أعتقد أن مؤتمر لجنة إزالة التمكين ومحاربة الفساد واسترداد الأموال كان مؤتمرا نوعيا هذه المرة، لأنه وعلى غير العادة شهد حضور رئيس اللجنة الفريق الركن ياسر العطا، ربما للمرة الأولى لتوضيح أمر مهم وضروري ينبغي أن يوضح وتوضع فيه التقاط على الحروف، وهو موضوع المؤسسات الاقتصادية التابعة للقوات المسلحة التي كثر (حديث الإفك) عنها وأنها سبب من أسباب الأزمة الاقتصادية الطاحنة وأصبحت شماعة للفاشلين الذين لم يحسنوا إدارة موارد الدولة وهي حقيقة أكدها حديث عضو اللجنة محمد الفكي الذي اعتبره حديثا شجاعا وشفافا يشبه ما يفترض أن تتحلى به حكومة الثورة من شفافية وشجاعة بدلا من اللف والدوران وإجادة التمثيل على شعبنا المغلوب على أمره وعدم الاعتراف بالفشل الذي لا يحتاج إلى إشارة نحوه، ومحمد الفكي قال وبكل وضوح إن اللجنة قامت بعملها على الوجه الأكمل في استعادة الأموال المنهوبة وهذا هو الدور المكلفة به، وهو دور نعترف أنه مجهود خرافي وكبير، بسبب الملفات الكبيرة وتركة الفساد التي ولغ فيها الكثيرون في النظام السابق، وهي مهمة تحتاج لكثير من التدقيق والتمحيص حتى لا يظلم البعض أو يحدث ظلم لأشخاص لا يعني انتسابهم للحكومة السابقة أنهم مفسدون ومثلما أن هناك فاسدين فهناك شرفاء لم يتلوثوا بشبهة فساد.
أعود لأقول إن محمد الفكي قال إنهم قاموا بدورهم كما هو مطلوب لكنهم وجدوا نفسهم في متاهة إدارة هذه الأصول المستردة وفشلت الجهات المناط بها تدوير هذه الموال لمصلحة الشعب السوداني في عملها (يعني بالدارجي كده أن حكومة السيد حمدوك ووزارة ماليته جابو ليها القروش والممتلكات من منازل وأراضٍ ومزارع لحدي تحت كرعيها ووقفت عاجزة عن الاستفادة منها، بالله ده كلام ده؟) ما الذي يجعل لجنة إزالة التمكين مسؤولة من ري الشجر وإطعام البقر وإدارة المزارع حفاظا عليها وأين أجهزة حكومة حمدوك التي جاءها مال سائب لتحل به أزمات الشعب السوداني؟ لكنها تقف مكتوفة الأيدي عاجزة متفرجة (متمحنة)، طيب (إذا انتو جابو ليكم ارصدة ومزارع واراضي وصرافات وماقدرتو على الاستفاده منها بتقابضو في شركات المؤسسات العسكرية الناجحة المنضبطة التي تدعم الاقتصاد لشنو؟) لمصلحة (منو دايرين تلحقوها امات طه)؟؟ لمصلحة (منو عايزين تقفلو بلف مصادر تمويل قواتنا الأمنية)؟؟ لمصلحة (منو عايزين عساكرنا يضربو ويتمردو لانه مرتباتهم موقوفة)؟؟ لمصلحة (منو عايزننا نشحد وقود المدرعة وذخيرة الكلاش)؟.
وهو مخطط مفضوح يجب أن يقف في وجهه كل المخلصين والوطنيين حفاظا على وحدة واستقلال وكرامة هذا البلد العظيم وشعبه الأعظم.
الذي أود أن أقوله إن مؤتمر الأمس كان واحدا من أهم المؤتمرات لأنه أوضح للرأي العام أن المشكلة ليست في أن بلادنا (بلا موارد) ولكن بلادنا (بلا إدارة ولا إرادة)، (ولو جابو ليها قروش الدنيا) في ظل وزارة مالية بطيئة وخاملة فلن ننجز شيئا، (ولو جابو ليها قروش الدنيا والعالمين) ورئيس وزرائنا لا يستطيع أن يضبط ويشكم وزراءه ويحاسبهم على التقاعس والتهاون فلن ننجز شيئا وسنظل ندور في فلك سنعبر وسننتصر لتصبح مجرد عبارات إنشائية لا تطرب حتى زامر الحي. والله غالب.
كلمة عزيزة
إذا كانت الحكومة عاجزة عن إدارة أصول مستردة وجاهزة وتسليم (كرت كرتونة) فكيف ستستطيع أن تستنهض ثرواتنا التي لازال بعضها في باطن الأرض؟ كيف ستحقق الحلم الذي لازال في رحم الغيب؟
كلمة أعز
وزراء حمدوك… (الفيكم اتعرفت)!!