الهلال يا حكومة!!
{ الهلال يا سادة من أكبر الأندية في السودان، بل وأكثرها جماهيرية، للدرجة التي جعلت رئيس الجمهورية يقول بالصوت العالي إن الهلال أكبر حزب رياضي في السودان.
{ والهلال تاريخ عريض وناصع البياض، والأزرق نادي الديمقراطية والحركة الوطنية والشفافية والحراك الاجتماعي.. والأزرق نادي الشعب الأول وقاهر الأبطال وكبير الأندية العربية والسودانية.. وعليه فإن التعامل لا بد أن يتم مع هذا النادي العظيم بذات النهج الذي يمنحه مكانته التي نحتها شرفاؤه على الصخر، لأجل أن تكون الأوضاع كما دوّنها التاريخ.
{ والهلال ليس نادياً في إسرائيل، وجماهيره لا تنتمي للجبهة الثورية، ولم يكن “الحلو” أو “مالك عقار” عضوين في تنظيماته المختلفة التي دخلت الانتخابات الماضية وتستعد للقادم. لذا لا بد أن يعامل مثل نده التقليدي.
{ وعندما نقول (قطبي الكرة السودانية) لا بد أن نعي أننا نذكر الهلال أولاً ثم المريخ، لأن التاريخ كتب اسم الأزرق بمداد من ذهب، خاصة في السنوات الأخيرة التي تربع من خلالها الهلال في مربع الأبطال منذ العام (2007)، مما يعني أن الهلال ساهم بقدر كبير في تصحيح كثير من المفاهيم الخاطئة المتعلقة بالسودان.
{ والهلال لعب أدواراً وطنية إبّان الاستعمار، وواصل المسير من خلال عكس الصورة المثلى في الآونة الأخيرة التي حُوصر فيها السودان اقتصادياً وسياسياً، ليلتقط الهلال زمام الإصلاح والتصحيح من خلال مباريات قوية وتنافس شريف، مكنه من التجول شرقاً وغرباً في أفريقيا والدول العربية التي دخلت السودان مجبرة وتبارت في إستاد العرضة شمال، وعادت في كثير من الاحيان بخيبة الآمال والطموحات.
{ والهلال يخطو بذات الثبات في سنوات ماضيات، ويستقبل رئيس الدولة المشير “البشير”، ويفتح أبوابه لتدشين حملة انتخاب الرئيس، ويعلن تأييده الكامل لثورة البلاد ورجالاها الأقوياء.
{ والهلال الذي نراه الآن لاعلاقة لها بتلك الأيام التي نكتب عنها بحزن عميق، لأن المجلس قد شتت الشمل وقسّم الجماهير وشرد البقية وقصم ظهر الفريق وشطب ركائزه ودفع بالمعطوبين وفاقدي الموهبة إلى التشكيلة، ليصبح الحال يغني عن السؤال.
{ والمجلس الذي أبعد الأقطاب وطوى صفحه تاريخهم الناصع دون أن يبالي، يصر السيد الوزير ومن معه أن يواصل العمل الإداري، حتى وإن كانت النتيجة الهبوط للعب مع فريق الأحرار.
{ و”الطيب بدوي” لم يبال بكل ما يدور في الهلال، وغير آبه لغضب الجماهير والإعلام ونتائج الفريق الأخيرة، والانهيار الإداري الذي نراه الآن، لأن الهم الأكبر موجه نحو المريخ.
{ والوزارة مهمومة بالأحمر ومشغولة بملفاته وحريصة على حل مشاكله، لذا فلا وقت لديها ليضيع ما بين الشكاوى وتبريرات “البرير”.
{ والمجلس آخر انبساطة، ويستمر في ذات النهج، والحكومة تمثل دور الحاضر الغائب، رغم الأدوار المعروفة لأكبر نادي رياضي.
{ ومجلس اللوردات يقتحم المريخ برئاسة “الوالي”، وشعب الوصيف يصفق لهذه الحكومة الجديدة، والمنتديات تكتب وتتهكم!!
{ وحكومة المريخ قادرة على تطويع القوانين وإجراء إصلاحات كبيرة، لأن الشخصيات الموجودة تدير اقتصاد العالم وليس العرضة جنوب.
{ وجماهير الهلال لا بد أن توصل رسالتها الواضحة للحكومة، وتطالب بالصوت العالي بأن تتم معالجات تساعد الهلال في الخروج من تلك الحفرة التي وضعنا فيها المجلس.
{ صمتنا عامين ويزيد، ولم نجن إلا السراب، وجاء وقت الحديث، لأن الظلم أضحى واضحاً ويمشي على قدمين.
{ كبار رجال المال بأفريقيا في المريخ، وموظفو الدرجة الرابعة في الهلال.. ويا للعجب.
{ أرجو أن تتفهم الدولة أن المشاكل الخارجية قد قصمت ظهرها، فمن العيب أن تفتح أبوابها لخلاف داخلي.
{ الهلال يستحق أن تتم إعادة صياغته من جديد، وبذات الشكل الذي تم في المريخ، وإلا فاللقضية أبعاد أخرى.