النازحون بمنطقة (الدندور) في جنوب كردفان ينتظرون الفرج بوضع السلاح
انطلاقة مفاوضات الحكومة وقطاع الشمال نزلت برداً وسلاماً على عدد من مواطني جنوب كردفان، بخاصة النازحين منهم، وهم ينتظرون الفرج بوضع التمرد للسلاح، ليعيشوا في سلام وأمان، ولكن هل تفلح ضربة البداية بلقاء الطرفين في تحقيق طموحات المواطن البسيط؟!
(المجهر) أجرت استطلاعاً وسط المواطنين الذين شردتهم الحرب، ومن منطقة (الدندور) بمحلية هيبان بجنوب كردفان دعا أحد النازحين المفاوضين لوضع حالتهم الإنسانية ضمن أجندة الحوار، على أن يكون محور الأمن ووقف إطلاق النار أحد أهم بنود التفاوض حتى يتسنى لهم العودة إلى قراهم والتحضير للموسم الزراعي في الخريف المقبل.
{ نزوح وتشرد
ونقل أمير إمارة قبائل الشواية بمنطقة (الدندور)، “آدم عبد الله أريا”، معاناة آلاف المواطنين الذين نزحوا وتشردوا إلى المناطق المجاورة عقب هجوم الحركة الشعبية على المنطقة منتصف أبريل الجاري، وتسببها في قتل وجرح العشرات من المواطنين بصفهم بـ (الكاتيوشا) داخل منازلهم. وقال الأمير لـ (المجهر): إن منطقة (الدندور) إستراتجية بمواردها الطبيعية المحلية وبوابة للقطاع الشرقي من الولاية، وهي من المناطق المستهدفة من قبل الحركة الشعبية لزعزعة الأمن والاستقرار وتعطيل التنمية، وعدم إعطاء الفرصة للمواطنين في المناطق المقفولة المتضررين من الحركة الشعبية، مشيراً إلى أن المنطقة تضم قبائل: الحوازمة والشواية، أطورو، المورو ، وقبيلة الشوانيا.
وأكد أمير الشواية أن الهجوم الذي استهدف المنطقة دمرها تدميراًً كاملاً وشرد كل المواطنين الذين فقدوا كل ممتلكاتهم من ماشية وغيرها، وقال: إن الضرر الأكبر وقع على قبيلة الشواية، حيث قُتل عدد من أفرادها، وأسر آخرون، وفيهم من شردوا، بالإضافة للمفقودين غير المعروف مصيرهم، وأضاف: (المواطنون هم من يتحملون وزر الحرب وتتساقط صواريخ الكاتيوشا على رؤوسهم، واسمحوا لي عبر (المجهر) التي تابعت قضيتنا بأن نوجه رسالة للمفاوضين بأننا سئمنا الحرب ونريد السلام والاستقرار، وهذا مطلب كل مواطن بالولاية؛ لذا نحن نطالب بإيقاف فوري للحرب وعدم ضرب المناطق بالدانات من قبل الحركة الشعبية، والسماح بحرية حركة المواطنين.
{ صرخة لتأمين الموسم الزراعي
ودعا المواطن “عمر يعقوب علي سليمان” الحكومة إلى تأمين المنطقة لضمان عودة المواطنين الى قراهم لمباشرة الزراعة في موسم الخريف القادم، بجانب تعويض الخسائر في الأرواح والممتلكات. وأشار “عمر” إلى إهمال حكومة الولاية للمنطقة بعدم توفير الأمن للمواطنين قبل وقوع الهجوم الأول عليها من قبل الحركة الشعبية في أغسطس من العام الماضي، وتكرّر الأمر في منتصف أبريل الجاري، خاصة وأن المنطقة متاخمة للمناطق التي تسيطر عليها قوات الحركة الشعبية. وأكد أن المواطنين يعيشون ظروفاً صعبة بعد تشردهم وتشتتهم في كادقلي تاركين أعمالهم وأغلقت المدارس، وقال: معتمد محلية هيبان اللواء “آدم النيل الفاو” لم يزر المنطقة قبل وبعد الهجوم، ونواجه معاناة كبيرة في انعدام الخدمات الطبية والصحية.. وأوضح أن المنطقة الآن خالية تماماً من المواطنين – بعد الهجوم الاخير – الذين نزحوا إلى مناطق “العنقلو”، “ككراية” ،”الكويك”، و”كادقلي”.
{ الاستقرار ضد الجوع
واتهم أمير قبائل الشواية قوات الحركة الشعبية بسرقة مواشي وممتلكات المواطنين، وقال: حتى (الأسرّة) والأجهزة المنزلية لم تسلم، ومنطقة “الدندور” من أكثر المناطق تأثراً، حيث تضررت بنسبة (80%) في هجوم أبريل الذي تم بأربع دبابات بواسطة الحركة الشعبية. ويقول أمير الشواية إن المواطنين يتطلعون للسلام والعودة إلى مناطقهم والاستقرار فيها، ويتمنون أن تنجح المفاوضات بين الطرفين.
ويقول المواطن “الطيب” إن الحرب حولتهم من مستقرين وآمنين إلى متشردين.. ودعا في حديثه إلى ضرورة أن يتوصل الطرفان لاتفاق لإنهاء الحرب لما لها من آثار مدمرة، وأضاف أن عدم الاستقرار يعني الجوع لأنه لا أحد يزرع ليطعم الآخرين.