أحداث القوز
{ يحاول التمرد نقل عملياته من عمق جبال النوبة إلى شمال الولاية.. وبعد محاصرة “أبو كرشولا” وخسائره الفادحة والمقبرة التي تنتظره حينما تقتحم القوات المسلحة “أبو كرشولا”.. اتجه التمرد غرباً لمحلية القوز ووضع التمرد مدينة “الدلنج” وراء ظهره.. وبعد تعطيل العمل في الطريق الدائري (أم روابة – العباسية – الرشاد – أبو جبيهة).. ضرب مقار الشركة الصينية في العباسية وخطف الصينيين ونقلهم لرئاسة الحركة في “كاودا”.
{ فكرت الحركة الشعبية وقدرت وخططت لإيقاف العمل في طريق (الدبيبات – الفولة) وضرب مصالح المواطنين وإرهاب الصينيين حتى تعطل المشروع الحيوي الرابط بين غرب السودان ووسطه.
{ في الساعة العاشرة قبل يومين.. والعالم يتابع مباراة “بنفيكا” البرتقالي و”تشلسي” الإنجليزي في نهائي بطولة (أوربا ليغ)، هاجمت الحركة الشعبية محلية القوز وعبرت تسع سيارات الطريق الأسفلتي عند منطقة “الدبكر” متجهة شرقاً نحو “الدبيبات”، وبالقرب من “طيبة” حيث المقر الرئيسي لشركة “سيسكو” الصينية هاجمت عصابات التمرد موقع (خلاط) الأسفلت وخربته وعطلت الماكينات العامة وسفكت دماء الأبرياء العزل.. (غرز) التمرد رصاصة في فخذ رجل فقير ضعيف يعمل حارساً (خفيرا) للآليات.. سأل أحد الأوغاد: نقتله؟ فرد عليه الآخر: ادخر بقية الذخيرة طلقة واحدة فقط تكفي.. واستولى التمرد على ممتلكات الأهالي، اثنان سيارة (جامبو) إحداهما تحمل مائة خروف في طريقها للأبيض. وتم إيقاف بص قادم من “الفولة”.. وأشهر المتمردون السلاح في وجه الركاب وسلبوا حلي النساء الذهبية وأجهزة الهاتف والأموال وسألوا عن (ناس) المؤتمر الوطني.. والرعب يسيطر على الأهالي.. و”الأبيض” التي شهدت في ذات اليوم اجتماعات مهمة لوزير الدفاع بالقيادات الميدانية وقيادات الفرقتين الرابعة عشرة والخامسة غير بعيدة من مسرح جريمة معتاد إجرام وصاحب سوابق يدعى “يعقوب” هو من قاد عملية النهب والسلب والتخريب المتعمد.
{ إن التمرد قد تغلغل وربما يقصد “الأبيض” من جهتي الغرب حيث محلية القوز ومن جهة الجنوب الشرقي “العباسية” و”أبوكرشولا”، وبات خيار إعلان حالة الطوارئ في كل ولايات كردفان والنيل الأبيض مطلباً تمليه تطورات الأوضاع على الأرض واستنفار قوات الدفاع الشعبي وفتح معسكرات التجنيد والتطوع وتحديث سلاح قوات الدفاع الشعبي حتى تتمكن من مجابهة التمرد وحماية ظهر القوات المسلحة التي تقاتل ببسالة وصمود في ميادين القتال.. لكن العدو جدد أساليبه فتح عدداً من جبهات القتال حتى يرهق القوات المسلحة.. وقبل حلول الخريف لا حل إلا بمواجهة الحديد بالحديد.. وقد نهض مقاتلو محلية القوز.. بكل تكويناتها.. كنانة، حوازمة، برقو، بديرية، مسيرية، عياتقة، خزام، برقد، بني فضل، بني حسن، نوبة، شنابلة، معاليا، وكواهلة.. يصدون عن أرضهم ببسالة ويحمل بعضهم العصي والسيوف لمواجهة تمرد يمتطي ظهر اللاندكروزر.. ولكن إذا كانت النفوس كبيرة والعقيدة سلاحاً للمرء فالانتصار قادم لا محالة.