رأي

العيد الأول لـ(المجهر السياسي).. الاتكاءة على الدماغ!!

العالم النمساوي “فرويد” مؤسس علم التحليل النفسي لديه حكمة بليغة مبنية على انعدام الصدفة في تحقيق النجاحات والانتصارات، فالعالم الذائع الصيت يرى أن العقل الذكي وراء الأفكار الموحية والأطروحات الإبداعية والمشاريع الجبارة، فالعقل السليم المتماسك الخصائص لا يتدهور بالحراك الكثيف وتقدم السنوات، ودائماً إشارات الفلاح والتقدم تجلب له الاطمئنان والراحة في قالب من الذهب والبلور.
والصحيفة اليومية الملهمة ليست ورقة مطبوعة تحتوي على الأخبار والتعليقات والحوارات ومتابعات الحياة اليومية.. إنها جاذبية كهربائية تسري في عروق جسد القارئ، تدفعه للسؤال عن مكانها كأولوية طاغية بأعصاب مشدودة حتى يصل إلى مرحلة الارتواء والهناء والمتعة عندما يطالع ما جاء فيها.
هكذا جاءت (المجهر السياسي) إلى حيز الوجود.. وها هي الآن تحتفل بالعيد الأول للصدور لتسد حاجة وطنية ومهنية في آنٍ واحد.
لاحت (المجهر السياسي) على السطح.. والوطن على فوهة بركان يموج بالعواصف العاتية والاستقطاب الحاد، وإرهاصات البلايا والخطوب والتحركات المضادة.. من هذا المنطلق أطلت (المجهر السياسي) في الأفق لتكون منبراً حراً وقوياً يساعد على إيقاف الرياح العاتية الهوجاء، من خلال بسط المنهج الديمقراطي ودفء المحاججة، وترسيخ قيم الانتماء القومي وتنمية الزرع والضرع.
كانت صحيفتنا على قلب الأحداث الإستراتيجية في المسرح السوداني من زاوية تغطية مآلات صراع دولتي الشمال والجنوب الدامي، والملف الدارفوري، والحوار الملغوم بين المؤتمر الوطني وقطاع الشمال، فضلاً عن المشكل الاقتصادي والكشكول الحياتي.
كان نهجنا الثابت كسر المسلمات والنمط الكلاسيكي على أوتار الحداثة المهنية في طرائق تقديم المادة الصحفية، حتى أصبحت (المجهر السياسي) على قائمة الصدارة من حيث التوزيع والإقبال.
وأيضاً ارتكز خطنا المهني على البعد عن الانفعالات والشتائم والتجريح والدخول في أعراض الخلق، علاوة على إحياء أدوات التوازن والاستقامة، ومحاربة أمراض المجتمع في سبيل الوصول إلى لحمة وطنية معافاة من الأمراض والتشوهات.
شعرنا في (المجهر السياسي) بناءً على رؤية وطنية ومهنية صادقة بأن المواطن السوداني بحاجة إلى صحافة على قدر قامته.. وبحاجة إلى صحافة تكتظ بالحب والدفء الإنساني.. (وفي الصحافة الحرة بلا قيود دون الاعتداء على الخط الوطني، تكبر الإنجازات وتطل المعجزات وتزول السلبيات.. ونحن معشر الصحفيين كم قتلتنا الحدود والقيود!!).
يقود سفينة (المجهر السياسي) الأستاذ “الهندي عز الدين” وهو يستند إلى شقاء سنوات في بلاط صاحبة الجلالة، ولا يختلف اثنان في أنه ربان ماهر حرقته جمرة المهنة الصحفية ألف مرة، ويقف إلى جواره الأستاذ “صلاح حبيب” الذي يدرك طرائق النجاح والانطلاق إلى الأمام، وهو يعمل في صمت وديناميكية منقطعة النظير.
ويزداد التألق بوجود كوكبة أسرة (المجهر السياسي) الذين يعملون جميعاً في تناسق وانسجام معطون في المذاق السحري.
في ثنايا المشهد السيريالي تتأطر حيوية (المجهر السياسي) على صعيد تقديم المادة الإعلامية الصادقة، والمواكبة دون تجميل ورتوش، تقديراً لخطورة الكلمة التي تعدّ أشد فتكاً من النار.
المحصلة.. شكراً جزيلاً لقراء (المجهر السياسي) على هذا التكريم المخضب بعطر الوفاء.. وشكراً لكل من اقتطع من راتبه ولقمة عيشه مبلغاً زهيداً في سبيل شراء صحيفتنا.
وستكون (المجهر السياسي) بإذن الله قوية ومتماسكة.. عافيتها هي عافية القراء.. وتوهجها هو توهج القراء.. وهي بعون الله ثابتة في الزمان والمكان.
وفي الختام نقول من فيض الحكمة.. إذا كان الأدب قد منح روسيا الفخر أكثر من صناعة الصواريخ والكلاشنكوف، فإن الاتكاءة على الدماغ منحت (المجهر السياسي) تلك الخصوصية.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية