أخيرهالاعمدةرأي

مها الرديسي تكتب : “إيمان الشريف” النقطة رزق !!

النقطة رزق !!

مع إجازة عيد الأضحى الطويلة و الجميلة و هطول الأمطار الغزيرة و استمرارية التيار الكهربائي الذي أدهشنا ..كان التواجد بالمنزل أفضل خيار ، لصنع الطعام و مشاهدة القنوات السودانية الفقيرة في المحتوى و الطرح ..
و للأسف من ضمن ما تابعت قبل يومين برنامج بعنوان (ماسكه الجو) على قناة الهلال الفضائية تقديم الاستاذة سهام الخواض ، استضيفت فيه المطربة إيمان الشريف و لإعجابي بصوتها و أدائها المميز لكثير من الأغنيات كنت كثيرة الإستماع لها و لكن بعد المشاهدة و الإستماع لحديثها تم الخصم من رصيدها كثيرا و صدمت من أسلوبها و طريقة التعبير الغير موفقة عن تجربتها فهي لا تختلف عن كثير من قونات الدلوكة حين يتحدثن ..هن لا يحملن لا رسالة فنية و لا هدف سوى جمع المال فقط .. و ليس لديهن رغبة للتطور .. تقليد .. تقليد …
تخيلوا .. أن ايمان الشريف تدافع عن النقطة التي ترمى و تبعثر على رؤوس المغنيات من قبل السكارى والحيارى و المتحرشين و قالت بالحرف الواحد إنها شايفاها رزق و لماذا تمنع ؟!! .. حقيقي أنا مصدومة فيك يا إيمان .. بالمناسبة المقابلات واللقاءات التلفزيونية خطيرة و مهمة لانها بتكشف لينا جوانب من شخصيات الناس و مستوى تفكيرهم وطريقة تناولهم و تعاطيهم مع الأشياء ..
الكل يعلم بالقانون الذي صدر قبل فترة لمنع النقطة على المغنيات في الحفلات .. حيث صدر قرار بالمنع بناء على عدة أحداث مؤسفة و موثقة على مسارح القونات الشرهات لجمع المال من جيوب المغفلين ..و القانون صدر ليس لمنع النقطة الرزق كما ذكرت إيمان الشريف و إنما صدر لحماية القونات من الإعتداء و التحرش و لإحترام العملة الوطنية .. يبدو أن الهدف من القرار فهم خطأ و فقا لحسابات المصلحة المادية الضيقة ..

في بداية التسعينات أذكر حادثة لا تغيب عن بالي كلما أتى الحديث عن منع النقطة للفنانات المتسلقات لسلم الوهم .. وقتها كنت سكرتير إجتماعي لرابطة شباب النهضة بالكلاكلة صنقعت ، اترحم هنا على روح سكرتيرها الثقافي الأستاذ نادر عطا و الذي إجتهد في الزمن الصعب و نظم حفلا خيريا بقاعة الصداقة (المسرح الخارجي ) و قد شرفت الليلة الفنانة القامة حنان النيل .. كان حفلا مميزا لتميز و تفرد حنان النيل التي وقفت شامخة بصوتها و حضورها الطاغي و غنت للوطن و للحب والجمال وللحماسة و فجأة قام احد الصائعين المعتوهين ليلصق ورقة نقدية على جبين حنان النيل .. فما كان منها إلا أن أوقفت الغناء لدقائق و أعطته محاضرة في الأخلاق و القيم و الرجولة و الشهامة و إستشهدت برائعة أبو داؤود الفينا مشهودة عارفانا المكارم أنحنا بنقودها و الحارة بنخووضها .. التحية من هنا لحنان النيل القدوة ..
على مستوى العالم العربي من يقبل النقطة علنا على المسارح من الفنانين غير الفنانين النص كم ؟!! من يقبلها على نفسه غير فنانين الحارات و الأزقة و الكابريهات يا إيمان الشريف ؟!!

لم نسمع في الماضي بفنان محترم في السودان يقبل بنقطة .

مها الرديسي

#صدى_الصمت

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية