أخبار

قد يستقيظ العالم على خبر ضرب سد النهضة في أي ساعة ..

ما يزال رئيس وزراء إثيوبيا ضابط الاستخبارات المغرور “آبي أحمد” ماضياً في مغامرته الخطِرة بالشروع في الملء الثاني لسد النهضة ، دون حاجة إلى اتفاق فني و قانوني مع دولتي المصب (السودان و مصر) ، ما يؤدي بالضرورة إلى تفجير منطقة شرق أفريقيا بحرب ضروس لن تُبقي سداً و لن تذر .
الملء الثاني للسد يعني حجز (12.5) مليار متر مكعب من مياه النيل الأزرق ، بعد أن حجزت إثيوبيا في الملء الأول (4.9) مليارات متر مكعب ، خلقت جفافاً في مجرى النيل ، و انقطاعاً للمياه لأسابيع عن عدد كبير من أحياء ولاية الخرطوم ، تلاه فيضان هادر دمّر أكثر من (62) ألف منزل في ولايات السودان المختلفة ، و تسبب في وفاة (150) شخصاً ، و خسائر مادية بمئات المليارات من الجنيهات .
و إذا كان ملء خزان سد النهضة العام الماضي بنحو (5) مليارات متر مكعب ، دون تنسيق فني مع السودان ومصر ، قد أدى إلى تلك الآثار الكارثية ، فماذا سيحدث خلال شهري يونيو و يوليو المقبلين عندما تكمل إثيوبيا خطتها بتخزين حوالي (13) مليار متر مكعب من مياه النيل الأزرق .
لقد استمرأت الحكومة الإثيوبية صمت السودان على هذا المخطط بالغ الخطورة في العام الأول من الفترة الانتقالية ، واستغلت تواطؤ النظام السابق في دعم مشروع بناء السد بدعوى حصول السودان على نحو (3) آلاف ميغاواط بقيمة زهيدة من توليد السد ، مع استقرار مناسيب النيل على مدار العام في السودان ، و قد ثبت كذب و خطل الإدعاء الأول ، حيث لم توقع حكومة النظام السابق اتفاقاً ملزماً لإثيوبيا بمد السودان بهذه الكمية من الكهرباء (المُتخيّلة) وفق جدول أسعار متفق عليه .
دعم النظام السابق لسد النهضة كان دعماً سياسياً ، منطلقاته عاطفية معادية لمصر ، لا أكثر و لا أقل .
و لكن الضرر الأكبر سيقع على السودان و ليس على مصر ، في حالة انهيار السد ، و في حالة تخزين المياه بكميات كبيرة دون تفاهمات فنية تسمح بفتح و إغلاق خزانات السودان في مواقيت تتناسب مع خطة تشغيل السد الإثيوبي .
و تعاني مدن و أحياء العاصمة الخرطوم حالياً من أزمة مياه مستمرة ، بسبب ضعف إمكانيات و خبرات هيئة مياه الخرطوم و المدن الأخرى الراقدة على امتداد النيلين الأبيض و الأزرق ، بينما لا توجد أية أزمة مياه – إطلاقاً – في مدن القاهرة القديمة و الجديدة و بقية محافظات مصر !!
لا شك عندي أن إصرار حكومة “آبي أحمد” على الشروع في اجراءات الملء الثاني للسد إعتباراً من شهر (مايو) المقبل ، و محاولة كسب الوقت بالموافقة على لقاء “كينشاسا” الذي دعا له الرئيس الكونغولي رئيس الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي يوم السبت الثالث من أبريل الجاري ، سيقود المنطقة إلى مواجهة حربية لا مناص منها .
لقد أبلغ نائب رئيس الوزراء الإثيوبي المبعوث الأمريكي إلى السودان “دونالد بوث” قبل يومين في أديس أبابا ، بقرار حكومته و تمسكها بالملء الثاني للسد باعتباره حقاً سيادياً للدولة الإثيوبية !! إذن فعَلامَ تجتمعون في “كينشاسا” إن لم تكن محاولة لشراء الوقت ؟!
يجب أن ينتبه الشعب الإثيوبي الشقيق إلى أن مغامرات “آبي أحمد” ستؤدي لحريق شامل في منطقة القرن الأفريقي ، ينسف ما تحقق من نهضة للشعب الإثيوبي خلال سنوات حكم “مليس زيناوي” .
مناورات الجيشين السوداني و المصري في قاعدة “مروي” الجوية بشمال السودان ، هذه الأيام ، ليست للتسلية و تزجية الوقت ، فضرب السد و ما حوله خيار تتصاعد احتمالاته كل يوم ، و قد يستقيظ العالم في أيّ ساعةٍ من أيّ فجر ، على خبر الضربة المدوية .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية