الاعمدةربع مقال

سد النهضة .. شيء من الحكمة . . !!

د. خالد حسن لقمان

من المؤسف ان يرسم لنا هذا الزمان العجيب مشهد صراع سد النهضة بين السودان و مصر و أثيوبيا علي هذا النحو المزعج من الاختلاف و الاحتقان و الكيد المتبادل و تصريحات الكراهية والبغض و الضغائن علي مستوي الدول .. !! .. مشهد أقل ما يمكن وصفه أنه مثال للتخلف الاقتصادي و التقوقع القطري و القصور الفكري غير المواكب لمطلوبات انسان القرن الحادي والعشرين بكل ما أنجزه من علوم و تقانة و ما وصل اليه من معرفة واحاطة بتحديات الكوكب الذي تعيش فيه البشرية بمصائرها و مستقبلها .. شئ غريب للغاية ان تجد مجموعة من الأقطار المتجاورة تتعارك حول ما يمكن ان يجمعها و يحميها و يتجاوز بها تلك التحديات الماثلة في جانب الغذاء الأمن والإستقرار وكل تلك الأخطار المحدقة .. شئ غريب ان نجد الانسان ناشط لمعالجة الاوضاع البيئية المتدهورة لأرضه و المؤذية لسمائه فيسعى جاداً لسد طبقة الاوزون التي كاد يدمرها بمخلفات نشاطاته غير المنضبطة بمنهج و غير الخاضعة لقانون وذلك عبر منظماته الناشطة و حكوماته الحاكمة .. ثم يأتي ليعود القهقرى ويصطرع علي حدود و يتقاتل علي ثروات تماماً كما كان يفعل منذ آلاف السنين و كأنه كإنسان لم يحقق شئ في مساره المفاهيمي لحياته بحيث يعجز عن ادارة ارضه وثرواته و مجتمعاته المتصاهرة المتعايشة بعيداً عن ادوات قمعه المتجبر و سلطته البائسة .. بالله عليكم .. ماذا لو اخترق قادة هذه الدول الثلاث ضباب هذا المشهد و شقوا ظلمته وجلسوا القرفصاء من أجل شعوبهم في اثيوبيا ومصر و السودان وتباحثوا بهدوء و صفاء ومحبة .. ماذا سيحدث .. ؟؟!! .. سبحان الله الذي وهب هذه الدول الثلاثة كل مقومات النهضة و الاقتصاد القوي وقد أجري النيل بينها رحمة لا نقمة و خيراً لا شر لتنهض مستفيدة من قدراتها مجتمعة .. كل هذه الطاقات البشرية المهولة و القياسية في اثيوبيا و مصر وكل هذا الخير العزري علي ظهر ارض السودان وباطنها ماذا ينتظر ليخرج بحكمة و عقل بعيداً عن مؤثرات الخارج و مؤامراته التقسيمية البغيضة وبعيداً عن معاول التآمر و الغدر ..
.. انها الارادة السياسية الحرة أيها السادة .. ان توفرت نجونا جميعنا كشعوب و ان غابت تقاتلنا جميعنا كدول و حكومات وأنظمة ..

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية