الديوان

الطالب "أحمد آدم" يتفوق في امتحانات مرحلة الأساس ويحرز نتيجة مشرفة

الطفل “أحمد آدم” جاء قادماً إلى الخرطوم من مدينة (الجنينة) عاصمة ولاية غرب دارفور بسبب  الظروف الصحية الخاصة التي يمر بها، حيث أصيب بمرض السرطان اللعين، ورغم خضوعه منذ فترة طويلة للعلاج (الكيماوي) القاسي بمستشفى الذرة إلا أن ذلك  لم يثبط عزيمته لمواصلة مسيرته التعليمية، بل إن ذلك الألم زاده إصراراً وعزيمة للجلوس لامتحانات الشهادة بمرحلة الأساس لهذا العام 2013م وهو ابن الـ(16) ربيعاً.. والمرض اللعين بآلامه يسري في جسمه النحيل كان كل أملة أن يحقق حلمه ليصبح طبيباً (شافياً ومعافياً) لآلام المرضى،  وبالتحديد في تخصص (الأنف والأذن والحنجرة).. وعندما سألنا الصغير “أحمد” لماذا اخترت هذا التخصص بالذات قال: لأنني وخلال رحلة معاناتي مع المرض التصقت بعدد من الأطباء في هذا التخصص أحببتهم جميعاً، ومن خلالهم أحببت هذه المهنة الإنسانية بعد أن التقيت بهم عن طريق (خالتو) “ندى عبد الله” بالجمعية السودانية لرعاية مرضى السرطان بالخرطوم، وظلت تشرف على حالتي التي بدأت بالألم في منطقة (الحلق).. ويمضي الطفل “أحمد” قائلاً: هذه الآلام تحولت إلى التهاب متكرر في (الحنجرة) بدأت في علاجه بالمضادات الحيوية، ولكن قبل ثلاثة أعوام تضخمت (رقبتي) وضعف صوتي وصرت لا أقوى على التحدث مع من حولي وكذلك وجدت صعوبة في الأكل، وكنت لا أستطيع تناول الأطعمة التي أحبها وأثر ذلك ظهر عليّ فنحل جسدي وأصبحت لا أستطيع الوقوف على قدميّ، وعندما تطور الأمر أخذ أخي الأكبر بيدي وأحضرني إلى الخرطوم لمقابلة الطبيب وبعد إجراء عدد من الفحوصات الدقيقة اتضحت إصابتي بالسرطان، وبعدها لجأ بي أخي إلى الجمعية السودانية لرعاية مرضى السرطان لتقوم بدورها لرعايتي صحياً ونفسياً واجتماعياً.. وعن طريق المتطوعات من طالبات الجامعات المختلفة قابلت المختصة في المجال النفسي وتحدثت معي وعرّفتني أن (مرض السرطان) عند الأطفال نسبة نجاح علاجه أكثر من (99%)، ومن ساعتها تسلل في دواخلي الفرح وصرت (عايش) على أمل الشفاء، وهذا بعد أن أثرت صدمة  إصابتي بهذا المرض اللعين على معنوياتي، وبدأت أتصالح وأتعايش معه وأتلقى العلاج بـ(الكيماوي) والحمد لله الآن أحسست بالعافية تدب في أوصالي مرة أخرى. ومن حينها عزمت على مواصلة تعليمي الأساسي وعرفت أن امتحانات شهادة مرحلة الأساس تبقى لها شهران فقط، وأصررت على الجلوس للامتحان فألحقتني الجمعية السودانية بمدرسة (الكلم الطيب) واستجابت إدارة المدرسة لطلب الجمعية فواصلت معهم دراستي، وبمساعدة المتطوعات استطعت أن استوعب دروسي وافهمها وبعد شهرين جلست للامتحانات.
{ النتيجة لم تفرحني!!
ويستطرد “أحمد” قائلاً: بعد اجتهادي مع خالاتي المتطوعات بالجمعية أهدت لي (مجموعة المديح) كل المذكرات والكتب مجاناً وبدأت المذاكرة، وأحسست بأنني استوعب كل المقررات فهماً وحفظاً وجلست للامتحان وبعد ظهور النتيجة جاء الأستاذ “عباس المسيك” مدير مدرسة (الكلم الطيب) يبشرني بها  ويصطحب معه مجموعة من الأساتذة، وكان معهم طالب أحرز المركز السادس، جاءوا جميعهم يحملون الحلوى وأخطروني بأنني أحرزت مجموع (208) درجات. وحمدت الله كثيراً على هذه النتيجة رغم أنني كنت أتمنى أن أحصل على مجموع أكبر من الذي حصلت عليه.
وتقول مسؤول الإعلام والعلاقات العامة بالجمعية السودانية لأصدقاء مرض السرطان بالخرطوم الأستاذة “أميمة عبد الله الساوي”: ابننا “أحمد” التحق بالمدرسة وبدأ الدراسة قبل انطلاقة الامتحانات بشهرين، ولكن بحمد الله وتوفيقه استطعنا أن نمده بالمقررات وحاولنا مساعدته على التركيز حتى جلس بفضل الله لأداء الامتحانات وتفوق، وإن شاء الله ستكرّمه الجمعية السودانية لرعاية مرضى السرطان في غضون الأيام المقبلة، ونناشد وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم قبوله (مجاناً) بإحدى المدارس الثانوية النموذجية حتى نضمن له مستقبلاً باهراً ومشرقاً وتتحقق أمنياته بإذن الله. ومن خلال صحيفة (المجهر) الغراء التي تخدم المواطن وتساعد أصحاب الاحتياجات الخاصة، نشكر إدارة مدرسة (الكلم الطيب) الخاصة التي استقبلت ابننا “أحمد” بكل ترحاب وألحقته بالطلاب، ونهنئ الصحيفة بعيدها الأول وإطفائها الشمعة الأولى ومزيداً من إيقاد الشموع والنجاحات لرئيس مجلس إدارتها ومديرها العام الأستاذ “الهندي عز الدين”.
{ ظهور (20) حالة يومياً
وتضيف مسؤول الإدارة المالية بالجمعية السودانية لرعاية مرضى السرطان الأستاذة “ندى عبد الله” إن مرض السرطان تفاقم عند الأطفال، وذلك بظهور (20) حالة يومياً في السودان، وبعض هؤلاء الذين يأتون للمستشفى يطلبون العلاج يأتي مبكراً ويستجيبون للعلاج الكيماوي فوراً، أما الذين يتأخرون في الحضور إلى المستشفى فتطول فترة علاجهم أو يكون مصيرهم الوفاة، وأشارت إلى أن علاج الأطفال يتم بإشراف د. “الخطيب” بمستشفى الذرة (ببرج الأمل).
وتستطرد “ندى” قائلة: ابننا “أحمد” يحتاج إلى فترة علاج قد تطول إلى أكثر من عامين حتى يتعافى تماماً ويخضع لرعاية نفسية واجتماعية وصحية من الجمعية، والفحوصات والمتابعة بإشراف الجمعية السودانية لرعاية مرضى السرطان، ومن هذا المنطلق وعبر صحيفة (المجهر) نناشد الوزارة بإشرافها مباشرة على الطالب “أحمد” حتى يتلقى تعليماً جيداً. وتضيف “ندى”: تم قبول “أحمد” مجاناً بمخيم المعالي، وهو مخيم صيفي يقوم بتعليم الطلاب الفروسية والسباحة وإعطائهم المحاضرات الدينية والثقافية، ويقبل الطالب بـ(1000) جنيه سوداني، ونشكر القائمين على أمر هذا المخيم وتفهمهم لقضية أطفال السرطان.
وتمضي “ندى” قائلة إن أسرة الطفل “أحمد” تقيم في مدينة الجنينة وليس له أحد في الخرطوم سوى أخيه الأكبر الذي أحضره إلى الجمعية لتلقي العلاج.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية