د. خالد حسن لقمان
.. لأول مرة منذ تسجيل التاريخ لبداية وجوده الغير شرعي يدخل الكيان الاسرائيلي في مواجهة متصاعدة مع الادارة الامريكية في صورة مدهشة ومثيرة و غريبة .. بالامس القريب اطلق نتياهو تصريحه المثير للجدل والذي قال فيه : ( اذا تم تخييرنا بين علاقتنا مع الولايات المتحدة والقضاء علي ما يهدد وجودنا سنختار مواجهة ما يهدد وجودنا ) .. هذا يحدث في ظل متغيرات سريعة و متلاحقة داخل اسرائيل حيث تبذل المعارضة بأحزابها اليسارية و اليمينية مجهوداً كبيراً لاسقاط حكومة نتنياهو و تشكيل حكومة جديدة وهو مجهود يكاد ان ينجح الآن بنسبة كبيرة و هو و فيما يبدو الذي دفع نتنباهو لاختيار المواجهة مع الادارة الامريكية التي لم تفعل شيئاً حاسماً تجاه ما تسوقه كتلة مؤثرة في الحزب الديمقراطي الحاكم لانتهاج سياسة جديدة مع اسرائيل علي نحو يرفع الضغط الدائم والتاريخي علي الولايات المتحدة خاصة مع تنامي حالة الغضب الدولي من أفعال الكيان الاسرائيلي تجاه الفلسطينيين في أعقاب عملياتها الاخيرة في غزة والتي اثارت بجانب الشعوب ( التي خرجت في كل مكان تعبر عن استهجانها لهذه الافعال ) حتي القوي والكتل المدنية و شبه المدنية والخبيرة منها و من ذلك جاءت مبادرة ال 50 شخصية دولية التي تضم رؤساء دول سابقين ومسئولين لمؤسسات عالمية لادانة ما قامت به اسرائيل و اطلاق دعوة صريحة لمواجهة ذلك عبر الجنائية الدولية بإعتباره جريمة حرب يجب التعامل معها بصرامة بإستخدام كافة الوسائل الدولية العدلية المتاحة .. هذا بجانب ما قامت به بالامس كتلة الاتحاد الاوروبي التي وجهت انتقاداً حاداً لاسرائيل بعد تصريح خارجيتها بشأن معاداة محكمة الجنايات الدولية للسامية وذلك بعد شروع الاخيرة في اجراءات تهدف لادخال ما قامت به اسرائيل في غزة ضمن جرائم الحرب .. هذا المشهد بدا الآن وكأنه حصار دولي يواجه الكيان الصهيوني لاول مرة في تاريخه وهو أمر مثير ولكن المثير اكثر هو امتناع الولايات المتحدة الامريكية عن القيام بأي دور مساند علي النحو الذي درجت عليه لانقاذ و إفلات ربيبتها من هذا الحصار المفاجئ وهو الامر الذي دعا نتياهو لذاك التصريح الجرئ الذي قال فيه ان تمسك دولته بمواجهة اي خطر يواجه وجودها اهم من الحفاظ علي علاقتها مع الولايات المتحدة في اشارة واضحة لايران وما حدث من تقدم معها في ( فيينا ) و لتأكيد هذا الخلاف ( التاريخي الفريد ) بين حكومة نتنياهو و حكومة الديمقراطيين في اميركا جاء الرد الامريكي سريعاً علي جرأة وصفاقة نتياهو مؤكدة بأن أي جهد مع ايران لن يكون الا عبر التفاوض وليس بالتصريحات الجوفاء الغاضبة .. اذاً ماذا سيحدث ..؟؟ .. هل ستزيد الشقة يوماً بعد يوم بين الامريكان و الاسرائليين وفق رؤية أمريكية جديدة بدأ يشكلها العقل الامريكي من الغرف الضاغطة في الحزب الحاكم و الرأي العام الأمريكي الذي انتبه أخيراً لفظاعة تصرفات الكيان الاسرائيلي تجاه الفلسطينيين .. ؟؟ .. سؤال يبدو أن اجابته باتت قريبة في ظل تحولات شعبية ورسمية واسعة يشهدها العالم الآن ..