إعلان (الجنس اللطيف) وركشة (الجوكي الحريف)!!
– 1 –
{ سألني صديقي صباح أمس، لماذا لم أعلق على إعلان (الجنس اللطيف) الذي أقام الدنيا ولم يقعدها!! فرردت عليه بسؤال جعله يبتلع ريقه.. ثم يغيِّر الموضوع إلى الحديث عن مباراة المريخ والأهلي شندي!!
{ سألت صديقي: تخيّل لو أن الإعلان الذي نُشر لم يهاجمه أحد.. ومرَّ مرور الكرام.. كم من (بناتنا) كنَّ سيقفن في (صف المتقدمات).. وسيهاجرن.. وسيعملن – كما علمت الكثيرات – في مختلف الدول الخليجيّة والعربيّة والأفريقيّة.. وحتى الأوربيّة و(إسرائيل)..!! وبعلم (أهلهن)؟!!
{ المشكلة ألأساسية أننا ندفن رؤوسنا في الرمال.. ونتعامى عن (التغيير العميق) الذي ضرب سودانيّتنا في مقتل.. وكل سوداني يتحدث عن (السلبيّات الظاهرة) وكأنها في (الواق الواق).. مع أنها تمشي بيننا في الأسواق!!
{ شبابنا – أغلبهم – مستلب الثقافة.. مسلوب الإرادة.. خاوي الذهن من (فهم عميق) يدله إلى الطريق القويم.. ويبقيه صامداً ضد موج العولمة (السالب).. فمن نلوم؟! الحكومة التي أهملت مراكز الشباب وجعلتهم – وهم عاطلون – نهباً لأندية المشاهدة ومقاهي الإنترنت؟! ام نلوم رب الأسرة الذي (يغترب) داخلياً ليوفّر لأسرته حياة كريمة و(يخسر) مقابل ذلك – مضطراً – مكانته كـ (مربي مقيم).. يتابع أبناءه وبناته ويتعهدهم بالرعاية..؟! أم نلوم (إسرائيل) و(أمريكا) كما يحلو لسياسيينا كلما دخلوا في مطب؟!!
{ وبالعودة للإعلان فإني أرى البعض فد استخدمه كـ (قميص عثمان)!! وأراد أن يثير به غباراً كثيفاً بما يكفي للتغطية على ما خرج من تحت الأرض تحت ضربات الوزيرة القويّة “إشراقة”.. التي أراها من (إشراقات) الحكومة (النادرة)!!
{ تناسوا الإعلان.. فما هو إلا (إفراز) و(عرض) لمرض.. أخشى أن يستفحل – وهو يفعل الآن – لنجد أمَّة (هجيناً) تأخذ من كل ثقافة أسوأ ما فيها.. وتقدمها على أنها (سودان اليوم)!! ولا حول ولا قوة إلا بالله.
– 2 –
{ حكت لي إحدى معارفي عن (سيناريو) خطير.. وقالت إنها استقلت ركشة في الصباح الباكر بالقرب من الميناء البري في طريقها إلى مكان عملها.. وبعد برهة أخبرها السائق بأن هناك (قفلة) في نهاية الشارع وعليه أن يتجه لشارع جانبي.. ثم انحرف إلى (شارع ميت).. وبسرعة التفت إليه مباغتاً بعيون جاحظة.. ووضع كلتا يديه في رقبتها وأمرها بأن تترك حقيبتها وتغادر الركشة مسرعة!! فأطلقت ساقيها للريح وفعلت (الركشة) مثلها..!! وعند وصولها الشارع الرئيس صادفت شرطي مرور أخبرته – مذعورة – بما حدث لها.. فطلب منها رقم الركشة.. إلإ أنها كانت (بدون لوحات)!!
{ وسيناريو آخر من (الحاج يوسف).. خرجت سيدة من موقع عملها في الخرطوم لزيارة زميلتها التي وضعت.. ثم شرعت في العودة برفقة شقيقة زميلتها التي أوقفت (ركشة) وطلبت من (جوكيها) أن يوصل الزائرة إلى مواصلات (الميناء البري).. وفي الطريق لاحظت (الضحية) أن (المشوار) يطول.. ويطول..!! ثم تدخل الركشة إلى شارع جانبي.. ففطنت إلى السيناريو المتوقع.. وانتهزت (تهدين) الركشة.. وقفزت.. ونظرت إلى مؤخرة الركشة.. فلم تجد لوحات!!
{ (ركشة بدون لوحات + (جوكي) يعيث في الأرض فساداً = جريمة جاهزة)!!
{ بلد العجائب.. تطلب الحكومة من شركات الاتصالات تسجيل (الشرائح) بينهما تسرح (ركشات) غير مسجّلة في شوارع الخرطوم!!