الاعمدةلكن المفروض - محجوب فضل بدري

محجوب فضل يكتب : أكرم الرجال وبطل الأبطال عبدالله بلال

– من لا يعرف عبدالله بلال،فهو لا يعرف الرجال الرجال !!
وقد فاته من الخير الكثير،رجلٌ يفوق حاتم طى فى الكرم، ولا مثيل له فى الشجاعة والإقدام،عبدالله بلال سليل محمد الابطحى جد البطاحين(من بطحاء مكة)،والبطاحين عشامى، وبتقاب، وعبادلة، لا تضاهيهم فى الكرم والشجاعة أى قبيلة فى السودان،ولا عجب فهم من قريش اكرم العرب.(ولا فخر) كما جاء فى الأثر.
-الشيخ الحاج عبدالله بلال قدم درساً مجانياً لاهل السودان عامَّةً،ولشباب اليوم خاصةً،نقول درساً مجانياً،الا ان حاج عبدالله بلال دفع ثمنه دماً غالياً،حقيقةً وليس مجازاً من شرايين إبنه الشاب *عثمان* (ثمرة فؤاده،وحُبيبة عينيه) الذى غالته يد الغدر من احد العاملين معه فى المخبز المملوك له،والقاتل من أبناء دارفور،ولم تقصر السلطات التى ألقت القبض على الجانى وأودعته الحراسة، وباشرت الإجراءات، ليتفاجأ منسوبو قسم شرطة حلة كوكو التى يقبع فى حراستها الجانى بالشيخ الحاج عبدالله بلال،وهو يقود عربة محملة بأطايب الطعام ويبلغهم بأنه جاء *ليتناول وجبة الإفطار مع قاتل ابنه الذى عفى عنه لوجه الله* ونعود لنذكِّر بأنَّ (الجانى من دارفور،وليس من شرق النيل او من الشمالية الكبرى)،لأهمية هذه الملاحظة فى زمان الناس هذا،وحتى لا يظنن ظانٌّ بأن العفو جاء لتقديرات أخرى غير انتظار ما عند الله، وما عند الله خير وأبقى.
-الحاج عبدالله بلال ضرب مثلاً شروداً فى الندى والبأسِ،ففى الوقت الذى تسود فيه ثقافة الكراهية،التى تتوعد أهل الشمال بالويل والثبور وعظائم الأمور،وتعلو شهوة الانتقام والتشفى،ويُروَّع الناسُ فى أموالهم وأنفسهم،وترتفع شعارات الدم قصاد الدم،ما بنقبل الدِّية،ودم الشهيد بى كم !! يقدم الشيخ عبدالله بلال دم ابنه شهيد الغدر والخيانة عفواً على منصة التسامح،بل ويبذل من حر ماله ليطعم الناس فى القسم شرطة ومنتظرين،دون ان يعرف منهم الا قاتل ابنه فيقاسمه اللقمة باللقمة،فى تسامٍ شاهق فوق الغبينة والثأر،والمرارة التى تغص فى الحلق،حقاً إنه العفو عند المقدرة،فلم يشتهى الشيخ -تقبل الله منه- ان يرى قاتل ابنه يتدلى من حبل المشنقة جزاءً وفاقاً لما اقترفت يداه !!
-الحاج عبدالله بلال له أيادٍ كثيرة على الأرامل واليتامى والمساكين،يطعمهم من الطعام الذى يصنعه ويغرفه بيده لهم كل صباح،،وعبدالله بلال لا يلقى ضيوفه الا حافى القدمين حاسر الرأس هاشاً باشاً،يطهو الطعام بنفسه ويشوى اللحم بيده،ويحلف باليمين ويعزم بكل اريحية على اضيافه الذين يشعر اى واحد منهم انه الافضل او الاقرب،وهم جميعاً عند الحاج عبدالله سواء.
تقبل الله من الشيخ الحاج عبدالله،الرجل المتفرد ،ورحم ابنه وعوض شبابه الجنة.
وياليت قومى يعلمون.فينهجون هذا النهج الفريد

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية