أخبار

مسطبات "حمِّيدة" وبصَّات "الخضر"!!

– 1 –
{ (دخلت نملة وشالت حبّة ومَرَقت).. وهذه ليس بداية القصَّة (الدائريَّة) المعروفة لجيلنا في صباه الغض.. وإنّما ملخّص (حدّوتة) المستثمر الذي رمت به ولاية الخرطوم وزارة الصحَّة.. أو رمتها به.. لا ندري!!
{ لستُ – الآن – بصدد تقييم قرارات وسياسات صاحب الزيتونة (الرامية في شارع السيّد عبد الرحمن)!! الذي صار وزيراً لصحّة (السودان المصغّر).. والمصريُّون لديهم مثل طريف يقال في مثل هذا (الجدل).. مُفاده: (قالوا الجمل بيطلع النخلة!! قلنا هذا هو الجمل وهذه هي النخلة)!! ولو أمدَّ الله في عمرنا.. وقي أيّام “الخضر”.. سنرى المآلات.. لكن أخشى أن تكون الفأس عندها قد وقعت في الرأس.. والرأس ليس له (قطع غيار).. أيُّها الوالي “الخضر”!!
{ طيِّب.. ما الذي يعنينا؟!
{ الذي يعنينا أنَّ الرجل (يهزم) نفسه – كما فعل “بلة جابر” بالمريخ!! – بأن يختار الطريقة والأسلوب (الخطأ) في الإعلان عن (بنات أفكاره).. وأعني افتقاده (فن التواصل) مع مرؤوسيه والرأي العام.. بعبارات مقنعة.. تحترم من تخاطبه وتقنعه..
{ (ونسة المسطبات) التي وصف بها الوزير الانتقادات التي تُوجّه إليه.. عبارة خالية من (الأوتوكيت التواصلي).. واعتبار (المحتجّين) على سياساته ذوي أغراض.. هذا وصف (عام) غير موفّق.. أمّا حديثه عن (ذوي الغرض) فيشبه (طعم المرض)!! ولا داعي للتعرُّض لتعليقه على (عدد المحتجّين) أمام مستشفى “جعفر ابن عوف”.. فليس لدينا كلمات مهذّبة تناسب ذلك!!
{ هل أراد “حميدة” أن يقول في حواره مع (المجهر): (أنا مفكركم الأعلى)؟!
{ كلُّ السياسات.. أيُّها الوزير الهمام.. حتى على مستوى الدول.. قابلة للأخذ والرد.. واحتمال (الخطأ) وارد فيها على الدوام.. وقديماً حاولت وزارة التربية والتعليم – أيَّام مجدها – أن توصل هذا المعنى للنشء وتغرسه فيهم.. فاقتطفت لهم في المقرَّر من كلمات “أحمد أمين”: (يا بنيَّ.. لا تعتقد أنك على حق مطلق.. وأن غيركَ – وإن خالفك – على باطل مطلق.. بل وسِّع صدرك، فاجعل حقك يحتمل الخطأ.. وباطل غيرك يحتمل الصواب) – أو كما قال.
{ أنصح السيِّد الوزير بالجلوس مع إدارة إعلامه ومع المختصين.. والبحث عن (وسيلة أفضل) للتواصل وشرح سياساته لعامة الناس (والجالسين على المسطبات).. ثم لمرؤوسيه.. فهم يستحقون ذلك.. ولا تظننَّ أنك تستطيع اقتيادهم كما تقاد الأنعام!! فهذه (القواعد) جاءت بك الدولة لـ (تخدمها).. أمَّا مرؤوسيك من الأطباء والإداريين.. فهم أدواتك.. ولا إنجاز بدون أدوات!!
– 2 –
{ بصَّات الولاية التي استجلبها “الخضر”.. تشبه (المحترفين) الذين يستجلبهم “المريخ” و”الهلال” ويصرفان عليهم (الدولار الحار)!!
{ والعجيب أنَّ التناسب في شوارع الخرطوم صار طرديّاً: (تزداد البصات.. وتزداد الأزمة)!!
{ لكنّي أطمئن السيّد الوالي وحكومته بأنَّ المواطنين (يحبُّون) هذه الزحمة.. ويقولون في سعادة: (الزحمة فيها الرحمة).. فهي فرصة للتعارف على (أرتال البشر) المحتشدة في المواقف.. كما أنَّ الباعة المتجولين (المساكين) يستفيدون من هذا (السوق الواقف) الذي ساقته الولاية إليهم.. وأنتم بهذا (التضييق) تعلمون المواطن (الصبر).. فلكم من الله الأجر..!! وفقكم الله وسدَّد (خُطاكم).. و(خَطأكم)!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية