الشركة السيد “عبد العاطي هاشم”، وفي اليوم التالي تحدث عدد كبير من رؤساء التحرير.
شخص آخر يدير ملفاً مهماً في وزارة الكهرباء والسدود هو السفير الشاب “معتز موسى”.
وما بين “خالد عثمان” و “ضياء الدين” في إدارة الإعلام و”عبد العاطي هاشم” و”معتز موسى” في إدارة التشغيل والتخطيط، تأكد لي أن الوزير (الدينمو) “أسامة عبد الله” يدير (توربينات) وزارته وأنشطته الأخرى بطاقات (شبابية) واعية، (مدرّبة) و(مقرّمة)!!
بعد تنوير “عبد العاطي” الذي بدا لي (فاهم شغلو تمام)، قلت له: (تشبه أولاد أم درمان؟!) فقال لي: (أنا من مواليد “المسالمة”)!! قلت له: (تشرفنا.. أنا من مواليد بيت المال.. عمودية “ودأرو”). وما بين “المسالمة” و”بيت المال”.. (غزلان).. كلمات وألحان.. “كرومة” و”سرور”.. (اتحاديين).. و(شيوعيين) و(إخوان)!
هنيئاً لوزير السدود.. بهؤلاء الشباب (الشِفوت)!!
– 3 –
{ قبل ثلاثة أسابيع خرجت صحيفة (الفجر) المصرية بعنوان رئيس على صفحتها الأولى يقول: (إحنا بتوع قلة الأدب)!! المينشيت مأخوذ من مقالة رأي بالصفحة الأخيرة تشن هجوماً على المجلس الأعلى للصحافة بسبب تقرير صادر عنه خلص إلى أن صحيفة (الفجر) لا تراعي القيم والمعايير المهنية في خطها التحريري.
إدارة التحرير قررت أن تتمادى في خطها، وتصر على نهجها القائم على معارضة الرئيس “مرسي” وجماعة (الإخوان المسلمين) بتطرف مثير ومسيء في أحايين كثيرة.
الصحيفة رصدت رحلة الرئيس “مرسي” إلى البرازيل، وقالت إنها تسبب في أزمة برتوكولية بسبب رفضه رفع كأس العصير أمام كأس الرئيسة البرازيلية “ديلما روسيف” عقب توقيع اتفاقية تعاون بين الدولتين مؤخراً. “مرسي” ظن – حسب (الفجر) – أن بالكأس خمراً فرفض رفعه، خارقاً التقاليد البرازيلية في المناسبات الاحتفالية. وقالت الصحيفة إن السفير المصري تدخل وأقنع الرئيس “مرسي” بأن في الكأس (عصيراً) وليس (خمراً)، فاستجاب لنصائح السفارة ورفع الكأس!!
{ الصحافة المصرية تتمتع بحالة من (الحريات) غير مسبوقة.. هنيئاً لهم.