أخبار

بالقطاعي!!

{ لم يجد الاتفاق الذي وقعته الحكومة مع منشقين عن حركة العدل والمساواة اهتماماً وصدى في الرأي العام، نظراً لكثرة توقيعات الحكومة مع حركات دارفور وحركات منشقة عن حركات، حتى تناسلت الحركات المتمردة كالفئران في مخازن الفول.. أكثر من أربع حركات عدل ومثلها حركات تحرير.. ومنشقون عن هؤلاء وأولئك تحت أسماء الأصل والديمقراطية وغيرها من الواجهات.. بينما الأوضاع في دارفور على الأرض تسوء كل يوم، حتى أصبح الموت يحصد خمسمائة مواطن في محلية واحدة وتعجز الدولة عن القبض على قاتل واحد.. يذهب المجرم حراً طليقاً ولا تطاله يد القانون، بل في دارفور من يقرضه مصرف مالاً عاماً لتمويل مشروع زراعي أو حتى تمويل (أصغر)، أو أكبر أو متناهي الصغر وعجز عن سداد القرض يقطع المسافة بين الدولة وحركات الفوضى، وهي مسافة لا تزيد عن بضعة كيلومترات ليصبح مناضلاً وثورياً صاحب قضية، ويرتدي (الكدمول) التشادي وليس مهماً أن كان يميز بين (الواو الضكر) أو (الواو الأنثى)، ولكن المهم أن يقتل عشراً من الضحايا و(يحرق) سبع قرى، وينهب (حبة لواري) ويتردد اسمه كزعيم عصابة، ثم ينتقل إلى أقرب عاصمة أفريقية أو عربية ويقدم نفسه كمناضل منافحاً عن حقوق شعب دارفور، وتهرع إليه جماعات الوسطاء والسماسرة لتوقيع اتفاق يعود بعدها إلى الخرطوم لينال من مالنا ما يريد، ويصبح وزيراً أو معتمداً،  وحينما يفقد مقعده يعود إلى صفوف النضال مرة أخرى، وخير شاهد على ما نقول أن الذين وقعوا الاتفاق الأخير في الدوحة بعضهم كان من (المخلصين) لـ”أركو مناوي” يقودون جيشه ويمتطون سيارات الحكومة الفارهة يمتعون أنفسهم (بخيرات) القصر الرئاسي، و”مناوي” رئيسهم مساعد فيه، ويدب الخلاف وينشقون عن “مناوي” بسبب (المغانم) ويعودون للنضال في صفوف حركة العدل مع “جبريل إبراهيم”، ثم ينشقون عنهم ويصبحون قادة لحركة عدل جديدة.. وغداً يعود هؤلاء إلى الخرطوم حكاماً وإذا لم يجدوا ما يشبع رغباتهم من المال والسلطة فالطريق إلى التمرد مفتوح، ومن يحمل السلاح لا يرفض مساعدة وافد جديد أو قديم لصفه!
{ قبل أسبوعين وقعت الحكومة اتفاقاً مع أشخاص قيل إنهم منشقون عن “عبد الواحد”.. وغداً توقع الحكومة مع “جبريل” أو “عبد الواحد”، ولا تستقر دارفور بعد أن (أدمنت) الحكومة الحل (بالقطاعي)، وأدمنت دارفور تجارة الحرب والسلاح، ونشأت طبقة مستفيدة من الحرب تمارس (ابتزاز) الحكومة بداعي أنهم ظهرها وحماة سلطاتها وجنودها المخلصون، وما هم إلا أصحاب منافع ومصالح خاصة جداً.. وهناك طبقة من حاملي السلاح تنهب وتقتل وتكسب المال الحرام لا تنتمي إلى حركة مسلحة ولا جماعة متمردة، تنتمي فقط لمصالحها الخاصة، تنهب الأبرياء ولا ترعوي لأخلاق السودانيين ولا تقاليدهم.. والشاهد على مأسوية الأوضاع وانفلاتها أن حصاد النزاع الأخير في محلية السريف قد بلغ الـ(500) قتيل، وفشلت الدولة في القبض على قاتل واحد، ووجدت السلطة نفسها و(سيطاً) بين جماعات أصبحت (أقوى) من الدولة، تملك الأسلحة الثقيلة والسيارات ذات الدفع الدفاعي، ولا يعصمها خلق عن سفك الدم، ولا دين عن أكل الحرام!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية