مصر وَلَّادة
محجوب فضل بدري
– دعونى أعترف بأنَّنى كنت أعتقد خاطئاً بأن الدهشة ماتت عندى منذ زمن بعيد،وأن لا شئ هناك ممكن أن يبهرنى،أو يشدنى بكل كيانى ويأخذ مجامع نفسى، وتزيد دقات قلبى،وجوارحى كلها،وأن تنحبس أنفاسى،ويتسمر بصرى على الشاشة الصغيرة،لا أكاد أحس بمرور الوقت الذى قضيته أمامها،ولا ترمش عينى ولا تطرف .
-لكن كل ذلك حدث لى وأنا أتابع مهرجان *موكب المومياوات الملكية* أثناء نقلها فى رحلتها الأخيرة، ولا يمكننى رسم صورة قلمية لهذا الحدث العالمى التاريخى الضخم،الذى لن يتكرر مرة أخرى،فقد تبدت صورة مصر فى أزهى حللها،وأرقى عطائها فنياً وأدبياً وعلمياً واعلامياً وسياسياً وسياحياً،تنظيماً وتخطيطاً وتنفيذاً وتقديماً وإخراجاً،وتجلت القدرات الفذة لأبناء مصر،فى كل ضروب الثقافة والفن.
-كل الدنيا تعرف مصر أم الدنيا،وتحفظ لها حقها فى الريادة والسبق،من خلال تاريخها التليد وحضارتها العظيمة الممتدة لآلاف السنين،وتعرف للمصريين بذلهم للعلم والثقافة والفنون فى كل أرجاء الكون الفسيح،ولكن حدث *موكب المومياوات الملكية* فاق كل التصورات فأحدث إبهاراً للعالم لا مثيل له،لا يشابه افتتاحات المونديال،ولا الدورات الاولمبية،ولا الأعياد القومية للدول الكبرى،ولا المهرجانات العالمية،ولا أى شئ من هذا القبيل،فقد كان الدهشة بعينها،وتفوق ابناء مصر على أنفسهم وكل من سواهم (مصريين بأه) !!
-وزاد من الإعجاب والابهار والإندهاش،عمل ومداخلات الأساتذة المصريين وأولهم، د.وسيم السيسى،وكل الفنانين الموسيقيين والسينمائيين والأدباء والشعراء والاعلاميين والمطربين والراقصين والمهندسين وفنيى الإضاءة. *والدولة المصرية* بدءاً من فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى،والسيد رئيس الوزراء د.مصطفى مدبولى،والوزراء وقادة وضباط وجنود حيش مصر العظيم.
-حفظ الله مصر أرض التاريخ ومهد الإنسانية،ارض الكنانة،وحفظ شعب مصر الأبى الكريم،العصى على صروف الدهر،ومؤامرات المتآمرين،فقد كان ولايزال موقعكم متقدماً على الجميع رغم أنف المكابرين والمتكبرين. وكما يقولون (مصر وَلَّادة) تلد الجديد والمفيد كل يوم جديد.
