مساعد رئيس الجمهورية العقيد "عبد الرحمن المهدي" لـ(المجهر السياسي): 1-2
(المجهر) أجرت حواراً شاملاً مع مساعد رئيس الجمهورية العقيد “عبد الرحمن الصادق المهدي”، هو الأول في الصحافة السودانية منذ تقلده منصبه بالقصر.
تناول الراهن السياسي والعلاقات بدولة الجنوب، كما تطرق إلى الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للمواطنين، وأجاب “المهدي” في حواره عن ما يتردد عن وساطته لطي ملف المتهمين في المحاولة التخريبية، كما تحدث عن إمكانية خلافته لوالده الإمام “الصادق المهدي” في رئاسة حزب الأمة، بجانب تفاصيل ملف العلاقة مع دولة الجنوب والذي يتولى إدارته من خلال موقعه بالقصر الجمهوري، كما قدم مقترحات لتسوية الخلافات بين الحكومة وقوى المعارضة، من بينها اقتراحه تشكيل مفوضية حكماء من كل القوى السياسية السودانية. وأدلى “المهدي” بتفاصيل مثيرة عن خيارات زواجه والخيارات المطروحة أمامه، وقال إنه مازال يبحث عن (عروس)، وأضاف: قدم لي الرئيس مقترحين من باب الترقيب والتسريع في اتمام الزواج رفضتهما، ومحاور أخرى.. فإلي مضابط الحوار :
{ مرتاح السيد “عبد الرحمن الصادق المهدي” في القصر الجمهوري؟
– أولاً أرحب بك وبصحيفة (المجهر السياسي)، وأهنئها على أنها أخذت موقعها من بين الصحف بحجم التوزيع في السوق، رغم فترتها القصيرة التي صدرت فيها، وتلك المكانة التي تبوأتها هي دليل على ثقة الجماهير لما فيها من أقلام حرة وصحفيين مميزين، تلك المكانة تلقي عليكم أعباء أن تحافظوا على هذا المستوى في ذهنية القراء وتطوروه خدمة للصحافة والمعرفة والوطن. وأقول رداً على سؤالك أن العمل السياسي هو عمل حياتي، والسياسة هي فن الممكن، لذلك أحاول أن أعدل سؤالك بدلاً عن كوني مرتاح، أقول إن العمل السياسي عموماً هو عمل ينبع من قناعات يتخذها الشخص ويعتقدها ويرغب ويواجه آراء أخرى من أجل أن يصل إلى أهدافه، ويفترض الإنسان يقبلها ويستوعبها ويتماشى معها ويحاول أن يصل للرأي الآخر ويقنعه بالهدف الصحيح، والسياسة لا تكون في أنك مرتاح إذا وجدت الرأي الآخر مثل رأيك أو غير مرتاح إذا خالفك، وأنا كون القضية كما أريد أو لا، فإن ذلك يدفعني في النهاية لأصل لما أريد دون أن أعمل استقطاباً أو خلافاً حاداً أو أستخدم عنفاً وإنما أريد أن أصل إلى أهدافي سياسياً دون أن أتعرض للطرف الآخر، وفي النهاية الناس تنظر للشيء المفيد وتتبعه.
{ كيف هو يومك في القصر؟
– مرات كثيرة يكون هناك عمل داخل القصر ومرات كثيرة يكون خارجه.
{ هل شعرت بحدوث تغيير في برامجك قبل المنصب والآن.. وهل هناك أشياء كنت تقوم بها وتخليت عنها بسبب قيود الموقع؟
– طبعاً هناك قيود كثيرة جداً، وهناك الجانب الإعلامي يجعلك ظاهراً، وزمان كانت هناك أشياء كثيرة أقوم بها ولا يعرفها الناس، ولكن الآن الأضواء وهناك نوع من القيود.
{ الفروسية ورحلات الصيد التي كنت تذهب لها.. هل هي متاحة وممكنة؟
– الفروسية أحبها وهي قريبة وليست بعيدة وأوصل فيها ولم أتركها، لكن في فترات العمل أبتعد بعض الشيء، وفي أغلب الفترات أذهب عادي وأتمرن وأمارسها كرياضة.
{ ملاحظ أن غيابك طال عن مناشط الأنصار و(حزب الأمة).. هل هذا بسبب مشاغل القصر؟
– هذه ملحوظة غير صحيحة، صحيح أني في نشاطات (حزب الأمة) لا أظهر، لكن في نشاطات الأنصار موجود.
{ الإمام بموقعه وعلمه وخبرته الطويلة.. ماذا تمنيت أن تأخذ منه كوالد وسياسي ومفكر؟
– علم البصارة ما شاء الله عنده حكمة وبصارة، وهذه إذا وجدناها تكفينا، وبعد ذلك العفو، هو يعفو عن الناس بصورة يتعامل فيها مع عدوه تتمنى أن تكون أنت عدوه.
{ وهل تشعر أن ذلك ممكناً.. وهل هناك تمارين لذلك؟
– هناك عادات يمكن أن تورث وأخرى تكتسب، لكن في النهاية الأشياء يمنحها للشخص رب العالمين.
{ هناك حديث كثير يدور عن أنك ستكون رئيساً لـ(حزب الأمة) في المستقبل.. وأن دخولك القصر هو واحد من أدوات التمرين لذلك.. هل سمعت بذلك؟ وما رأيك فيه؟
– (عدَّل من جلسته) وقال: والله يا أخ شوف (حزب الأمة) حزب لديه مؤسساته وإرثه الكبير، ولديه دور كبير في السودان ولا شك ستكون له أدوار في المستقبل، لذلك مسألة اختيار رئيسه لا أحد يستطيع أن يعرفها هكذا، لكنها تعود لعطاء الشخص وخبرته وتأييد الناس، لذلك لا أحد يستطيع أن يقول من سيكون رئيس الحزب في الفترة المقبلة، لكنها مواقف بيد رب العالمين وهو من يسطرها.
{ لكن الإمام وضع معايير وعدداً من الناس قال إنهم يصلحون لخلافته.. وقال إنه سيعمل على تدريب آخرين لذات المنصب.. من الممكن أن يُفهم وجودك الآن في القصر وبمباركته إنه جزء من عملية التدريب..
– لا.. لا غير صحيح هذا الكلام، وهو عندما قال ذلك الحديث كان في إطار الكوادر الموجودة وكذا وكذا، بالعكس أنا طلعت من الحزب وقلت إنني لا أمثل (حزب الأمة) ولا أمثل والدي الإمام، وأفتكر أن ذلك التقدير غير صحيح، لكن الكلام الذي يقوله السيد الإمام إنه دائماً ما يستنسخ أناساً بأفكار، ودائماً حينما أحكي له أي موضوع يقول لي إنه لا يهتم بأن يسمع لفلان أو فلان، وإنما يهتم بأن يطرح قضايا وأفكار وكل من يكون بعيداً عن القضايا والأفكار سيجد نفسه بعيداً عنه، وكل من يجد نفسه قريباً منها سيكون قريباً من الإمام، وفي النهاية المسألة أفكار وليست مسألة أشخاص، و(حزب الأمة) لا يفتقد للأشخاص، والحمد لله لديه كم هائل من الكوادر وما عنده مشكلة، فقط ما يبقى يتوقف على الأفكار والأوضاع السياسية وما يمكن أن يفعله الناس.
{ لكنك مازلت جزءاً من الكل المطروح لرئاسة (حزب الأمة)؟
– هذا الكلام غير صحيح، ومثل ما قلت لك، إنني عملت فكرة وأفتكر إني أريد من الله أن أتوفق لأجمع كل الشعب السوداني، ولهذا السبب لابد أن تكون بيني وبين (حزب الأمة) مسافة ضرورية لتحقيق هذه الفكرة وعلى أساس أن (حزب الأمة) الآن في رأي آخر.
{ يعني ذلك أن المطروح الآن للسودان كله و(حزب الأمة) جزء من السودان وإنك لا تريد أن تحقق أفكارك من خلال (حزب الأمة)؟
– نعم.
ومَنْ الذي اتصل بك لأول مرة لتعود للجيش.. بعد فترة طويلة من خروجك عنه؟
– عندما عدت من الخارج كان هواي أن أعود للقوات المسلحة، وكل زملائي وقادتي كانوا يعرفون ذلك، وأنا كنت أعرف أنني أرغب في أن أعود للقوات المسلحة بصورة أساسية، لذلك عندما أتت الفرصة السانحة لأعود للقوات المسلحة والتحق بدفعتي عدت مباشرة وبلغت هيئة شؤون الضباط في القيادة العامة.
{ قلت في أول تصريح بعد دخولك القصر إنك ستلعب دوراً وفاقياً داخلياً في قضية العلاقة مع جنوب السودان.. كيف هو التقييم لهذا الدور الآن.. ما الذي تحقق أو لم يتحقق؟
– طبعاً حصل الكثير من الشد والجذب في علاقاتنا مع جيراننا في دولة جنوب السودان، وكنا بصورة مستمرة نضع أسساً للعلاقة ونعتقد أن علاقتنا بدولة جنوب السودان هي الأهم خارجياً، ونحن ندعو باستمرار للتكامل بيننا وبينهم، ولعلاقة تكاملية وتوأمة سياسية واقتصادية، وهناك أبعاد اجتماعية وجيوسياسية لابد أن نرتبط بها، أفتكر أن هذا الأمر الذي بيننا وبين دولة جنوب السودان مهم جداً، ولدينا (40%) من سكان السودان يعيشون في المناطق الحدودية، ونحن نفتكر ورغم استعار الحرب الأهلية، نجد أن العلاقات الشعبية والأهلية في المدن والأرياف حافظت على درجة عالية من المودة والوصال حتى الجماعات الجنوبية التي فرت من الحرب في الجنوب لجأت بأعداد كبيرة إلى الشمال، وهذا يعكس عدم وجود مشكلة اجتماعية بيننا وهم وجدوا درجة كبيرة جداً من الترحيب على المستوى الاجتماعي، وهذه آية من آيات التسامح السوداني، والشمال يمثل بوابة الجنوب نحو العالم العربي الإسلامي، والجنوب يمثل لنا بوابة نحو شرق إفريقيا وجنوبها، وحتى في ظل انفصال الجنوب لابد أن تكون علاقتنا بالجنوب هي الأهم خارجياً، لكن نفتكر أن هناك معاهدات لابد أن تحدث بيننا وبينهم، ولابد من الاعتراف المتبادل ووضع هيكل مرجعي ينظم العلاقات، وأنا اقترح مفوضية حكماء تكوَّن من كل القوى السياسية السودانية.
{ مقاطعة: هل هي ذات المفوضية التي طرحها الإمام؟
– يعني هي فكرة أن تكون هناك جودية، ناس يعملوا على تمتين العلاقة دون أن يكون فيها الجانب الرسمي، يعني بعد شعبي واجتماعي وتضم رجال أعمال وأُناس ذوي خبرة وقَبول، ويكون عندهم تأهيل مهني عالي، ومازالت هناك قضايا عالقة فيها خلاف تحتاج لتسوية مثل الديون الخارجية وحقوق الشماليين في الجنوب والجنوبيين في الشمال، والطلاب والمعاهد والسجناء ومياه النيل والبترول والمشورة الشعبية في المنطقتين، كل هذه القضايا لابد أن تدار فيها مناقشات على المستويات المختلفة، ونحن نعمل لذلك في الجانب الرسمي، والمصفوفة التي وقعت الآن هي شاملة لكل التفاصيل.
{ وهل المصفوفة عالجت كل تلك التفاصيل؟
– عالجتها بصورة كاملة، لكن السياسة لا تضمن رأيهم اليوم أو غداً ماذا سيكون، والإنسان عبارة عن معمل كيميائي ونحن لا نريد ترك تلك القضية لأية أهواء أو مزاجات، نريد للجميع أن يكون لهم دور فيها، ولا نريدها أن تكون فقط رسمية، وإنما تضم الجانب الشعبي والأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
{ الناس الآن لا تشعر بحدوث تغيير في معيشتها.. والحرب مستمرة في المناطق الحدودية؟ ما الجديد في الاتفاقات مع الجنوب؟ ورئيس الجمهورية نفسه وصفها ذات مرة بأنها (لت وعجن)؟
– لا طبعاً هذا غير صحيح، والتغيير لا يحدث مباشرة، بل يكون متدرجاً، ونحن الآن سنفتح عشرة معابر بيننا وبينهم، فكيف تقول لي مافي تغيير؟. وستنساب السلع للجنوب وستأتي كمية من الأموال الحرة وأنت وحدك تلاحظ أن التوقيع بمجرد أن تم حدث نزول سريع في الدولار، والآن سيضخ النفط والشهر المقبل سيصل الميناء، كل هذه الأشياء فيها درجة عالية من التغيير، وسيحدث مباشرة هبوط في الأسعار والتي لم تكن أصلاً حقيقية وإنما أسعار سياسية ناتجة عن المواجهات، وهناك أيضاً مصفوفة أخرى لقضية القتال بالوكالة، كل هذا يلعب دوراً.
{ وأين قضية قطاع الشمال والمنطقتين؟
– لا هي موجودة والآن النقاش جارٍ في هذا الإطار، لكن أفتكر أن أول الغيث قطرة، وبداية المشوار الطويل خطوة، ونحن بدأنا في المشوار الطويل، ولن يكون هناك لجوء للعنف والمواجهات. وطبعاً إرث طويل من الخلاف والنقد الطويل وفي النهاية نحن نعمل بذهنية مختلفة وجديدة، لذلك لا تتوقع تغييراً سريعاً وإنما متدرجاً، وفي النهاية أكيد إن شاء الله القادم أفضل.
{ هل يمكن إجراء حوار مباشر مع قطاع الشمال في الوقت الحالي؟
– لا شك في ذلك، ونحن في الحكومة كل ما من شأنه أن يحقق استقراراً اقتصادياً واستقراراً للمواطن وأمنه وسلامته سنفعله.
{ هل ذلك ناتج عن قناعة أم أنه استجابة لضغط المجتمع الدولي؟
– لا هي قناعتنا، أننا عايزين سلام وأن كل الذي نفعله الآن هو وضع دفاعي فقط، ونحن لم ندخل ونحتل منطقة أو مكان، وكل الذي نفعله دفاعاً عن أرضنا وحقنا وعرضنا ولم يحدث مننا اعتداء، ولو كنا نريد اعتداء كان من الممكن أن يكون حيلنا أكثر من هذا، لكننا لن نعتدى على شخص إنما نريد أن نؤمن وطننا وأرضنا ومواطنينا، وكل الذي يحصل تضحية، وعندما كنا نتحدث عن الوحدة ونعمل لها ونضع الصناديق للوحدة كان الإعلام في الاتجاه الآخر يبشر بالانفصال، لكن في الآخر خلاص نحن نحترم رغبتهم، ونحن عملنا بأيدينا وأرجلنا حتى لا يقع الانفصال ولكن في الآخر خلاص هي رغبتهم، ولكننا سنبحث عن وسائل أخرى تجعل العلاقة سلمية وودية وتكاملية، وأن تسير في المستقبل بصورة إيجابية.
{ المعيشة صعبة.. والأجور لم تعدل وفق قرارات الرئيس.. وفي جانب آخر النفط لم يضخ.. والمعادن يحصل عليها ضغط.. في هذا الواقع والتوقيت في ماذا تفكر وتخطط الحكومة.. وبماذا تعد المواطن السوداني؟
– الحكومة الآن وضعت مصفوفة، وفي ما يخص الاصلاح الاقتصادي عملت خطة لتحسين وإصلاح الوضع، لكن وقعت المواجهة، والآن وضعنا مصفوفة لتعيد الأمور الى سابق عهدها، وإن شاء الله سنشهد في الفترة المقبلة رخاء اقتصادياً، وبلا شك نزول الدولار الذي يسبب الكثير من الاختناقات الحالية، وبعدها ستكون هناك الحلول الأخرى والدعم الذي يتم، ونحن كان حيلنا كله مركز على المواجهة والإستقطابات والآن كلها ستتوجه للتنمية وراحة المواطن.
{ وما هي القراءات التي قامت عليها تلك المصفوفة؟
– المصفوفة كمصفوفة وضعت بناءً على تقارير فنية ونقاط، مثلاً نريد أن نفتح عشرة نقاط سيأتي الفنيون والشرطة والهجرة وسينظروا ويحددوا المواقع والاحتياجات والوقت.
{ وهل هي المصفوفة التي وقعت مع الجنوب؟
– نعم هي ذاتها.
{ والتي تعتمد عليها الحكومة في الإصلاح الاقتصادي؟
– لا لا الإصلاح الاقتصادي مسألة مختلفة، وهي موضوع داخلي، وأنا أتحدث عن موضوع مختلف في علاقتنا مع الجنوبيين.
{ حياة الناس ومعيشتهم.. ما الذي يمكن أن يصلحها.. ومن الممكن أن يقال إن التطمينات حديثاً نظرياً.. ما هي الخطوات العملية التي تجعل المواطن يقتنع بأن الحديث الذي يقوله المسؤولون سيتطابق يوماً ما مع لغة السوق.. والآن العائدات فقط من دخل الذهب؟
– البترول موجود، والتجارة الحدودية، وإعفاء الديون الخارجية، كلها..
{ مقاطعة: قيل إن خطوات إعفاء الديون يحتاج إلى عامين.. إذا تم الاتفاق للتحرك المشترك مع الجنوب..؟
– لا لا مجرد إعفاء الديون سيمنح فرص.
{ مقاطعة: فرص للاستدانة مرة أخرى؟
– لا ليس الاستدانة، لكن فرصاً للدخول في مشاريع ونحن نعاني من مقاطعة وحصار اقتصادي، ولكن عندما نقيم تلك المشاريع نكون عالجنا الكثير من المشكلات، وهناك صندوق النقد الدولي وكل رؤوس الأموال التي كانت تحتج وتضغط في اتجاه تحقيق السلام سيحدث فيها انفراج وتنتهي المسألة.
{ وماذا عن الشد والجذب بين الحكومة وقوى المعارضة.. وكيف تقرأ الملعب السياسي في ظل الحديث عن الدستور وغيره من القضايا؟
– سنظل نتحاور وندعو للحور ونوقف وننبذ أي اتجاه للاشتباك والقتال، وسنتصل بالجميع، والدوحة مفتوحة لقضية دارفور، وسنستمر في الحوار مع الجنوب، وفي نفس الوقت سنسير في خط للبحث عن الوسائل التي نستوعب بها المطالب والحفاظ على حقوقنا في المنطقتين التي تدور فيها المواجهات، وفي رأيي في النهاية طالما أن الذهنية التي جعلتنا نقبل بأن يستقل الجنوب ويحصل كل اتفاقية السلام الشامل ذلك يعني أنها ذهنية وفاقية تسعى لحقن الدماء والابتعاد عن المواجهات العسكرية، وهي ذاتها التي يجب أن تسود الآن ولا يجب أن يكون عندنا مكيالين.
{ مقاطعة: وماذا عن القوى السياسية المدنية في الداخل.. أين هم من هذه المعادلة؟
– هؤلاء من المفترض أن يحدث لهم تنوير وإشراك بناء على الفكرة التي ذكرتها لك في البداية عن الحكماء ومجلس الحكماء، لإيجاد ضمانات للاتفاق الذي تم من الشعوب والمجتمع المدني هنا وهناك، وحتى لا يصبح اتفاقاً بين الحكومتين.
{ المعارضة والحكومة دائماً العلاقة بينهما تقوم على الشك والريبة.. والتصعيد من خلال احتكاكك بالمجموعتين.. هل تشعر بأن التقارب والوسطيات ممكنة؟
– نستطيع أن نحل مشاكلنا بالوفاق وبالتي هي أحسن، والآن مشروع الدستور ممكن يكون مدخلاً إيجابياً لتجاوز الماضي والبناء عليه بصورة صحيحة.