وترجّل مهندس المباني والمعاني ..الصافي…
د.عصام البشير
الحُزنُ يُقلِقُ وَالتَجَمُّلُ يَردَعُ
وَالدَمعُ بَينَهُما عَصِيٌّ طَيِّعُ
يَتَنازَعانِ دُموعَ عَينِ مُسَهَّد
هَذا يَجيءُ بِها وَهَذا يَرجِعُ…
وبعد
فقد غيب الموت من كان له من اسمه نصيب وافر، و حوز ذاخر ،إنه صفاء الطوية ، و نقاء السريرة، الموطأ الأكناف ، الخفيض الجناح،الذي يألف و يؤلف ،حلو المعشر ، دمث الخلق، شفيف العبارة ، لذيذ المفاكهة ، رحيب الصدر، جعل من هندسة المباني عبوراً إلى هندسة المعاني فألان عصيها ، وذوّب جامدها وقربها إلى السالكين طيعة المقاد ، وافرة المغزى ، ذلولة الحرث، عزيزة الحمى ، سالكاً في ذلك سبيل أهل العرفان ، وتزكية الوجدان ، مزاوجاً بين تراث السلف ومعارف العصر ، وبيئة المجتمع، و لطائف الأدب فأخرج ثمرات يانعات، وقطوفاً دانيات من مبتغى الحكمة، وحسن الموعظة في ميدان الدعوة تأصيلاً للفهم ،وتسديداً للخطو فأفاد و أجاد، و أينع وأبدع وأثمر و أزهر،….وكان وفيا لانتمائه ،صادقاً في عزمه، جهيراً في هديه ،ناصحاً في قوله عبر مسيرته المباركة…
وأخيرا انطفأت الومضة ،و أغطش الليل ،و فارقنا الحبيب بلا وداع وفي النفوس حسرات وفي الدموع شدرات ..اللهم تقبله في الصالحين ،واجعل مرتقاه في الفردوس الأعلى ، وأخلفه في أهله وذريته و دعوته و الأمة بخير و إنا لله و إنا إليه راجعون.