"الشفيع عبد العزيز": هذه معايير اختيار المذيعات.. والجمال وحده ليس كافياً للظهور على الشاشة!! 1-2
قناة (النيل الأزرق) من الفضائيات التي حققت نجاحاً لافتاً ووجدت مساحة مقدرة لدى المشاهدين لاعتمادها على البرامج الخفيفة والمنوعة ذات الطابع الجماهيري، ولأنها حققت نجاحاً مرئياً ظاهراً، كان لابد أن تكون دائماً تحت مجهر الصحافة والمشاهدين إشادة كانت أو نقداً. الأستاذ “الشفيع عبد العزيز” مدير البرامج بالقناة وأحد ركائزها وأركانها النشطة والخلاقة، التقيناه في هذه المساحة وطرحنا عليه حزمة من الأسئلة الساخنة، أجاب عليها بصراحة وأماط اللثام عن الملمح البرامجي لشهر رمضان المقبل.. تابعوا معنا تفاصيل الحوار:
{ أستاذ “الشفيع” هناك اتهام موجهة لقناة (النيل الأزرق) أنها أصبحت تعتمد على المادة الإعلانية لذلك فقدت الحيوية التي تفيد الناس؟
– القناة منذ تأسيسها قائمة على النظام التجاري على أساس أنها تحقق أرباحاً لمستثمرين جاءوا إلى السودان من أجل استثمار أموالهم في العمل التلفزيوني، وكانت هذه هي الفكرة الأساسية مثل الاستثمارات التلفزيونية كما في الـ(mbc) و(art) و(روتانا) وغيرها، وبعض القنوات الأوروبية والعربية تعمل على تقديم خدمة ذات طابع يخدم المشاهد وفي نفس الوقت مربحة، لذلك سعت (النيل الأزرق) أن لا تكون قناة خاسرة، وهذا يدفعنا للتعامل مع المعلنين والرعاة ومع نسبة البرامج الإعلانية والتي ترعاها مؤسسات ليست كبيرة بالقدر المزعج، وقد يكون الأمر أشبه بالموسم من شهر (11) إلى شهر (3) وأربعة، في هذه الفترة يكون الإعلان والرعاية أكبر، فهناك جهات تريد الاحتفاء بنجاحها، بنك أو أية مؤسسة، ونحن من خلال هذا الاحتفال نحاول خلق مادة برامجية مشاهدة.
{ معنى هذا كل البرامج الإعلانية تجد حظها من البث دون (فلترة)؟
– ليس كذلك، لابد من أن تخضع إلى ضوابط مهنية وأسس، بحيث أنها تتناسب مع قالب البرامج الموجود، يعني ما ممكن نقبل فكرة (هايفة) ونقدمها للناس لأنها إعلانية، لابد أن تخضع للجان لإجازتها وفق الشروط التي تعمل بها القناة.
{ الشكل والمظهر أصبحا أساساً في اختيار المذيعات دون الاهتمام بالجوهر والثقافة وبالتالي لا توجد مذيعة نجمة بقدر ما هناك مذيعات ديكور؟
– الشكل إذا وجد قبولاً مع الذهنية الجيدة والقدرة على حسن التصرف وإدارة العمل التلفزيوني يكون أفضل، لأن الوجه المريح والمعبر تلفزيونياً ولديه قدرة على توصيل الأفكار يكون أفضل من أن تأتي بشكل غير مقبول وفي نفس الوقت ليست لديه إمكانيات، وفي نفس الوقت الشكل وحده دون مقدرات فكرية لا يصلح على الإطلاق، تقدمت لنا مئات الجميلات ولم نمنحهن فرصة الإطلالة عبر القناة، فالجمال وحده لا يكفي، وأقول هذا الحديث وأنا صادق فيه، نحن لا نعتمد على الجمال فقط.
{ ما هو التوصيف المهني لوظيفة المنتج البرامجي؟
– المنتج البرامجي ليس هو المنتج المالي الذي يقوم بإنتاج البرامج على نفقته الخاصة ويدير المال، وبالتالي يكون هناك مقابل لهذا الإنتاج مثل إنتاج مسرحية أو مسلسل أو خلافه وكلها أعمال ذات عائد، ولكن المنتج التلفزيوني هو الذي يقود العملية الإنتاجية في البرامج برفقة المخرج ومساعد الإنتاج والباحث والمقدم هو صاحب فكرة برامجية وقريب جداً من معد البرامج التلفزيونية، ولكن هنا وظيفته تحتم عليه التحول إلى شكل يقود الفن التلفزيوني ولا علاقة له بالإنتاج المالي إنما هو منتج فنياً وبرامجياً فقط.
{ غالبية المذيعين ومقدمي البرامج بعد أن يأخذوا فترة كافية في اكتساب الخبرة والظهور عبر (النيل الأزرق) يذهبوا إلى قنوات أخرى.. هل هناك مشكلات مالية؟
– القناة مفتوحة لكل الناس، هناك من يتدرب ويعمل فيها ويكتسب خبرة وما إلى ذلك، ولكن الإنسان يسعى دائماً للوضع الأفضل من ناحية مالية، ونحن كقناة إمكانياتنا المالية محدودة تعتمد على الإيرادات الإعلانية والترويجية، وبالتالي نصرف معظم الأموال التي نتحصل عليها كإيجارات للقمر الصناعي، لذلك المرتبات عندنا معقولة وأي شخص وجد فرصة في قناة داخلية أو خارجية بمرتب أعلى لا نقف في طريقه، ويمكن أن يذهب وتظل القناة تواصل في ضخ الأفكار البرامجية من خلال مقدمين وباحثين ومخرجين، والقناة توفر الإمكانيات لإنتاج المبدع، ولكنها لا تقف في طريق منسوبيها إذا وجدوا فرصاً أفضل.
{ هناك من يرى أن مساحة الغناء عندكم أكثر من البرامج الهادفة؟
– الغناء يقدم بطريقة مهنية وجيدة، لذلك يتراءى للناظر إليه أنه أكثر في الخارطة البرامجية ونسبة الغناء عندنا لا تتجاوز الـ(17%) وهو محصور في برامج محدودة.
{ أرجو التوضيح أكثر؟
– الغناء موجود فقط في برنامج (نجوم الغد) و(أغنيات من البرامج) وبعض البرامج التي تتخللها أغنيتان ثلاثة مثل برنامج (الو مرحبا) وبعض البرامج التجارية الخاصة بالشركات والمؤسسات، فهذه كل المساحة التي يوجد فيها الغناء.
{ الآن عدد لنا البرامج الجادة؟
– كثيرة بداية من برنامج (فتاوى) و(مافي مشكلة) و(حتى تكتمل الصورة) و(مراجعات) و(البحث عن هدف) و(حالة استفهام) و(حلل البريق) و(المنتدى) وبرنامج (رأي)، وهذا يؤكد أن البرامج التي لها علاقة بالمواضيع الاجتماعية تتفوق على برامج الغناء بنسبة (80%).
{ ملاحظ أنكم تعتمدون على أسماء معينة لماذا لا تدفعوا بوجوه جديدة وتتيحوا الفرص لآخرين؟
– ياريت لو في كل شهر نعثر على وجوه جديدة سواء أكانوا شباباً وشابات، نحن كل شهر بنعلن عن معاينات وبتقدموا كثيرين قد نجد بينهم واحداً، وفي كثير من الأحيان لا نجد، لكن القناة مفتوحة لأي شخص عندو الرغبة في أن يقدم برامج ويملك مقدرات، ونتمنى أن نجد مقدمين بالصورة الجيدة والتي يمكن أن تضيف إلى شكل القناة وخطها.
{ برنامج (نجوم الغد) في بدياته خرَّج مطربين شكلوا إضافة مثل “عافية حسن” وغيرها.. لكن في السنوات الأخيرة لم يقدم نجماً جديداً رغم المشاهدة العالية؟
– النجومية قبول لدى المتلقي والمشاهد، يعني ممكن هناك شباب كثيرين ممتازين جداً في الأداء الغنائي لكن لم يحققوا نجومية لأشياء تتصل بالكاريزما وبطريقة الأداء، وافتكر أن (نجوم الغد) في نفس اللحظة هو يخضع لنفس الظروف التي لها علاقة بتقديم البرامج في الوقت الذي نعاني فيه من إيجاد مقدمين جيدين يعاني المشرفون على برنامج (نجوم الغد) في إيجاد الأصوات الجديدة الجيدة، ونحن في الفترة المقبلة سنسعى لتقديم خلاصة التجارب دون أن نمعن في التفاصيل الخاصة للمراحل الأولى كما كان يحدث.
{ ما هو تقييمك لأداء القناة في الفترة الأخيرة؟
– اعتقد أن أداءها إلى حد كبير جيد رغم الإمكانات المحدودة وهي مستمرة بعطاء ممتد، والإعلان هو المؤشر الحقيقي لكونها قناة مشاهدة، كذلك حرص كل القطاعات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية على عكس أنشطتهم وطرح قضاياهم عبرنا، وكل هذا الاندفاع نحو قناة (النيل الأزرق) نتاجاً للمشاهدة، والمشاهدة العالية تدل على أن هناك تجويداً في الأداء.