أخبار

تبرع بمليون (يورو)!!

{ أعلن الأستاذ “علي كرتي”، وزير الخارجية، عن تبرع السودان بمبلغ مليون يورو دعماً لمشاريع التنمية في الصومال، وجاء في كلمته التي ألقاها أمس أمام المؤتمر الدولي بشأن الصومال في لندن، أن الحكومة الصومالية تحتاج لدعم المجتمع الدولي لاستدامة السلام في أراضيها، داعياً إلى ضرورة مخاطبة الأسباب الحقيقية للمشكلة، واستعرض الوزير الدعم المالي الذي قدمه السودان للصومال بالإضافة إلى أكثر من عشرة آلاف منحة دراسية للطلاب والمساعدة في تدريب الشرطة والقوات المسلحة وتقديم مساعدات في مجال الصحة وغيرها.
{ قرأت الخبر عدة مرات وفتحت فاهي دهشة واستغراباً وتعجباً، ثم راجعت المكتوب من جديد، عل الصياغة تعجلت في عرض المعلومة بشكلها الصحيح، لتتضح أن الحكاية صحيحة والواقعة مسجلة ومدونة عبر وسائل الإعلام المختلفة؛ فهل وزير خارجيتنا الكريم مهموم وحريص على مصلحة الدول الأخرى أكثر من الأحداث التي يعج بها السودان في هذا التوقيت بالذات؟!
{ تبرع السيد “علي كرتي” باسم حكومة السودان بمليون يورو لدعم المشاريع التنموية في الصومال ومشاريع السودان تنهار صباح كل يوم بسبب شح المال وقلة الحيلة وتراكم الديون والالتزامات وارتفاع الدولار والسلع الأخرى في ظل الفروقات التي تعاني منها المالية وعجز الميزانية والموازنة منذ فترة لست بالقريبة، مما يعني أن السودان يحتاج إلى الجنيه الواحد من أجل ترميم المشاريع القديمة والشروع في الجديد من أجل مواصلة النهضة التي بدأت وتوقفت في محطة الأساس منذ فترة؛ الأمر الذي يتطلب أن يتم التعامل مع المشاريع التنموية بشكل واضح وجدي ليمنح المواطن إحساساً بحرص الحكومة على إحداث تغييرات تنموية ملموسة تصب في صالحه.
{ قال “مايكل إدوارد” (إن الحكومات الجادة تستهدف المواطن من خلال تعديلات تعينه على رغد العيش وتساهم بشكل كبير في تغيير حياته البسيطة ليتشكل إحساسه ويتبلور في إطار سعي الدولة على إحداث معالجات تهم وطنه) فإن كان الهدف المواطن فإن على الحكومة أن تجمع أي مليم أحمر من أجل أن يكون تجاه “محمد أحمد” ومن بعده فلتتبرع كيفما تشاء لدول أخرى، والصومال مع كامل احترامنا لها ولسيادتها لن تكون أعز وأفضل من السودان حتى نتقاسم معها (اللقمة) في هذه الأيام الصعبة التي تمر على البلاد.
{ والسيد “كرتي” يتحدث عن عشرة آلاف منحة دراسية لأبناء الصومال ويا للعجب، أما كان الأجدى أن نمنح أبناء الفقراء والمساكين المنتشرين في أرجاء البلاد المختلفة هذه الفرص من أجل المساهمة في الارتقاء بالتعليم، خاصة ونحن نعلم تماما أن هناك عدداً من الأسر لم تتمكن من مواصلة تعليم أبنائها بسبب شح المال وقلة الحيلة.
{ مليون يورو للصومال ومليون صفعة على خدود الغلابى في أطراف أم درمان وكردفان ودارفور ومليون (بمبة) للجالسين على الرصيف في انتظار فرج قادم يعينهم على الحياة بيسر ومليون (حسرة ودمعة) وسط العطالى في الشرق والغرب ووسط البلاد!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية