الصحَّة و"ابن عوف" .. صورة مقلوبة!!
{ مستشفى “جعفر ابن عوف” (ينهي) وضع بروفيسور “جعفر ابن عوف”!!
{ هذه ليست (فزُّورة).. ولا تلاعب بالألفاظ ومترادفات اللغة.. بل مضمُون خبر نُشر في صحيفة بالأمس، يقول ما مفاده أن إدارة مستشفى جعفر ابن عوف أصدرت قراراً بإنهاء الوضع التشريفي للبروفيسور “جعفر بن عوف”!!
{ بروفيسور “ابن عوف” قال تعليقاً على الخبر إنّه ليس موظّفاً في وزارة الصحة، وأشار إلى أنّه (لم يتلق راتباً) من الحكومة السودانيَّة طوال خمسين عاماً!!
{ قرأت الخبر.. مرَّة.. ومرَّتين.. فطافت بذهني صورة الزميل “حافظ الخير” رئيس قسم الجريمة بـ (المجهر)!! والسبب أنَّ الخبر من وجهة نظري يقول بلغة الجريمة: (ابن يقتل أباه)!!
{ المستشفى هو الابن (الشرعي) للبروفيسور.. رضي من رضي.. و(أبى) من أبى!! والابن لا يقتل أباه إلا في هذا الزمان (الأغبر).. زمن المهازل العريضة!!
{ وعندما أقول الابن الشرعي.. فليس بالضرورة – يا هداك الله – أن يكون البروف قد دفع نفقات تأسيس المستشفى المكلفة من ماله الخاص.. فقط يكفيه فخراً أنّه استغل علاقاته في ذلك الزمان لإنشاء (جنّة الأطفال) التي أعادت الابتسامات إلى فلذات أكبدانا لسنين طويلة..
{ والآن.. هناك تاريخ إنساني محفور في وجدان السودانيين.. اسمه “جعفر ابن عوف”.. محفور بدعوات آلاف الآباء والأمهات لمستشفى منح أبناءهم ابتسامة العافية.. ولن تمحوه (إستيكة).. ولن يضير البروف أن يبعده (هؤلاء) من ابنه الشرعي.. فكلنا نحفظ (الأنساب)!!
{ ثم هي مناسبة لنضيف إلى تاريخ البروف الإنساني سطراً آخر.. نكتب فيه أنّه ظل يعمل (بدون راتب) لمدة خمسين عاماً.. (مع إنّه ما عندو استثمارات “ضخمة” زي بروفّات آخرين)!!
{ مهما كان موقف البروف من قرارات وزارة الصحة الأخيرة.. ومهما كانت الخطوات التي اتبعها.. فإنَّ عطاءه يفرض على الجميع احترام تاريخه كـ (كبير).. ولا أعني في العمر طبعاً!!
{ أيُّها الوالي “الخضر”.. لا أظنك ترضى أن (يُهان) عالم في ولايتك.. فتدارك الأمر.
{ سيدي الرئيس.. “جعفر ابن عوف” أعطى ولم يستبق شيئاً من علمه ولا علاقاته إلا واستثمره لصالح أطفال السودان.. لم يكنز ويتهافت لـ (جمع المال) في هذا المضمار الإنساني.. فانصرُوه بما يستحق.
{ كبيرنا “جعفر ابن عوف”.. أنت علم وهرم وسوداني.. وستظل في هذه المكانة دائماً.. فأنت تستحقها بـ (إنسانيتك).. وعطائك في زمن (التكالب) على الدنيا.. وخزائنها.
{ أمّا (الصراع) بين سند (المنصب) وسند (الناس).. فالخاسر في معروف.. والتاريخ يكتب اللعنات على (هامش) صفحات الإنجازات!