الوظائف و(التمكين) والركشات!!
{ خمسة آلاف من (أرتال) العطالى المنتظرين بولاية الخرطوم، في طريقهم أخيراً إلى الوظيفة.. وأكثرهم – بالتأكيد – من الذين ألفتهم (ظلال الأشجار).. وحفظت وقع أحذيتهم (زقاقات الحلة).. واعتادت على وجوههم (نوادي المشاهدة)..!!
{ خمسة آلاف سيصلون إلى حلمهم الأوّل (الوظيفة) ومنه إلى باقي الأحلام.. وفي مقدمتها – منطقيَّاً – الزواج وتأسيس أسرة.. حتى للفتيات.. فالشابَّة يزداد خُطّابها إن كانت من ذوات الدخل.. وإن كان (مهدوداً)!!
{ خمسة آلاف أدركتهم حكومة الولاية قبل أن يدرك سيلهم الزبى.. ومثلهم أو أكثر منهم (15) ألف خريج تم استيعابهم في مشروعات إنتاجيَّة بدأتها ولاية الخرطوم..
{ حسناً.. كلُّ هذا ممَّا يبعث في نفوسنا ونفوس الشباب التفاؤل.. ويعني السير في الاتّجاه الصحيح.. فالوظيفة الحكوميَّة – على ضآلة مرتبها – أفضل من ضياع سنوات الشباب في (الفارغة والمقدودة)..
{ لكن.. وآهـ من (لكن) هذه.. نخشى على المتقدِّمين من الارتطدام بـ (صخرة التمكين) التي وقفت حائلاً أمام أحلام وطموح الكثيرين!!
{ نعم.. لا ننكر ان هناك انفراجاً في التعيينات مؤخراً.. ووجد الكثيرون من غير المنتمين لـ (الحزب الحاكم) مقاعد شاغرة.. والدولة أعلنت تخليها عن تلك السياسة المدمِّرة.. لكن الخطر الذي لا زال ماثلاً هو: (تمكين الأهل والمعارف)!!
{ (نوصي) و(معروف لدينا).. و(المذكور ود عم خال حبّوبة أبو فلان)..!! و.. و.. كلمات (أريد بها باطل) يزيِّن بها كثير من المتقدِّمين طلباتهم.. ليحتلوا بموجبها مكان غيرهم من الأكفأ أو الأقدم منهم في (سلم العطالة)!!
{ نثق في لجنة الاختيار ما لم يردنا ما يُسقط هذه الثقة..!! لكننا نخشى من تدخل (النافذين).. كما نخشى من أن تكون هناك وظائف (تحت تحت).. تندرج تحت سياسة (تمكين الأهل والقبيلة وأولاد الحلة)!!
{ (من حقِّ أيِّ خريج أن يجد وظيفة.. فإذا قلَّ المعروض عن الطلب فالمعيارُ هو (الأكفأ).. هذه هي القاعدة (الوطنيَّة) الأولى لأيَّة دولة متحضِّرة.. فإن طبّقناها أفلحنا.. وإن (لفّينا ودوَّرنا) – وقد فعلنا من قبل – فسنظلُّ في هذا الدرك الأسفل بين الشعوب المنتجة والمتطوِّرة: شعبٌ مستهلكٌ.. والموظفُ فيه (يحتلُّ غير مكانه)!!
{ محطات
{ التحيَّة للشرطة وهي تستجيب وتبادر بـ (كشّات) مكثفة على (الركشات) التي تسير بدون لوحات.. لكن ننبّه إلى ضرورة الاستدامة في الأمر.. لأنَّ (الجوكيّة) يجيدون التخفي في (الزقاقات) بركشاتهم متى ما سمعوا بـ (الكشَّة).. فإذا انقضت أيَّامها عادوا يعبثون بالأمن!!
{ قالت لنا “أمُّ مصطفى” في رسالتها.. بعد التحيَّة والسلام: (تعليقاً على عمودك “درب الكلام” بعنوان “علماء السودان وحديث الشيخ محمد عثمان”.. وفي محور الهجوم الثاني على الإعلام وأخبار الجريمة.. فلنفرض – لا قدر الله – أنكَ ارتكبتَ جريمة قتل وقبض عليك وحُوكمت.. هل كنت تقبل أن يُنشر خبرك؟! من ستر مسلما ستره الله).
{ الأخت الكريمة.. لك التحيّة أوّلاً..
بمثلما رددتِ عليَّ بسؤال أردُّ عليك بآخر: (ألم تنتبهي لأبنائك أكثر بعد نشر أخبار الاغتصاب والتحرُّش)؟!
لا أنا ولا غيري يرضى نشر خبر جريمة إن ارتكبها.. لكن ليس المهم (إحساس المجرم)!!
ما رأيك في: (وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)؟! هل نظر المولى إلى شعور (المجلودين) أم اهتمَّ بالردع وأخذ العظة!!