مسالة مستعجلة

هؤلاء أولى بالتحقيق معهم!!
نجل الدين ادم
مؤشرات غير مطمئنة حول مصير حادثة وفاة الأستاذة والمربية الجليلة “رقية” التي راحت أول أمس في سقوط بئر مرحاض بالمدرسة التي تدرس بها بالثورة الحارة (13)، خاصة أن الكل تبرأ من المسؤولية وتخندق في ركن قصي.
 أخشى أن يكون مصير القضية التي هزت ولاية الخرطوم وملأتها بالحزن، كالعزاء الذي ينتهي بانتهاء مراسم الدفن.. كيف لا ووزير التربية والتعليم الذي يدخل في دائرة المسؤولية يتحدث عن تشكيل لجنة للتحقيق في أوجه القصور الذي لا يبعد عنه وهو أولى أن تتم مساءلته وآخرين.
أشرت أمس في هذه المساحة إلى ضرورة تدخل والي ولاية الخرطوم في هذه الحادثة المؤسفة بالتوجيه وردع الجهات المقصرة. وزير التربية لا يملك الأهلية لكي يصدر قراراً بالتحقيق لأنه أولى أن يُحقق معه.. والي الخرطوم وحده من يقف في خانة الحياد حتى يشكل لجنة التحقيق في الحادثة.. ولا اعتبار للجنة الوزير مهما أوتيت من قوة لأن مسؤوليتها في تحديد التقصير لن تطاله.
أتمنى أن يشفي والي الخرطوم غليل هذا الشارع المحتقن من حالة الإهمال واللا مبالاة من قبل الجهات المسؤولة عن هذا الفقد الجلل مع التسليم بالقضاء والقدر.
حق للمعلمين أن يسخطوا من السلطات المحلية والولائية وهي ترمي بالناشئة والمعلمين والمعلمات إلى التهلكة بهذا الإهمال البائن، ليس في المدرسة التي سقط بئرها بهذه المعلمة، وإنما في مدراس أخرى باتوا يخشون هذا المصير.
مسألة ثانية.. قرأت في أحد الأخبار، أمس، بأن السيد معتمد محلية كرري سيدشن صباح اليوم (الخميس) مشروع برنامج كساء تلميذ، الذي ينظمه اتحاد أصحاب المدارس الخاصة شعبة كرري، وذلك بقاعة المؤتمرات برئاسة المحلية، وسيتم توزيع الكساء لعدد كبير من الفقراء والأيتام بالمدارس الحكومية بمرحلة الأساس. وقد أوضح الأخوة في اتحاد أصحاب المدارس الخاصة أن المشروع يعدّ إسهاماً فاعلاً ونشطاً من الاتحاد، ويصب في مصلحة الفقراء والأيتام وأبناء الأرامل دعماً وسنداً لهم.. انتهى الخبر.
 البرنامج من حيث إنه مبادرة جيد، لكن بالله عليكم لاحظوا ترتيب الأولويات وهرجلة الاحتفالات، لا معنى أن تحتفي المحلية بهذا الكساء والعام الدراسي في خواتيمه.. أين كانت هذه المبادرة في بداية العام الدراسي وهؤلاء الفقراء والمساكين الذين يتحدثون عنهم الآن كانوا بحاجة للكساء؟!
هذا واحد من أوجه الاختلال في مؤسساتنا.. كمن يلبس لبس الشتاء في الصيف، والصيف في الشتاء.. فماذا ننتظر منهم؟!