أخبار

معارضة المائة يوم

{ في الوقت الذي كلف فيه النائب الأول لرئيس الجمهورية الأستاذ “علي عثمان محمد طه” مساعد رئيس الجمهورية العقيد “عبد الرحمن الصادق” للجلوس مع الأحزاب الوطنية المختلفة للتفاكر في الأوضاع السياسية الصعبة التي تمر بها البلاد، انبرى الأستاذ “فاروق أبوعيسى” وأطلق تصريحاته المعتادة التي يدعو من خلالها إلى التفاف المواطنين حول تجمعه الميت لإسقاط النظام خلال مائة يوم.
{ الغريب في الموضوع أن “فاروق أبوعيسي” متفائل جداً في طرح قضيته التي يظن أن الشعب السوداني سيتدافع ويلتف حولها حتى يتمكن سيادته من إنجاح المخطط المرسوم، رغم أن “محمد أحمد” قد غادر محطة هؤلاء المعاقين فكرياً وسياسياً منذ أمد بعيد، بأسباب ومسببات مختلفة، خاصة أن المطروح من قبل التجمع غير مقنع ولا مجيد ولا مفيد.
{ المعارضة الهادفة والناضجة تستنفر قواها في اللحظات العصية والصعيبة التي تمر بها البلاد، خاصة إن كان المستهدف مهموماً بالاستيلاء على ثرواتنا وأراضينا، إذ إن الواقع يبين أن السودان الآن في محك حقيقي يتطلب أن يكون هناك وعي سياسي من قبل المواطنين والسياسيين معارضين ومؤيدين، ولكن يبدو والله أعلم أن السيد “فاروق” ومجموعته مهمومة بذاتها وحريصة على كسب مجد كذوب ومتطلعين إلى آمال وأحلام عراض على حساب الوطن والمواطن.
{ المعارضة الحقة يا سيد “فاروق” هي من تقدم أطروحاتها المقنعة لطاولة الحكومة مشاركة ومقترحة للحلول حتى تخرج البلاد من عنق الزجاجة، وحينها تدعو من تريد لإسقاط النظام الذي تعتبره غير مفيد للمواطن حسب وجهه نظرها، ولكن أن تدعو في هذا التوقيت الصعب لإسقاط النظام فإن القضية تعتبر عبارة عن أجندة خارجية مفروضة على سيادتكم لتنفيذها في السودان من خلال هذه الحيثيات التي تطرحونها من حين لآخر دون دراية أو فهم أو استيعاب.
{ الوطنية يا سيد “فاروق” تتطلب أن يكون هناك تريث في إطلاق التصريحات والبيانات في أوقات تحتاج فيها البلاد إلى كل أبنائها خاصة وإن كان الأمر في شكله العام يبين أن الغرب قد قرر نهائياً القضاء علينا من خلال مداخل ومنافذ تقضي على البلاد في مناحيها كافة باستخدام بعض العناصر المشكوك في وطنيتها وأرجو أن لا تكون منهم.
{ قيل إن التجمع سيتمكن من إسقاط النظام في فترة أقصاها مائة يوم، ويا للعجب، لأن الواقع يبين أن اليوم سيكون مائة عام، إذ إن القواعد الواعية من قطاعات المجتمع كافة قد استخفت بالمطروح وأطلقت القفشات والتكهنات حول التصريح الفضيحة، لأن البدائل التي طرحها التجمع لن ولم تتمكن من إدارة إحدى شركات العطور المؤسسة حديثاً التي يتكون بنيانها من ثلاث غرف! فالتجارب المريرة والوقائع المدونة في سجلات التاريخ توضح أن الخيار المطروح غير مجد ولن يجد الآذان الصاغية، وعليه فإن “فاروق” ومجموعته قد أطلقوا رصاصة الرحمة على تجمعهم المولود مشوهاً وميتاً منذ أمد بعيد.
{ المواطن يا “أبوعيسي” يحتاج إلى تطمينات ومعالجات وحلول وأطروحات مقنعة تعينه على الحراك الفاعل والاستجابة الفورية لتنفيذ المطروح، لأن الثرثرة والعنتريات التي تتبعونها من حين لآخر لن تجد من يستمع إليها أو يلقي لها بالاً، خاصة أن الأسماء الموجودة في سجل دفاتركم قد قضى عليها التاريخ شكلاً ومضموناً، وعليه فإن الاعتكاف والتوجه للصلوات والاستغفار هي الحل الأمثل من أجل حفظ مكان في الآخرة بعد أن فقدتم الدنيا ونعيمها.
{ توبوا إلى ربكم، فهذه المعارضة لن نتشرف بأن تكون ضمن المتواجدات في سجل تاريخنا السياسي.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية