"البشير" و"الترابي" .. الكاظمين الغيظ..
– 1 –
{ طالبت نقابة العاملين بوزارة العمل وتنمية الموارد البشرية بإقالة الوزيرة “إشراقة سيد محمود” على خلفية (إعلان) نشرته إحدى الصحف، محذرة من أن استمرار الوزيرة في المنصب يعني نشر المزيد من تلك الإعلانات!! وللأسف وجدت هذه النقابة (المتضخمة) من ينشر لها مثل هذا الهراء على صدر الصفحات الأولى لبعض (الجرايد) في ظل حالة الكساد (الإخباري) الذي تعاني منه!!
{ (تقييم) أداء الوزراء ليس من مهام النقابات، وتعيينهم أو إقالتهم من سلطات رئيس الجمهورية، وليس نقابة فرعية ظلت تحصِّل أموالاً عامة خارج (أورنيك 15) طوال عهود الوزراء السابقين، فجاءت “إشراقة” لتوقف هذا العبث، وتوقف المدير المالي المعين قبلها (بسنوات).. بينما لم تكمل الأستاذة عاماً في الوزارة!!
{ الأدهى والأمر أن يخرج علينا رئيس ما يسمى لجان تزكية المجتمع لينصح (وزيرة) و(زعيمة) في حزبها على صفحات ذات الجرايد مطالباً إياها بالحجاب!! والذين هللوا وصفقوا لهذا التصريح (الفج) – فالمناصحة لا تكون على هذه الطريقة – الأوْلى أن ينصحوا أهل بيوتهم بالحجاب قبل أن ينصحوا هذه الوزيرة (الحديدية)، التي رأيتُ وسمعتُ (الرجال) يرتجفون رهبة في حضرتها!!
{ إنها وزيرة تشرِّف الحكومة، وتشرِّف (الاتحاديين) بكل أجنحتهم ونحلهم، وتشرفنا نحن – جيل الشباب – فهي تحسن تمثيلنا، وترفع رؤوسنا إجلالاً واحتراماً.
{ (الاتحاديون)، بقيادة الدكتور “جلال الدقير”، مطالبون بمؤازرة هذه الوزيرة الجديرة بالاحترام، قبل أن يؤازرها رجال من (المؤتمر الوطني) مثل الوزير الصادق الصدوق.. المخلص الأمين “أحمد كرمنو”.
– 2 –
{ نحتاج – جميعاً – أن نشجع الأنباء السارة التي حملتها (المجهر) في عددها الصادر أمس (الجمعة) عن ترتيبات جارية لعقد لقاء (تأريخي) بين الرئيس “البشير” والدكتور “حسن الترابي”، وكنتُ قد دعوتُ قبل نحو شهرين إلى أهمية وضرورة مثل هذا اللقاء، لتكون “الخرطوم، هي صانعة أحداثها، وتاريخها، لا أن تأتي إليها الاتفاقيات (المعلبة) بمواد حافظة من “أديس أبابا”، أو تباغتها المواثيق (المفخخة) من “كمبالا”، شأن ميثاق (الفجر الكاذب)!!
{ الرئيس “البشير” مدعو بشدة، قبل اختتام مرحلة قيادته للبلاد خلال العامين القادمين، بمبادرة سياسية عظيمة، بعظمة مقامه عند أهل السودان، توحّد (الفرقاء)، وتجمع الأشتات، وتداوي الجروح وتردم الهوة.
{ “البشير” اليوم هو كبير أهل السودان، ولا أظنه يحمل حقداً على أحد، ولا ضغينة ضد فئة أو جهة.
{ والشيخ “الترابي” في حاجة إلى أن يختم – أيضاً – عمله السياسي بفعل وطني كبير، يتجاوز به الإحن والمحن لصالح البلاد والعباد، وقبل هذا ذكراً لله وابتغاءً لمرضاته تنزيلاً على أرض واقع السياسة للآية الكريمة: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).
{ آآمين.
{ سبت أخضر.