أخبار

حلاقة السوق العربي .. زواية اخري

{ قال العقيد “الصوارمي خالد سعد” في تصريحات صحفية (لا يوجد أمر عسكري بحلق رؤوس المدنيين أو تشذيبها، وإن حدث ذلك يعتبر تصرفاً فردياً)، مؤكداً انهم سيقومون بالتحري عن المعلومة واتخاذ الإجراءات اللازمة، ولم يستبعد أن تكون هناك جهة منتحلة. انتهى حديث الناطق الرسمي باسم الجيش تعليقاً على الصورة التي انتشرت في صفحات (الفيس بوك) والمواقع الإلكترونية المختلفة وفيها شخص يرتدي زياً عسكرياً وقد تولى أمر الحلاقة لعدد من الشباب أصحاب الشعور المسدلة وسط السوق العربي. ورغم أن الحكاية صارت المادة الرئيسية لبعض العاطلين والمنتفعين وأصحاب الأغراض والأمراض خلف شاشات (الكيبورد)، إلا أن القضية تعتبر – إذا صح وقوعها – ظاهرة جديدة على منتسبي الجيش، وينبغي أن يتم فيها التحقيق بصورة جدية وتوضيح الصورة للرأي العام ليتم إغلاق هذا الملف الذي أضحى شماعة ومطية للمعارضة التي تسعى لمثل هذه الثغرات لتكون منها قضية رأي عام مستنجدة بحقوق الإنسان وبقية الكورال من منظمات المجتمع الموجهة.
{ ودعوني أتناول الموضوع في شكله العام من جانب آخر، إذ إن المظهر العام للشباب يتطلب أن يكون هناك اتجاه من قبل النظام العام لضبطه ووضع لوائح مشددة وقانون واضح لكل العبث الذي أضحى شائعاً في الشارع العام للدرجة التي تشعرك بالغثيان والإحساس بالاشمئزاز؛ لأن السلطات المخول لها ضبط الإيقاع المجتمعي اكتفت ببعض التحركات الخاص بمداهمة بعض الشقق والحفلات الليلية ولكنها لم تركز على ما يدور في الشارع العام من قبل البنات والأولاد، ودونكم بعض الجامعات التي تعتبر خصماً علينا كمجتمع حريص على عاداته وتقاليده.
{ والشعور المسدلة لبعض الشباب ومحاولاتهم الفاشلة للتشبه بالنساء يدل على أن الأوضاع كادت تنفجر مجتمعياً؛ لأن الأشكال التي نراها صباح كل يوم تؤكد أن الحكاية (جاطت)، ولا أعتقد أن هناك شخصاً لم يشاهد هذه النوعية التي ترتدي البناطلين الغريبة والقمصان الضيقة بالإضافة إلى اللبان والختم والسلاسل للدرجة التي تشابه علينا فيها البقر أقصد التمييز ما بين الولد والبت.
{ وإن صحت الصورة التي اجتاحت الفضاء الإسفيري، فإنني أؤكد أن أغلب المتطلعين عليها أيدوا الفكرة وعضدوا الاتجاه ولكن الرفض تم لأن القائمين من المنتسبين للجيش الذي ينبغي أن يظل منصرفاً نحو مهامه بعيداً عن الشبهات التي يترصدها المعاقون نفسياً وفكرياً، ولكنها في شكلها العام خطوة إيجابية تشير الى أن الشارع (باظ) ولا بد أن يجد أدوات رادعة تعيد هيبته.
{ المرحلة القادمة تتطلب أن يحرك القائمون على أمر النظام العام حملات جديدة تجتاح الشارع العام وتضع حداً لعبث الشباب واستهتاره واللامبالاة التي يتعامل بها معظمهم؛ لأن المطروح الآن على الواقع يبين أن السودان أضحى على حافة الهاوية المجتمعية لغياب المسؤولين وانشغال أولياء الأمور والضغوط الاقتصادية، والمحصلة ما نراه الآن!
{ أوضاع مذرية وتصرفات غير مسؤولة وحراك أشبه بتصرفات الشيطان وغياب أسري وديني واضح لا شك فيه والنتيجة شباب (هايص) وأسرة غائبة ومجتمع يترنح ومسؤولون مشغولون بمفاوضات “عقار” و”عرمان” عملاء الغرب وأعداء السودان والإسلام.
{ ضبط المجتمع والشارع العام أولى الخطوات في الاتجاه الصحيح يا سادة إن كنتم تريدون الإصلاح والصلاح وإعادة صياغة البلاد فلتكن البداية بالمجتمع الذي فسد كثير من شبابه واختلط الحابل بالنابل.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية