دعوة الرئيس وتعدّد الزوجات!!
{ دعا الرئيس “عمر البشير” إلى تعدد الزوجات وتيسير الزواج وتسهيله، وذلك للعمل على زيادة عدد السكان البالغ الآن (33) مليون نسمة إلى ضعف ما هو عليه. وطالب السودانيين بعدم الالتفاف إلى ما يروج في العالم من تحديد للنسل، والعمل لتحقيق هذا الهدف بتعدد الزوجات. وقال: (علينا بالتكاثر، لأن السودان من الدول الأفريقية الأكبر مساحة وأغناها موارد.. وهذا يحتاج إلى قوى بشرية لتعميره وحماية موارده، وهو ما لا يمكن تحقيقه إلا بمضاعفة عدد السكان). انتهى الخبر الذي احتفلت به المواقع الإلكترونية ومنحته المساحات اللازمة لتنهال تعليقات الشباب مؤيدة ومعضدة للمقترح الذي يلبي رغباتهم وأهدافهم.
{ وطبيعي أن أتحفظ على بعض الجزئيات التي وردت في الخبر، لأن المكنون النسائي يمنعني من تقبل فكرة التعدد التي تعدّ بالنسبة لأية أنثى مثل الإعدام، ورغم ذلك فإن هناك تفاصيل لا بد أن نتوقف عندها ونعترف بها في ظل تمدد وتزايد العنوسة في الفترة الأخيرة في السودان ودول العالم العربي، الأمر الذي يتطلب أن يكون هناك تزاوج وتعدد يعيد الأمور إلى نصابها الطبيعي في ظل عزوف الشباب وغلاء المهور، والضغوط التي يعاني منها الجميع مادياً.
{ لقد وصلت نسبة العنوسة في مصر إلى (13) مليون فتاة، وفي الإمارات إلى (175) ألف مواطنة، و(60%) في المغرب وغيرها من دول العالم العربي.. ونتبين أن القصة قد تجاوزت إطارها المعقول، لتدخل باب الظواهر التي تتطلب أن يتم النظر فيها برؤية مختلفة بعيداً عن العاطفة التي لم تقدمنا بالشكل الصحيح.
{ تحدثت مجموعة من الطالبات عن إحلامهن في المستقبل بإحدى الكافيتريات، قبل أن تمر مجموعة من الشباب (المسبسب) الشعر والمرتدي (البرمودة).. ليكون ردهن: (نحنا ما بنعرس ديل ولا بنحرسهم)!! لأن المطلب أضحى رجلاً ناضجاً وقادراً على تحمل المسؤولية.. وبصراحة أكثر (راجل مرا).. مع كامل احترامنا لـ(ستات البيوت)، ولكن لا بد أن يتفهمن الواقع ويشاركن في الحل بعقلانية ووعي كبير.
{ والتعدد الذي نتحدث عنه، ليس بالطريقة التي يتهافت بها بعض السياسيين ورجال المال على الزواج، لأن المطروح يشبه (زواج المتعة) و(المسيار) وغيرهما من المسميات، لأنهم لم يتمكنوا إلى الآن من تغيير الواقع، فالتهرب من المسؤولية والأولاد يزيد الحريق اشتعالاً، ويكون خيار العنوسة أفضل من ذاك الشكل غير المفهوم.
{ أزمة الزواج والعزوف المُشاهد الآن يحتاج إلى دراسات واضحة توضح المشكلة وتطالب بالحل، وتضع منهجاً واضحاً يعين على المعالجات. ويبدو أن حديث السيد الرئيس قد فتح الأبواب مشرعة على مصراعيها في انتظار من يخطف المقترح بوعي ويتجه به نحو المسار الصحيح. وأرجو أن لا يكون المفهوم العام (نهم زواج نسائي) ينتهي بانتهاء الاحتفاء به في إحدى الصالات!!