الديوان

ظهرت إبان الحكم الثنائي : أدوات الزينة التقليدية في الأسواق الأم درمانية؟

المكحلة من أدوات الزينة التي تستخدمها النساء لتجميل أعينهن بجانب (المرواد)، وهي أداة نحاسية تداخلها المرأة داخل المكحلة حتى تلتقط (الكحل)، وهو عبارة عن مادة (سوداء) من صنع اللبان لتجميل العين حتى تكتمل بها زينتهن، ويرجع تاريخها إلى العصر التركي (المصري) والمهدية. تقول الكاتبة (إنعام عامر): بسوق أم درمان في عهد المهدية تخصصت بعض المحال التجارية في صناعة أدوات الزينة من الفضة والذهب الخالص، وظهرت مع دخول العصر التركي المصري، ثم تطورت مع المهدية بشارع الصاغة أو سوق الذهب، وهو من أشهر الأسواق بالرغم من أنه ليس أقدمها، فقد كان الصاغة يمارسون صنع أدوات الزينة، ولم تكن لهم محال متخصصة أو سوق بعينه حتى بعد بدايات الدولة المهدية في عام 1888م.
تقسيم السوق
 قسَّم “الخليفة عبد الله التعايشي” السوق إلى أسواق صغيرة متخصصة، وكانت توجد مواقع لصناعة الفضة في الأطراف الشمالية الغربية لسوق أم درمان، هذا الحديث تدعمه خارطة تقسيم السوق في عهد الخليفة، قدامى الصاغة يقولون إن سوق الصاغة خُطط في بدايات القرن الماضي على الأجزاء الجنوبية لشارع التمارة، وهو عبارة عن ثمانية وأربعين محلاً، منها أربعة وعشرون تقع على الناحية الغربية وتفتح إلى جهة الشرق، وأربعة وعشرون أخرى تقع على الناحية الشرقية لشارع الصاغة وتفتح إلى جهة الغرب، وقبل تخطيط مواقع للصاغة داخل السوق، كانت هنالك بعض المحلات القديمة أشهرها محلات “عبد الله ميروس”.
القصيرية وسوق الترزية
والقصيرية هي زقاق اشتهر بسوق الترزية على مداخل شارع الصاغة من جهة الشرق، وسوق الصاغة رغم أنه حافظ على تخطيطه القديم، إلا أن شكل سوق الذهب لم يكن كما كان قبل ثلاثين عاماً مضت، حيث بنيت محلات الصاغة مع بداية تخطيط السوق من المواد الثابتة، إضافة إلى أن المحلات التي كانت تقع على الجهة الغربية للشارع بها نفاجات تفتح إلى الجهة الغربية للشارع كانت مرابط للحمير، وكذلك المحلات التي على الشرق من الشارع بها نفاجات تفتح إلى جهة الشرق تستغل لذات الغرض، ويكاد الذهب الخام منه وغير الخام معدوماً، وكانت توجد بعض العيارات مثل عيار (1000)، بالإضافة إلى الذهب البلدي والذي يصنعونه بواسطة التناول والتداول (عبارة عن رقاقة حديدية توضع على الأرض)، وكان الصائغ يجلس بجانبها على الأرض (ويدق) الذهب بواسطة الدقاقات البلدية، ويصنعون الإكسسوارات للزينة البلدية مثل (الزمامات) التي تعلق على الأنف و(الحجول) الفضية والصورة بعيدة كل البعد بين الأمس واليوم، فقد أدخلت اليوم الماكينات الحديثة، وعرف الصاغة الذهب الخليجي والبحريني وعيارات (21- 14- 18).
إرث شعبي
وتعد (المكحلة) إرثاً شعبياً سودانياً أصيلاً بعد أن (داهمتها) في السوق أدوات الزينة الحديثة من الأقلام (الأسود والبني) لتخطيط الحواجب، بجانب أدوات الزينة الأخرى التي كانت تباع في سوق الصاغة لتجميل المرأة مثل (الشف) و(النقار) و(الخناق)، بجانب (الحجول) التي كانت تطلبها بعض القبائل العربية في الغرب مثل (الكبابيش) و(الرشايدة) في الشرق، وكان يوجد (الحجل) (أبو أربعين) أي يزن (40) جراماً (قرابة الكيلو)، وكانت النساء يلبسن حجلين بوزن (2) كيلو، وكان منتشراً كذلك (حزام البلوم) ويلبس في (الضراع)، ولكن هذه الأصناف قل عليها الطلب الآن وأصبحت تطلب من قبل السياح، حيث يفضل الأجانب والسياح بعض إكسسوارات الفضة القديمة ويعتبرونها قطعة أثرية بجانب أدوات الزينة التي تخص المرأة مثل (المكحلة) و(المرواد).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية