علي عثمان: لا أمانع من لقاء (الترابي) و(البشير) صادق في عدم الترشح
كشف النائب الأول لرئيس الجمهورية “علي عثمان طه” عن تفاصيل وملامح المرحلة المقبلة، وأعلن موافقته على لقاء رئيس حزب المؤتمر الشعبي “حسن الترابي” شريطة أن يكون اللقاء مرتبطاً بما يدفع الأمور للأمام، وقال: (لا أمانع من لقاء “الترابي”، ولم أرفض لقاءه من قبل). ونبه إلى ضرورة قيام حوار وطني جامع للتوافق والتراضي حول مستقبل البلاد واستمرار الاتصالات مع القوى السياسية في الداخل والخارج للاتفاق على نبذ العنف وتوفير أدوات الديمقراطية وإضفاء المشروعية النهائية بالاحتكام إلى انتخابات حرة نزيهة، وزاد: (لابد من تجاوز مرحلة الشعارات إلى مرحلة التشريع والتنفيذ) .
وأكد “طه” في مؤتمر صحفي أمس (الثلاثاء) بمجلس الوزراء صدق الرئيس “البشير” في قرار عدم ترشحه للرئاسة في الانتخابات المقبلة. وشدد على أنه لابد من تغيير القيادات داخل حزبه ومؤسسات الدولة. وقال: (الرئيس “البشير” صادق في الذي قال وهو إحساس يعبر عن ذاته وعن ذواتنا جميعاً)، لافتاً إلى أن القضية لم تعد قضية سلطة يتباهى بها الناس، لكنه استطرد: (إن القرار النهائي في ترشح الرئيس يعود إلى مؤسسات المؤتمر الوطني ولمكونات المجتمع السوداني).
وتمسك النائب الأول بأن التفاوض مع قطاع الشمال يأتي في إطار استكمال ما تبقى من اتفاقية نيفاشا، وشدد على أن من حق “مالك عقار” و”عبد العزيز الحلو” التفاوض، واستطرد: (لكن في منبر يضم كل أبناء السودان)، لافتاً إلى أنه لا سبيل للاستمرار في (الحلول المنزوعة). وأشار إلى أن الدولة لا يعيبها أن تكون مبادرة للالتقاء بخصومها السياسيين، لكنه قال: (ذلك لا يعني أن يكون “شيك على بياض” لكل شخص لكي يحمل السلاح ويطلب من الدولة أن تتفاوض معه) .
وكشف “طه” عن تفاصيل لقائه مع مساعد الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي “علي الحاج” ناقلاً استعداد “الحاج” لتجاوز ما حدث في السابق وأخذ العبرة منه، باعتبار أن الجميع كانوا شركاء في الذي جرى (خيراً أو شراً)، وقال إنهما اتفقا على وجوب مضي العلاقة بينهما في الاتجاه الموجب، وأضاف: (اتفقنا أنا و”علي الحاج” على أن السودان مستهدف)، ونبه إلى أن “علي الحاج” أبدى استعداداً لتجاوز مرارات الماضي والمضي نحو إحداث حوار وطني جامع .
وسبغ النائب الأول موقعي (الفجر الجديد) بالفشل في فرض التغيير عن طريق القوة العسكرية، وقال: ( أبشِّر من يسعون إلى إسقاط الحكومة بقوة السلاح بالفشل، وتجييش المليشيات لتغيير النظام لم يعد بالفاتورة الناجحة). ولفت “طه” إلى أن الظروف الإقليمية والمحلية ساعدت في نجاح إنقلاب الثلاثين من يونيو 89، وزاد: (كنا محظوظين في السابق فالظروف الإقليمية والمحلية كانت مواتية في تلك الفترة) .
وعبر النائب الأول عن كامل رضاه عن اتفاقية نيفاشا، وشدد على أنهم لم يكونوا مجرد “كومبارس” في المفاوضات، نافياً أن يكون وسطاء الدول الغربية قاموا بإملاء مواقف معينة لتمريرها أثناء التفاوض، وقال: (نيفاشا اجتهاد سياسي لا أدعي له الكمال عملته بإخلاص لله وللوطن ولأهلي)، وأضاف: (الحكم على نيفاشا نتركها لحكم التاريخ) . وكشف “علي عثمان” عن معالجات سياسية وإدارية وتغييرات لولاة ولايات دارفور خلال الأسبوع المقبل، وذلك في إطار بسط الأمن وفرض هيمنة الدولة، بالإضافة لمراجعة الأداء التنفيذي والإداري للولاة. وجدد “طه” مناشدته للمواطنين عدم التستر على المفسدين شريطة تقديم البينة الصحيحة، وأشار إلى أن أية دولة فيها الصالح والطالح وأن لا كبير على القانون.