شهادتي لله

لياقة "شيخ علي" .. ولعبة الكراسي!!

– 1 –
{ بدا الأستاذ “علي عثمان محمد طه”، النائب الأول لرئيس الجمهورية، خلال متابعتي له في مؤتمره الصحفي المشهود أمس الأول، مرتاح البال، (رايقاً)، ومطمئناً، ومتجلياً بمعنويات مرتفعة، ولياقة ذهنية عالية. لم يظهر لي ذلك من خلال الكلمات والإجابات، بل من حركة الأيادي، والعيون، ونبرة الصوت، و(مرونة) الطرح بين السطور!!
فقد تعودتُ في حياتي أن أقرأ حالة أي شخص قريب أو بعيد من ملامحه، وتعابير وجهه، وحركاته وسكناته، أكثر من عباراته ومفرداته، فاللغة لم تعد – وحدها – في عالم اليوم العامل الأساسي في توضيح (حقيقة) المواقف والآراء. ولهذا صعد في الدنيا (ممثلون) على خشبة المسرح وأمام كاميرات السينما والتلفزيون، أو على (مسرح الواقع) في الشارع.. والبيت.. و(الشُغل).. والمواصلات.. والمدرسة والجامعة و(الجامع).
نعم، حتى بالجامع، فكم من (إمام) و(مأموم) يمثلان على بقية المصلين، أو على نفسيهما!!
{ اكتسبتُ بالتجربة والاحتكاك هذه (المعرفة) التي لا تشبه بأي حال من الأحوال معرفة (قراءة الكف) أو (قراءة الفنجان).
{ جاء “علي عثمان” مختلفاً جداً عما كان عليه قبل رحلة “ألمانيا”، ليس بسبب أثر (الإجازة) – كما ظن الأخ “عبد الماجد عبد الحميد” – ولكن بسبب (تفاهمات) جرت وراء (كواليس) الدولة خلال هذه (الإجازة)، أدت إلى استتباب الأمن واستقرار الأوضاع!! هذه ليست معلومة من مصادر (خاصة) أو (مطلعة) أو (موثوقة)، كما يُحب أن يسميها محررو الأخبار، ولكنها قراءة في (وجه) الأستاذ “علي عثمان” في الخرطوم، و(وجه) الرئيس “البشير” في “الدوحة” البعيدة، التي قربتها شاشات الفضائيات، فأكدت لي (عمق) قراءتي الأخيرة.
{ (الإجازة) – يا سادتي – وحدها.. لا تكفي.
– 2 –
{ صحيح، وكما كتب الأخ “عبد الباقي الظافر”، لم يكن التنظيم مؤتمر النائب الأول بمجلس الوزراء، دقيقاً، والمتهم الأول في القضية إدارة إعلام مجلس الوزراء، وأظن أن على رأسها الأخ “حاتم حسن بخيت”، شقيق الأستاذ “كمال حسن بخيت”، رئيس تحرير (الرأي العام)، والصديق الدكتور “معز حسن بخيت” الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة بالخرطوم. أما المتهم الثاني فهو (الصحفيون) – أنفسهم – الذين تقاطروا صوب قاعة مجلس الوزراء (الأعمى شايل المكسر)!! وكثيرون منهم غير مدعوين دعوة شخصية مباشرة، لكنهم أرادوا أن يشهدوا حفل تدشين (عودة النائب الأول)!!
{ وبصراحة، لو لم تصلني الدعوة ثلاث مرات، مرتين من مجلس الوزراء ومرة من مكتب النائب الأول، لما ذهبت، لأنها (شرط كفاية)، إذا قام بها أي (مندوب) عن الصحيفة سقطت عن الآخرين، بما في ذلك رئيس التحرير ورئيس مجلس الإدارة.. و(المجهر) تمثلها في مجلس الوزراء صحفية محترمة ونابهة، هي الزميلة “مي علي”، وقد كانت هناك عند الموعد، وهي التي تولت صياغة الخبر دون تعديلات أو إضافات منا. (أنا خايف بعد الكلام دا.. يرسل ليها (زول كدا) ويوقع معاها عقد بالشيء الفلاني!! وإنتو شايفين الأخ “عبد الجليل سليمان” رئيس قسم المنوعات السابق عندنا بقى (نجم تسجيلات) بين ليلة وضحاها، من جريدة لجريدة، وصاحبنا لا إيدو.. لا كراعو.. خليك من بقية المحظوظين و(المواسير).. على أية حال.. نحنا ما بنابا للأخت “مي” الزيادة).
{ نعود لاحتجاج الأخ “الظافر” في (الأهرام) أمس على عدم (حجز) مقعد لسيادته و(باسمه) في قاعة مجلس الوزراء، حيث (تغطى) – سامحه الله – بشخصي (صاحب المقام الرفيع)، والوصف الأخير من معالي السيد “عبد الباقي الظافر”، وليس من بنات (نرجسيتي) المحببة الفاقعة لمراراة جمهرة (الحاسدين)!!
{ صحيح أنني لم أجد اسمي مكتوباً على (لوحة) أنيقة أمام مقعدي، مثل ما وجد بقية الزملاء من رؤساء التحرير (الكبار) و(الصغار)، لكن الإخوة الكرام شباب المراسم عالجوا الأمر سريعاً قبل أن أجلس، وأخلوا لي مكاناً بين أصحاب (المقام الرفيع) على الطاولة الرئيسية، لكن (بدون لوحة)!! ما مشكلة يا “الظافر”.. أزيدك من (النرجسية) بيتاً: (الأعلام لا تُعرَّف).. وللا ما كدا؟!
{ وإذا كان صاحب المقام (الأرفع) الأستاذ الكبير “فضل الله محمد”، رئيس مجلس إدارة الزميلة (الخرطوم)، كان في آخر الطاولة وبدون (لوحة)!! يا أخي أنا شنو (الما قمت لي هسّه من قعر الواطة).. أو كما يردد بعض (الحاقدين).. سراً..!!
{ كرسي شنو؟ ولوحة شنو؟! نحنا جينا نؤازر (النائب الأول).. ونحمد الله على سلامتو.. ونستمتع بكلامو.. ونسألو سؤالين.. يجاوب عليهم.. والسلام.. وقد كان.
{ يا أخونا “الظافر”.. إنت مالك ومال “الهندي”.. لقى اسمو.. وللا ما لقاهو.. إنت ما تكون شجاع وتقول أنا ما لقيت اسمي!! دي فيها شنو؟ لا (نرجسية) ولا حاجة، ما دي الحقيقة. وكمان قول قعدوني (ورا) وأنا كاتب كبير!! مع أنهم – بصراحة – ما غلطوا فيك.. يا أخي أنت لا رئيس مجلس إدارة – زي العبد لله – ولا رئيس تحرير زي الأخ “صلاح حبيب” والصديق “رحاب طه”!! ولا حتى (نائب) رئيس تحرير، يعني يختوك (قدام) على شنو؟! كاتب عمود؟! هو البلد دي فيها أكتر من كتاب الأعمدة والفنانين الشباب؟! و(الفنانين الشباب) بقو أكتر من (الشباب)!! وكتاب الأعمدة أكثر من القراء!!
{ علي أية حال، حقو الإخوة في إعلام مجلس الوزراء يعرفوا في المرات الجايه إنو رؤساء (مجالس الإدارة).. خاصة الذين شغلوا منصب (رئيس التحرير) من قبل، مثل صاحب المقام (الأرفع) “فضل الله محمد”، و(الأدنى) شخصي الضعيف، هم – حسب الأعراف في بلد الصحافة الشقيقة “مصر” – أعلى برتوكولاً ومراسماً من (رؤساء التحرير)، وفي الذاكرة مقامات الأساتذة “مكرم محمد أحمد” و”إبراهيم نافع” و”أنيس منصور”. طبعاً عندنا في السودان من يحتفظ لنفسه بالمنصبين تأسياً بناس (الإنقاذ).. وزير.. وأمين أمانة ورئيس مجلس إدارة (كم حاجة)!!
{ وكل مؤتمر صحفي.. و”الظافر” ما لاقي كرسي!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية