أخبار

(تسنيم) حكاية طالبة فقدت بصرها (26) مرة وتفوقت في شهادة الأساس !!

كانت عيناها تومضان ببريق حاد لن تعتقد لأول وهلة أن مرضاً أصابهما.. خفة روحها وشقاوتها غير المفتعلة تجعلانك تكثر التحديق في حديثها، ثم لم تلبث أن تتازعك متناقضات الشفقة والإعجاب بالطفلة التي قاومت مرض العمى واستبسلت في الذود عن حقها المشروع في الحياة والنجاح، وقبل ذلك التفكر فيما سيؤول إليه حال بعض أطفالنا الذين سلبتهم الظروف القاسية متعة الحياة ولا تملك وقتها سوى أن تردد في سرك (ليت كل الأطفال مثل “تسنيم”).
 (“تسنيم أحمد محمد سليمان” أسكن الحاج يوسف الردمية عمري (13) سنة)، هكذا قدمت نفسها لـ(المجهر) وهي ترمقنا بنظرات تحمل  ألقاً وذكاءً ثم استرسلت  قائلة: (في يوم من الأيام سقطت أرضاً على الحمام وأصبت بارتجاج في المخ تسبب في تكوين كتلة دموية بالدماغ وهو الأمر الذي أصابني بالعمى)، وتابعت: (استمرت محنتي المرضية لمدة أربعة شهور شفيت خلالها أربعة أيام فقط ثم عاودني المرض بعد فترة قصيرة وأصبحت أتأرجح بين (العمى والشوف) إلى الحد الذي أصبت فيه أكثر من (26) مرة بالعمى خلال أربعة شهور فقط).
 وأوضحت “تسنيم” أنها تنقلت بين مستشفى “جعفر بن عوف” واختصاصيي طب الأطفال بمساعدة مجموعة (شارع الحوادث) الخيرية الذين تكفلوا بعلاجها معنوياً ومادياً- بحسب وصفها- حتى منَّ الله عليها بالشفاء، وأضافت: (كنت وقتها أستعد للجلوس لامتحان شهادة الأساس  وتخلفت عن مقاعد الدراسة لمدة أربعة شهور ورغم ذلك عاهدت نفسي على النجاح حتى أحرزت (263) في شهادة الأساس لهذا العام).
“تسنيم” أبلغت (المجهر) أن غاية أمنيتها أن تصبح طبيبة تساهم في علاج وتخفيف الآم من حولها خاصة الأطفال، ثم تكفلت بالرد علينا بدبلوماسية مفرطة حين سألناها عن أثر تجفيف مستشفى “جعفر بن عوف” الذي ساهم بقدر كبير في إعادة الإبصار إلى مقلتيها حتى ترى بهما الحياة مجدداً، واكتفت بأن رددت وهي تهرول بعيدة: (نعم حيكون فيه أثر بس أنا ما عايزة أتكلم في السياسة). 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية