الديوان

في سوق "ستة" اختصاصيون لعمليات تقليم الأظافر على الهواء الطلق!!

في ظل (راكوبة) عتيقة جلست مجموعة تتفيأ، حيث المعمل وغرفة العمليات الرمزية الصغيرة، وأيدٍ محترفة هناك تقوم بعمليات تقليم ونظافة الأجزاء الهامشية في أعضاء الإنسان رغم أهميتها، وقد شرع هؤلاء وكل منهمك في أداء عمله وقد أعملوا مباضعهم في تقليم وقطع (الأظافر) بحرفية ومهارة يحسدون عليها. ثمة صناديق اصطفت أمامهم احتوت على أدوات تبدو للوهلة الأولى أنها عملية صغيرة حيث (مقصات بمقاسات مختلفة، فرشة، حجر أملس لسن المقصات، وآخر استخدم مسند  للقدم، فازلين، جازولين، ديتول، مناديل، إسفنجة).
هؤلاء هم (مقلمو الأظافر) وهي حرفة ربما استغربها الكثيرون، ولكنها موجودة في عدد من الأسواق الطرفية ترفدها أيدٍ برعت وتخصصت في هذا المجال، وأصبحت واحدة من أبواب الرزق التي من الله بها على البعض، ويقصدها نفر مقدر من الحريصين على سلامة أظافرهم، ومن بين هؤلاء جلست (المجهر) إلى مجموعة حرفيين في سوق “ستة” بحي مايو وقد انكفوا على وجههم منهمكين ، تحدث عنهم “محمد علي أبكر” الذي مارس هذه الحرفة لقرابة الخمسة عشر عاماً، متنقلاً في عدد من المدن والأسواق إلى أن استقر به المقام في هذه الضاحية جنوب الخرطوم. “محمد” استطرد يشرح كيفية العملية بدءاً بتنظيف الظفر بمادة الديتول ثم استخدام مقص للقص حسب نوع وسمك الظفر، بعدها ينحتون جوانبه وصنفرته بـ (السبيرتو)، وبعد انتهاء العملية يمسح بصابون سائل ويجفف بمنديل (ورق) ، ثم تعقم الأدوات قبل استخدامها مرة أخرى.
تأصيل المهنة ..
صنف “أبكر” الأظافر بأن لكل منها طريقة وأدوات معينة، وذلك يتوقف على المدى الزمني لتقليمها، بمعنى أن هناك بعض الناس لا يهتم بذلك لقرابة الثلاث سنوات، وهذا النوع يكلفهم جهداً إضافياً يحتاجون حياله زمناً أطول، ومراحل متعددة، فيضطرون لـ(تتبيل) أي (بل) أظافرهم بـ(ديتول) وصابون سائل مدة لا تقل عن ربع إلى نصف الساعة، قبيل الشروع في متابعة العملية، ومثل هذا النوع يحتاج إلى المقصات ذات الأحجام الكبيرة، وفي السياق وبخبرة طبيب حاذق نصح “أبكر” بأن أقصى مدة لتقليم وتنظيف الأظافر يجب أن لا تتجاوز الأسبوع أو العشرة أيام أسوة بالرسول صلى الله عليه وسلم. كما أكد على ضرورة أن تجرى العملية على يد خبير متمرس لأن هناك من يحتاج إلى تعامل خاص كأن يكون الظفر خفيفاً قابلاً لإخراج الدم فهذا يجب أن ينظف فقط .
أسعار متفاوتة..
وفي ما يتعلق بالأسعار وما إن كان لديهم زبائن بعينهم يقول “محمد” إنهم يتقاضون ما بين الجنيهين إلى الثلاثة عن كل شخص، وأضاف مداعباً: (في زول بيكون جلابي جانا من المعمورة أو العمارات بدفع أكتر)، كما أن لديهم زبائن يقصدونهم بينهم نجوم ووجهاء مجتمع لم يسمِّهم، فضلاً عن آخرين يطلبونهم عبر الهاتف للحضور إليهم في منازلهم.
وبما أن الأظافر جزء من مكونات الإنسان، وكثيرون يعمدون إلى مواراته الثرى. سألناه عن كيفية التخلص من الجزء المبتور، فردَّ “أبكر” بأنه يعتبر جزءاً ميتاً ومع ذلك فإن البعض يجمع خاصته ويطويه في منديل ويأخذه، ويقول: (بخلاف ذلك فإننا نقوم بلمها في أكياس ووضعها في القمامة وندفع مقابلها رسوم النفايات).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية