لابن "الميرغني" اعتذار
{ حينما عين “الميرغني” المساعد الحالي “جعفر” في القصر مساعداً للرئيس، قال إن حزبه وحكومته ووجوده شخصياً في القصر يتطلب منه إيقاف الحرب في ولايتي شمال كردفان والنيل الأبيض، فالتقط الصحافيون العبارة الأولى، لرجل، أول وظيفة بمرتب تقلدها في حياته أن أصبح مساعداً لرئيس الجمهورية.. وقالت الصحافة إن سليل الدوحة النبوية لا يميز بين شمال وجنوب كردفان ولا بين النيل الأزرق والأبيض.
{ وابن “الميرغني” كان ينظر بعيداً ويقرأ كف التاريخ القادم، والسقوط في امتحانات جغرافية السودان شمل أيضاً كتاباً وصحافيين (يقال) إنهم كبار.. كالذي كتب مطالباً الحكومة بتحرير مدن جنوب كردفان (السميح) و(الله كريم) و(الرهد) من قبضة التمرد.. وتمددت السخرية من مساعد الرئيس الجديد باعتباره لا يميز بين (الدمازين) و(تندلتي).
{ ولكن وآهـ من لكن هذه.. نبوءة السيد “جعفر الميرغني” تحقق نصفها وتبقى النصف الآخر.. نسأل الله أن لا يتحقق.. فقد دخلت الحرب شمال كردفان بدخول التمرد أم روابة الأسبوع الماضي، وتفقد وزير الدفاع الخطوط الأمامية في (الرهد) و(الله كريم).. بعد أن كان وزير الدفاع يتفقد الخطوط الأمامية في (خور إنجليز) و(البيبور)، والشهيد “إبراهيم شمس الدين” يقيم بصفة دائمة في مطار (جوبا).. وأخشى أن يأتي يوم تتحقق فيه نبوءة “الميرغني” وتصبح الحرب في النيل الأبيض هي المطلوب وقفها، وما بين (أم روابة) التي دخلتها قوات الجبهة الثورية وولاية النيل الأبيض فقط (48) كلم هي المسافة بين (أم روابة) و(ود عشانا)، آخر محطة في كردفان وبعدها تبدأ النيل الأبيض.
{ اعتذار للأخ الحسيب النسيب “جعفر محمد عثمان الميرغني” مساعد الرئيس يمليه علينا واجب الطاعة لأولي الأمر، والسيد “جعفر” عاد في الفترة الأخيرة لممارسة مهامه في القصر بعد انقطاع طويل عن الشعب السوداني الذي إذا سألته عن مكاتب بعض المسؤولين ومن بينهم سيدي “جعفر” فإنه يجهل جغرافية تلك المواقع، مثل جهل بعض الوزراء بجغرافية وطن يحكمونه، وليت التلفزيون القومي طرح مسابقة باسم (أعرف مدن وقرى وطنك)، حتى لا يسخر المواطنون من المسؤولين حينما يقولون حديثاً يجافي الواقع والمنطق .
{ ليت السيد “جعفر الميرغني” يعيد ما صنعه والده “محمد عثمان الميرغني” في ثمانينيات القرن الماضي، حينما ساءه احتلال التمرد للكرمك، فلاذ بالعراق طلباً للسلاح من الشهيد “صدام”، وعند “صدام” نجدة الطالب مهما غلا الثمن، وكان لأيادي “صدام” البيضاء دور في تحرير الكرمك (في ضحى أغر)، وهتفت الجماهير حينذاك (حررت الكرمك يا أبوهاشم)، فهل يحرر السيد “جعفر” (أبوكرشولا) السليبة في أحضان التمرد، وقد أحالها التمرد إلي بحيرة دم تغرق في مستنقع؟! نسأل الله أن ينقذها وينقذ المهندس “إسماعيل عوض الله” مدير إدارة البساتين الأسير الآن في قبضة الحركة المتمردة، رغم أن “إسماعيل عوض الله” من النوابغ الماركسيين منذ أن كان طالباً في الثانويات، ولكنه الآن أسير مع الآلاف الذي اتخذهم التمرد دروعاً بشرية، فهل السيد “جعفر الميرغني” يساهم في إنقاذ هؤلاء على خُطى والده، ولو من خلال دور سياسي؟! وبين حزب السيد “جعفر الميرغني” والحركات المتمردة وشائج وصلات وعلاقات (تحت تحت).
{ آن لابن “الميرغني” أن يقول كلمته في وقف الحرب، أقلها في شمال كردفان، والحيلولة دون تمددها للنيل الأبيض، كما جاء في أول حديث للميرغني غداة يوم تعيينه في القصر مساعداً لـ “البشير”.