ربع مقال
د. خالد حسن لقمان
لم أهتز بموقف بطولي أعاصره في حياتي بمثل ما هزتني اللحظات التي صرخ فيها هذا الرجل مولود تشاووش أوغلو .. وزير الخارجية التركي أول أمس بكلماته الساخنات الساحقات .. كلمات للماضي كله والحاضر بأكمله و المستقبل بما سيأتي ..( سنرسل قوات عسكرية الي فلسطين .. ) .. هذه هي العبارة التي ستغير الواقع السياسي للمنطقة والعالم منذ الآن .. ( ما الذي يحدث ..؟؟ .. لماذا يسكت العالم علي هذا الظلم و الفعل الاسرائيلي المجرم في فلسطين .. لماذا يصمت الجميع ..؟؟ .. ؟؟ .. ان صمتنا كلنا فمن سيتحدث .. ؟؟ .. لأ يجب ان نخاف .. من ماذا نخاف .. الانسان يموت مرة واحدة في الدنيا وليس الف مرة ..) .. الاكف تلتهب بالتصفيق والحناجر تعلو بالتكبير والتهليل .. ويمضي اوغلو ليقول ( .. تقدمنا بمشروع لادانة اسرائيل لما فعلته خلال اليومين الماضيين داخل حرم القدس الشريف وفي غزة .. لم يتقدم معنا أحد غير الجمهورية اليمنية بالرغم من كل ما تعانيه .. !!!! .. ما هذا الجبن الصريح .. ؟؟ .. ) .. وتصرخ كلمات الرجل حتي تصك كل الأذان ( .. ان صمتنا كلنا ستمضي اسرائيل في تجبرها و ظلمها وتقتيلها لاخوتنا الفلسطينين في القدس .. هل الأمر لا يعنينا .. ؟؟ .. نحن مسلمون ولا يحب أن نخاف أحد أياً كان .. لذلك ابلغكم والعالم بأني قد تلقيت أوامر مباشرة من الرئيس أوردغان .. لقد قررنا ادخال قوات عسكرية الي فلسطين .. ) .. اراد ان يردف كلماته بأخري الا ان حرارة التصفيق و علو التكبير والتهليل منعه لبرهة عاود بعدها : ( .. نعم سندخل قوات الي فلسطين ولن تستطيع اسرائيل بعد الآن أن تعتدي علي الفلسطينيين .. ) .. يا لك من رجل دفع بك القدر و ( اوردغان البطل ) وفي زماننا هذا بكل بؤسه لتعيد من جديد عبر كلماتك هذه أمل العودة الي زمان الكرامة الاسلامية و العربية والي فعل الرجال الابطال المؤمنين بقضية أمتهم و آمال شعوبهم في العيش بعزة نفس وحرية كلمة وقوة فعل .. ماذا اذاً بعد الموقف التركي الصادم هذا لنتنياهو المجرم وكيانه الغاصب .. ماذا ستفعل اسرائيل بل بالأصح ماذا سيكون رد فعل الدول الاسلامية والعربية التي لابد انها قد فوجئت بالقرار التركي .. ؟ .. هل ستصطف خلف الموقف التركي الشجاع أم سترتجف خوفاً من اسرائيل و أميركا و عملاءهما في المنطقة وتلجأ الي صمتها الدهري الجبان .. ؟؟ .. ولكن علي اوردغان و اوغلو ان لا يعولان علي هؤلاء الحكام المرتجفين والخونة و الجبناء .. بل عليهما ان يمضيان في انفاذ هذا القرار التاريخي خاصة وان اللعبة السياسية الدولية قد هيأت الملعب لاشتعال حرب باردة جديدة كل معسكر سيحاول ان يتمركز علي خطوط دفاعه وهجومه و بينما تضغط الولايات المتحدة علي روسيا في اوكرانيا و القرم وتبتزها علي مناطق نفوذها هنا وهناك يضغط الروس علي لحم الامريكان الحي في الشرق الأوسط بل والآن في أكثر المواقع ايلاماً لهم .. في اسرائيل .. الربيبة الدلوع .. وقد حان الوقت للشعوب العربية ان تخرج لتؤيد خطوة تركيا ولتدفع حكامها البائسين للتأييد و المضي في هذا الاتجاه قدماً أو لتقتلعها .. و هذا هو الذي سيحدث بالفعل .. سيظل هؤلاء الحكام الظالمين لشعوبهم وحقوقهم في غيهم وسلطانهم الزائف الحقير وجبنهم السرمدي الي ساعة اقتحام الجماهير الاسلامية والعربية لدهاليز قصورهم و بهو كرسيهم وتمتد اياديهم الثائرة الطاهرة لتقتلعهم منه وترمي بهم الي مزبلة التاريخ غير مأسوف عليهم .. نعم أيها الجبناء تعلموا الرجولة من (أوردغان) و (أوغلو).