(أم دوم) .. الحريق الجديد!! (2-2)
{ رفض أهالي (أم دوم) استقبال والي الخرطوم الدكتور “عبد الرحمن الخضر” بالأمس، بدعوى أن الرجل تنفيذي وينتمي إلى الحزب الحاكم، ولم يتمكن أيٌّ من قيادات المنطقة، من إقناع الأهالي بالجلوس من أجل إجراء حوار إيجابي يصبّ في مصلحة معالجة القضية التي يحاول البعض أن يخلق منها أزمة حقيقية، لتطلق بموجبها شرارة حرب داخلية يكون ضحيتها عدد من أبناء الوطن.
{ وحضور السيد الوالي إلى المنطقة دليل على رغبة الدولة في إيجاد مدخل للمعالجة وحل المشكلة، الأمر الذي يتطلب أن يكون هناك وعي من قبل الأهالي بتفويض عدد منهم للجلوس والتفاكر والتحاور وإيصال رسالتهم إلى المسؤولين بفهم وتروٍ وتعقل، لأن الطريقة المتبعة الآن لن تجدي ولن تفيد. وإن ظن أهالي (أم دوم) أن خط المخالفة الذي انتهجه البعض سيحل القضية سيكون انتظار البعض طويلاً، خاصة وأن البلاد تعاني من أزمات شتى .
{ والسؤال الذي يطرح نفسه.. من الذي أقنع أهالي (أم دوم) بأن التعارض والمعارضة يمكن أن يخلقا مساحات تؤطر لعمل وطني يكتب في مدونة التاريخ؟ ومن الذي خدع البعض في تلك الأرض الطيبة وأوهمهم أن توجيه الإساءة لرموز المؤتمر الوطني يمكن أن يؤتي أكله وسيثمر في الأيام القادمات؟ ومن الذي بيّن للأهالي بأن الحدة وارتفاع الأصوات يمكنهما تحقيق مرامي وأهداف المحلية، التي كانت من أفضل المناطق أمناً وسلاماً وتماسكاً في السابق.
{ كنت أظن أن قيادات المنطقة قادرون على حل الإشكال بصورة سلمية تعينهم على إيجاد حل مرضٍ لكل الأطراف، ولكن يبدو أن الكبار موافقون على هذا التعنت ومؤيدون لهذا الحراك، ومطالبون همساً وجهراً بالمواصلة في ذات النهج.
{ لا بد أن يعلم هؤلاء أن السودان الآن يعيش حالة من عدم الاستقرار والاستهداف المباشر، هذا الأمر الذي انعكس على شاشات القنوات الفضائية أمس وأمس الأول، مما يعني أن الدولة لن تصبر على هذا الهرج والعبث الذي يدور في (أم دوم)، ولن تسكت على هذه التجاوزات التي تعدت الخطوط الحمراء، فمن لا يحترم الشرطة والمسؤولين لابد أن يتم الرد عليه بالقانون.
{ وقفنا بالأمس مع أهالي المنطقة، وطالبنا بحل يعيد الأمور إلى نصابها، ولكن يبدو أن المعارضة قد تمكنت من العبث في رؤوس بعض الأهالي، واستطاعت أن تنفذ أجندتها على أكمل وجه، ليكتمل السيناريو المرسوم برفض مقابلة والي الخرطوم الدكتور المحترم “عبد الرحمن الخضر”، ظناً منهم أن هذه الطريق ستمكنهم من الظهور بدور الأبطال والمناضلين والثوار الأحرار، لكن تأتي الصورة عكسية تماماً، وتنقلب الأحداث فوق رؤوسهم وتقتلع العاطفة والتعاطف الموجود تجاههم في غمضة عين بسبب تصرفات غير موفقة.