أخبار

لا تفاوض مع الجبهة الثورية

{ أرسل الأستاذ “علي عثمان محمد طه” النائب الأول لرئيس الجمهورية رسائل تطمينية تؤكد أن الرد على متمردي الجبهة الثورية سيكون قاسياً وقوياً حتى تعاد بموجبه كرامة البلاد والعباد؛ انتصاراً لدماء الأبرياء والشهداء التي أريقت في الشوارع بلا ذنب ولا منطق.
{ حكمة شيخ “علي” أراحت الأسر المنكوية بعبث التمرد وانتهاك أراضيها وشرفها وعفافها وحقها المشروع في العيش بسلام، لأن التنادي والتداعي بفتح باب الحوار قبل أن تجف دماء الشهداء خذلان بين وعار لا بد أن يتم بموجبه الغسل والاستغفار، ومن ثم إعلان الشهادة من جديد، لأن المنطق والعقل والعاطفة يؤكدان أن الرد لابد أن يكون بذات الطريقة التي تعيد هيبة الدولة وقواتها النظامية ومن ثم التفكير في فتح باب الحوار إن كان الطرف الآخر جاداً في ذاك الأمر.
{ التفاوض مع الجبهة الثورية يحتاج إلي معطيات معينة تمكن الدولة من الوصول إلي حلول سلمية ولكن ذلك لا يتأتى إلا بعد أن يتم الردع الكافي الذي يوضح لعملاء أوروبا أن السودان قادر على إحكام السيطرة على أراضيه وقادر على حسم الفوضى التي يحدثها أفرادهم من حين لآخر بل وتلقينهم دروساً مجانية في القتال والاحتراب، لأن الطريقة التي ينتهجها هؤلاء (الهمباتة)لا علاقة لها بالجيش ولا النشاط العسكري.
{ وعرمان الذي تبجح بامتلاك (40%) من أراضي كردفان لابد أن يبتلع لسانه بيان بالعمل وأن يتم تنظيف الأراضي الكردفانية بثبات وخطط محكمة تعيننا على رد الاعتبار وحفظ كرامة مواطن تلك المناطق الذي بات يخشى أن ينام في رابعة النهار خوفاً وقلقاً من هجوم لا يعرف الرحمة ولا الإنسانية ولا العاطفة، وعليه فإن الحكومة لابد أن تعي تماماً أن المرحلة الحالية تتطلب أن تكون هناك إستراتيجية عسكرية واضحة المعالم تعينها على استرداد تلك الأراضي وإيقاف “الحلو” ومن معه عند الحد الذي ينبغي أن يكونوا فيه، ومن ثم فلا مانع من الحوار والتفاوض الذي يفضي إلى السلام.
{ التفاوض مع الجبهة الثورية الآن وبهذه الحيثيات المطروحة على أرض الواقع يبين ضعف الحكومة ويؤكد قوة الجبهة الثورية، مما يعني أن الكفة ستكون مرجحة لهؤلاء الخونة بلا جدال، وعليه فالحكومة لابد أن تكون في موقف قوي وتعيد توازن الحياة في مناطق كردفان وأن توصل رسالتها إلى الجبهة الثورية بوضوح ومن ثم فلا مانع من خطوات قادمة في الحل والتفاوض.
{ حديث الشيخ “علي” حالفه الصواب وأكد أن القيادات العليا تستشعر عظم المسؤولية وخطورة المرحلة التي يمر بها السودان خاصة فيما يتعلق بملف التفاوض مع الجبهة الثورية، لأن الوقائع تؤكد أن المرحلة حساسة ولا تتحمل أي أضغان أو مرارات أو انطباعات سلبية تصب في مصلحة “عقار”. { قال “روكر بيتر” في كتابه (العسكرية وفنون الحرب) “تعلم أن النجاح العسكري يبدأ بالحكمة والتخطيط السليم ومن ثم الاقتحام والرد الفوري والانتصار ثم الجلوس للتفاوض لكسب أكبر قدر من المكاسب التي تعين بلادك).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية