أخبار

عين التمرد!!

{ اللواء طيار “عبد الله علي صافي النور”، لا يزال (بدوياً) في سجيته وسلوكه الشخصي، يجمع أصدقاءه من كبار الضباط المعاشيين وأطياف سياسية، ولا يميز بين وطني وشعبي وحزب أمة و(بتاعين حركات).. أعني حركات مسلحة، وما أكثرهم.. ومنزل “صافي النور” في صباح كل سبت (يبدو) كخيمة لبدو الصحراء من رعاة الإبل، (يشربون) اللبن ويتسامرون ويتبادلون أخبار العشب وهطول المطر ونضوب الحفائر والآبار.. ولكن “صافي النور” في الخرطوم يحرص ضيوفه على تبادل الأخبار والشأن العام، ورواد داره كثر، أكبرهم مقاماً اللواء “الهادي عبد الله” و”كاشا” و”محجوب فضل” والفريق “فاروق علي محمد”.. ودونهم أمثالنا من عامة الناس.
{ احتفى ضيوف إفطار “صافي النور” أمس بعودتي من كردفان بعد رحلة طالت لعشرة أيام، بسبب المحن التي أصابت أهلي وعشيرتي وأبناء ولايتي من (الدندور) حتى (أبو كرشولا).. والسؤال الذي سأجيب عنه بصراحة شديدة قد تخدش مشاعر البعض أو تثير مخاوفهم سأله الأخ “محمد صالح الأمين بركة” أحد قيادات دارفور وثيقة الصلة بصناع القرار، قال: ماذا تريد الجبهة الثورية بعد الوصول لـ (أم روابة) واحتلال (أبو كرشولا)؟
{ بصراحة شديدة، وطبقاً لمعلومات حصلت عليها من الأرض وشواهد ومرئيات، فإن تحالف الجبهة الثورية يخطط لعمليات كبيرة جداً، وذلك قبل حلول فصل الخريف الذي تبقى له نحو أربعين يوماً فقط!! لماذا قبل الخريف؟! لقد أصبح التمرد يمتطي سيارات اللاندكروزر، ويهاجم بسرعة خاطفة (يباغت)، وينسحب بطريقة منظمة جداً.. ويعتمد في حركته وهجماته على قاعدة معلومات تقدمها له جهات في الداخل (متعاونة) مع التمرد، من بائعات شاي وحتى بعض ضعاف النفوس من القوات النظامية، مثل الخائن “موسى آدم جمعة” أحد منسوبي الاحتياطي المركزي في (أبو كرشولا)، حيث ساهم في ضرب زملائه أولاً قبل المواطنين.
{ وأمس (السبت) حاولت الجبهة الثورية الهجوم على (كادوقلي) واحتلالها من جهة الجنوب عبر طريق (الإحيمر)، إلا أن القوات المسلحة تصدت لها وألحقت بها هزيمة نمسك عن تفاصيلها حتى تعلنها القوات المسلحة وفقاً لتقديراتها.. وهدف احتلال (كادوقلي) سعت إليه الحركة المتمردة منذ ثلاثة أعوام واستعصى عليها حتى اليوم، وخلال الأيام القادمة ستعيد الجبهة الثورية الهجمات على (كادوقلي) حتى حلول فصل الخريف، الذي (يعيق) حركة المتمردين ويكبل خطاهم بعد أن أصبحوا يحاربون بالسلاح الذي كنا نحاربهم به!!
{ الهدف الثاني والأكبر الذي يخطط المتمردون للوصول إليه، هو الهجوم على مدينة (الأبيض) وتدمير المطار، والمتمردون يتوهمون بوجود مقاتلات في المطار، و(الأبيض) هي عاصمة (كردفان) وثالث أكبر مدينة في السودان بعد (الخرطوم) و(نيالا).. وبها أهم وأشرس فرقة عسكرية مقاتلة في الجيش السوداني (الهجانة)، ويطلق عليها (الهجانة أم ريش أصل الديش)، كناية عن أهمية مشاة الهجانة ودورهم البطولي في مسارح العمليات.. والوصول لرئاسة الهجانة يعني الكثير سياسياً وعسكرياً لتمرد استقوى ببعضه البعض، فأصبحت قوات “خليل” و”مناوي” ومليشيات “عبد الواحد” و”الحلو” و”عقار” تقاتل في مسرحين مختلفين، في فصل الجفاف (كردفان)، وتنتقل في الخريف إلى (دارفور).
{ السؤال الأخير: ممن تتكون قوات التمرد؟ الحقيقة التي يجب أن تُقال إنها (لميم) من كل قبائل (دارفور) و(كردفان)، أمّا لماذا تمرد هؤلاء وكيف.. فتلك قصة أخرى!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية