الاعمدةربع مقال

غزة .. ادانة أممية وغضبة شعبية .. !!

ربع مقال

د. خالد حسن لقمان

.. مرة اخري تضاف لعشرات المرات علي طول تاريخها تتقدم الأمم المتحدة وعبر أحد أزرعها بمشروع ادانة للكيان الاسرائيلي .. حقوق الانسان بالمنظمة الدولية تبنت أمس الأول قرار تم التصويت عليه بأغلبية يحمل مشروعاً لادانة ما قام به نتنياهو و كيانه الغاصب أخيراً من فظائع ادت لاستشهاد العشرات و المئات من النساء و الشيوخ و الأطفال وتدمير ما زاد عن 6 مستشفيات كبري و عدد غير قليل من المراكز الصحية و ما زاد عن خمسين مؤسسة تعليمية .. وفي صورة وحشية شهدها العالم كله هدم هذا الكيان القاتل مجموعة من الأبراج السكنية و الادارية علي رأسها برج الجلاء الذي تتخذه كبريات وكالات الانباء والفضائيات الدولية مقراً لها .. هذا المشهد الاجرامي المتجبر اثار كل العالم وشعوبه التي خرجت حتي في امريكا و بريطانيا و فرنسا و بقية الشعوب الاوروبية و الآسيوية و الافريقية .. كل هذا يبدو أنه قد استفز بعض الاعضاء الأحرار في زراع المنظمة الدولية المعنية بحقوق الانسان فقرروا توجيه اتهام لاسرائيل وصل لحد وصف ذلك الاتهام بجرائم الحرب .. الامريكان و لغرابة الموقف عملوا هذه المرة انفسهم ( رايحين ) بالرغم من الموقف الرسمي لهم والذي عبر عن أسفه لقرار المنظمة الدولية بينما استشاط الكيان الاسرائيلي غضباً عبر مندوبته موجهاً عبارات استنكار شديدة اللهجة للدول التي صوتت لصالح القرار .. المؤلم أيها السادة أن عدداً من الدول العرببة التي سارت في موكب التطبيع المخزي ( لبتت ) وعملت نفسها هي الأخري ( رايحة ) كما و الأمريكان و ان اختلف الموقف و المقعد بين مناصرة الباطل الظالم إلي الجبن الصريح المخزي و القبيح .. وبالطبع ستبدأ اسرائيل ضغوطها لطي ملف إدانتها مثلما فعلت في المرات السابقة و ستفلت بالتأكيد من أية ادانات ذات أثر في الحد من تجبرها وظلمها للفلسطينيين في القطاع ولكن هذه المرة يبدو الموقف مختلفاً اذ جاءت الادانة الحقيقية لهذا الكيان غير الشرعي من قبل الشعوب العالمية التي دفعت بادانتها بشجاعة كبيرة وبصدق حقيقي أقلق الاسرائيليين وأفزعهم بأكثر من ما فعلت ادانة المنظمة الدولية وهذا هو المتحول الحقيقي الذي سيؤدي الي وضع القضية الفلسطينية علي المنضدة الدولية كقضية ساخنة تستلزم الوصول لحل عاجل لها والا سيحدث ما لا يحمد عقباه اذا ما استفزت هذه الشعوب مرةً أخري وخرجت منادية بسحق اسرائيل و محوها من الوجود.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية