نوافذ

خلف سياج الدمع!!

حينما يصبح الحزن سيد الموقف، حينها نفقد السيطرة على كل شيء، وحينها تبدو الحياة باهتة كلوحة لم تكتمل ألوانها.. أو حينما اكتملت ألوانها رحل صاحبها إلى الدار الآخرة!!
رحل عنا ذلكم الرجل الذي لم يمنحنا لحظة حزن منذ أول لقاء لنا وحتى لحظة رحيله، ولكنه رحل فكان الحزن أعمق جرحاً وأكثر جيشاً وأكبر ألماً، وكأنه كان يمنحنا السعادة حين كل لقاء ليخفف عنا الفجيعة التي سيخلدها رحيله المفاجئ.
الرجل.. الخلق.. الكرم.. الشهامة.. والخوف من الله، رحل ولم يودع أحداً!!
كنت أكره أن تكتب كلمة (يحتجب اليوم) تحت عنوان زاويتي اليومية (نوافذ)، لذا لم أكن أستخدم كلمة (يحتجب) هذه لفترة طويلة، ولكني الآن أحتاجها جداً، لأنها الوحيدة في قاموس اللغة التي ربما تعني ما أقول.. الآن أقولها بصوت مبحوح، ليس احتجاب إطلالة يومية فقط، إنما احتجاب شيء ما أعمق من هذه الإطلالة، وأكبر من هذه المفردات.. إنه احتجاب السعادة!!
أجل!!
فالسعادة كتبت على قلبي بحبر من الوجع (يحتجب) فقط دون أن أعرف، هل يحتجب الآن أم اليوم أم العام أم العمر كله؟!
والآن آخر ما توقعته أن يكون في ذات المساحة التي كان يعلق عليها ين كل حين وحين، أن يكون له فيها رثاء.. ليته كان (يحتجب اليوم) ولم يكن رثاء لك أيها الخالد الخالد!!
ليتك تستطيع أن تؤنبني لأنني احتجبت حين رحيلك.. وليتني أحتجب العمر كله، ولكن دون أن تغادر!!
قشاش دمعة المسكت لسانها العبره
جرحك لا بموت لا بندمل لا ببرا
وجعك يا البضربوبو المثل والعبره
أكبر من بنج دكتور ولتقة إبره
ناري الليلة ناراً ما عرفت مثيله
نار واحد بسد فرقة رجال وقبيله
قاسي وحار فراقك يا الهلكت الحيلة
فات يا فاطنة حيل يات من تفتش حيله
حليلو العمرو ما قدم كلمةً شينه
يا حليلو القفا البسند.. حليل دخرينا
يا حليل مقنع الكاشفات وسدّاد دينا
فارق ضي شبكة الشوف رحل ود عينا
يا حليل خالد الجود والكرم والطيبه
يا حليلو السخي النزلة دمعتو قريبه
يا حليل ضحكتو الكل ما يجينا بجيبا
يا حليل قربو ساعة الناس تقول لك سيبا
خالد سُترة الما بتنقبض في عيبا
خالد مَدّا للعدمت قرش في جيبا
خالد فات وفقدو على البعرفو مصيبه
ما بتنساك “نضال” لامن تمشط شيبا
خالد كان أبويا وأخوي جناي وصديقي
وخالد كان بتب وكتين أنادي شقيقي
ما دام البحر مويته بتنشف ريقي
قول للدنيا شقيش ما تقبلي ضيقي
خالد ضل أكان حرّت علينا شديد
وخالد سافر السفر المحلو بعيد
خالد لقمة ما بين الخشم والإيد
وخالد مسّخ الضحكة وحمانا العيد

مشاركة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية