رأي

آخر (فوازير) الماليَّة؟!

{ الآن.. وبعد ما يقارب ربع القرن من الزمان.. يبدو أن الحكومة بدأت تتلمس الطريق الصحيح.. وأن تأتي متأخراً خيراً من أن لا تأتي.. ونقول (يبدو) ونرجو أن لا تخلف الحكومة ظننا ويكون الأمر مجرد (تكتيك)!!
{ الحوار الجاد وإشراك القوى السياسية في كل ما يخص الوطن.. يعني احترام السودانيين بـ (مواطنتهم).. وليس بـ (انتمائهم السياسي).. والأخير هو (لب) مشكلة الإنقاذ التاريخية.. إذ طالما عانى المواطن من النظرة (الصفويّة) عند المنتمين للحزب الحاكم أو (الكيزان) كما يحلو للشارع تسميتهم.
{ أمّا الاعتقال – بدون قانون ومحاكمة – فيعني أن تمدَّ الدولة لسانها لكل القوانين.. و(الما عاجبو يشرب من البحر)..!! ونرجو أن لا تلطخ الدولة سجلها بمثل هذا السلوك.. وإن كان ثمة اعتقال.. فليكن في العلن.. عن طريق الشرطة والنيابة.. والفصل في المحاكم.. هكذا هي الدولة (المحترمة).
{ غير أن الخطوات التي ابتدرها (الوطني) مؤخراً تمثل بداية صحيحة.. لكنها (مبتورة) إذا لم تلحقها العديد من الخطوات تجاه (دولة العدل).. أوّلها تحرير الخدمة المدنيّة – بإرادة قويّة – من سياسة (التمكين) التي أتت بـ (مردِّدي الشعارات) و(فارغي الرؤوس) ليرسموا لها السياسات العرجاء.. العمياء.. وشعارهم (إن أخطأنا فلنا أجران)!! ثم يتفننون في (المخصَّصات) حتى تمتلئ (جضومهم) وتنتفخ.. ويأتي من يطالبنا بالدليل عند الحديث عن الفساد!!
(الإنقاذ) ورثت خدمة مدنية (غنيَّة) – رغم فقر البلاد في الثمانينيات – بقوانينها ونظمها وهرمها الذي كان التدرج فيه بـ (عرق الجبين) والصبر والتأهيل.. تماماً كما ورثت مشروع الجزيرة وهو العماد الأول لميزانية الدولة.. فانظروا ماذا فعلت في الاثنين!!
{ والخطوة الثانية الصحيحة تجاه (دولة العدل) هي ضبط (السياسات الماليّة).. وهذه أيضاً (طرطشها) التمكين وشتّت مصباتها..!! وفي هذا – كمثال – نقرأ الخبر الذي أوردته الزميلة (الصحافة) الاثنين المنصرم وفيه: أقرّت وزارة الماليّة بوجود (سوء توظيف وإهدار) في أموال الموازنة العامة أكثر من كونه (فساداً مالياً)!!
{ (إهدار) و(ما فساد)؟! غايتو دي فزورة دايره (فهّامة) و(درس عصر كمان)!!
{ حديث المالية هذا يذكرني بطرفة قديمة يقول فيها أحدهم لمن تشاجر معه: (إنت نبِّذ لكن ما تسيء)!!
{ غايتو.. (الفهم داخل العقل على مسؤولية صاحبه)!!
محطات
{ تأكيد “البشير” عدم رغبته في الترشح جعل الكثيرين – بالتأكيد – يضربون أخماساًَ في أسداس!! ويتحرَّكون في أكثر من اتجاه.. وأنا ما بفسِّر.. أكثر!!
{ إذا صحَّ أن بث التلفزيون تم قطعه بسبب (الديون) نقترح على ديوان الزكاة أن يمدَّ يد العون لفضائيّتنا (البائسة الفقيرة).. في كل شيء!!
{ ضايقني أن يعتبر البعض تسوق وزير المالية في (سوبر ماركت) تواضعاً جماً!! طيب لو لقيتوهو في (سوق الأحد) تقولوا شنو؟!
وسؤالي للبائع (المحظوظ) بزيارة السيد الوزير: هل سألك عن أسعار السلع (بالتفصيل) وللا قال ليك: (التوتال كم)؟!
{ اللهث وراء تسجيل الشرائح يشبه سياسات الحكومة.. يغلطوا وبعد زمن يفتشوا في الطريقة البيصلحوا بيها الغلط..!! الشرائح – من الأول – كيف وليه طلعت بدون تسجيل؟!! 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية