لا تفاوض.. (قرِّضوا على كدا)!!
{ النسيان – عموماً – نعمة.. لكنّه في بعض الحالات يصير (نقمة).. هذا على صعيد الشعوب.. أمَّا السياسيُّون فإنّهم (لا ينسون).. لكن تتغيّر مواقفهم، ربما تبعاً للمقولة الشهيرة: (في السياسة لا عداء دائم ولا صداقة دائمة.. بل مصالح دائمة)!!
{ وهناك (تكتيك) في مواقف الساسة يُستخدم لصد الهجمات الشعبيَّة والإعلاميَّة بعد وقوع حادثة أو (نكبة).. وهنا يعتمد السياسي على (نسيان الشعب) وهدوء الغليان بعد حين.. وهذا مما لا يُحمد ولا يجُوز.. فالسياسي يجب أن يزن كلماته في أحلك المواقف.. حتى لا (ينط) منها لاحقاً.. ويتهم الصحافة بعدم (النقل الأمين)!!
{ نقول هذا والصحف خلال اليومين الماضيين تحمل تصريحات (ناريَّة) ضد من أسمِّيه (تنظيم تقطيع الشمال).. الذي أفلح في (قطع الجنوب)!! ونرجو أن لا تكون من قبيلة التصريحات الـ (تكتيكيَّة) أو التخديريَّة!!
{ التفاوض مع متمرِّد مخرِّب لا طائل وراءه.. وخطأ إستراتيجي.. وقد اعترف بهذا بروفيسور “غندور” رئيس الوفد الحكومي للتفاوض الذي قال إن المتمردين إنما أرادوا بالتفاوض (كسب الزمن وتشوين قواتهم)!!
{ إذن فقد خدعوا الحكومة يا “بروف”.. و(رجل الدولة) لا يُلدغ من (متمرِّد) مرَّتين!!
{ أمَّا رئيس البرلمان “أحمد إبراهيم الطاهر” فقد أعلن (الرفض القاطع للتفاوض مع قطاع الشمال).. ونرجو أن لا تمرُّ الأيام.. وتطأ أقدام الوفد المفاوض سلم الطائرة المتجهة إلى “أديس”!!
{ نقول هذا ونؤكد على أن التفاوض هو الوسيلة الحضاريَّة الأولى لحل المشاكل.. لكن مع من يستحقون.. مثلما حدث مع الدكتور المحترم “التجاني سيسي”..
{ ونؤكد أن السلام هو المبتغى.. والحرب (وحش كريه).. يلتهم الآمنين.. ويخلف مآسي إنسانيَّة لا حصر لها.. غير أنَّ (السلاح) هو اللغة المناسبة للحديث مع المخرِّبين.. ذوي الأجندة الخاصَّة التي لا علاقة لها بهموم الناس ومشاكلهم..
{ ونأخذ على الحكومة أنها تسبَّبت في ذيوع قناعة لدى الناس بأنها (لا تلتفت إلا لمن يحمل السلاح)!! وذلك بإهمالهما تنمية الهامش (الصامت).. ليس في دارفور والولايات القصيَّة.. بل حتى في مناطق قريبة من المركز.. ويكفي أن نشير – كمثال صغير وقريب – إلى خروج مواطني قرى بشرق الجزيرة في تظاهرات عنيفة أغلقت شارع (الخرطوم – رفاعة) بسبب (البعوض)!! نعم البعوض!! إذ تعب الأهالي وحفيت أقدامهم وهو يطالبون (فقط) بحملات رش تدفع عنهم تلك الأسراب التي أقضَّت مضاجعهم.. وبعد الاحتجاج والاشتباك مع الشرطة ووقوع ما وقع.. حلت الحكومة المشكلة وقضت على البعوض.. ولو جزئياً!!
{ على الدولة حل مشاكل التنمية في الأطراف.. وسماع أصوات (الحادبين) ومفاوضتهم.. ومحاربة (المتاجرين بالقضايا)!!
{ ولا تفاوض مع القطاع.. (قرِّضوا على كدا)!!