شهادتي لله

"نضال".. و"اسحق".. و(بتاع اللبن)!!

– 1 – 
{ قدم “هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم” إلى “مكة المكرمة” وطاف بالكعبة المشرفة، وعندما هم بتقبيل (الحجر الأسود)، لم يجد فسحة من شدة الزحام، فطلبت إليه حاشيته أن ينتظر جانباً إلى أن تجد له متسعاً، وأثناء وقوفه، جاء الإمام “زين العابدين علي” بن الحسين بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، فأفسح له الناس المكان، فقبل الحجر الأسود، ومضى إلى حال سبيله.
تعجب “هشام بن عبد الملك” وهو – لمن لا يعلم – أمير المؤمنين وعاشر خلفاء “بني أمية”، وفي عهده بلغت الدولة الإسلامية أقصى امتداداتها حتى بلغت فرنسا، وقاتل البيزنطيين، وانتعشت الدولة في زمنه، إلى أن جعل لها عاصمة صيفية هي “الرصافة” ذات الحدائق الغناء والمطر الرزاز.
“هشام بن عبد الملك” – لفائدة د. المتعافي – اهتم بالزراعة فأثمرت الأراضي واخضرت المراعي وأينعت البلاد وازدادت المساحة المزروعة، حيث جفف المستنقعات وأمر بالزراعة على ضفاف الأنهار.
{ سأل “هشام بن عبد الملك” حاشيته وهو يتابع بعجب انفراج الطائفين حول الكعبة أمام الإمام “علي” الشهير بـ “زين العابدين” حفيد الرسول صلى الله عليه وسلم، فسأل في استنكار: (من هذا؟!). فأجابه شاعر العرب النحرير “الفرذدق” – وكان من حاشيته – بقصيدة عصماء جاء فيها: (وما قولك من هذا بضائره.. العرب تعرف من أنكرت والعجم)..
 القصيدة بأبياتها في بطون الدواوين، والقصة أعلاه، مهداة إلى السيد “اسحق بن أحمد بن فضل الله” وهو – لمن لا يعرفه – ليس من خلفاء “بني أمية”.. ولا حتى من خلفاء “العيلفون”!!
{ ورمضان كريم.
– 2 –
{ “نضال حسن الحاج” – لمعلومية صغار محرري صفحات المنوعات – هي أعظم شاعرة سودانية أنجبتها حواء هذا البلد من رحم الجزيرة خلال العقود الثلاثة الماضية.
وقصة الأمير “هشام” مع الإمام “علي” تصلح أيضاً لتثقيفكم وتعريفكم بأن “نضال” ليست مذيعة “سمحة” ومبتدئة لتمارسوا عليها (الابتزاز) والحرب النفسية، ولا هي (فنانة دلوكة) عشان تجاملكم في الأفراح!!
{ يكفي أن اللبنانيين صفقوا لها، واحتفوا بها أيما احتفاء في قنواتهم الفضائية، وكتبت عنها صحيفة (السفير)، إحدى كبريات الصحف في بلاد الشام – كل الشام – أن شاعرة سودانية (شابة) بزت (شعراء لبنان) في ليلة شعرية مشتركة ضمت شاعرنا الكبير المرهف الأستاذ “التيجاني حاج موسى” وكنت شاهداً عليها.
{ وعندما التقينا برئيس تحرير (السفير) الصحفي المخضرم والأشهر في لبنان الأستاذ “طلال سلمان” طلب مقابلة “نضال” بعد أن شاهدها في قناة (O.TV)!! يا أخي انتو شن عرفكم بـ (O.TV)؟!
{ ولو لم تكن “نضال” أعظم شاعرة الآن في السودان، لما وضعناها على أخيرة (المجهر)، ونحن نفخر بها ونفاخر، ونراهن عليها، كما راهنا من قبل على “مشاعر عبد الكريم” عندما طلب منا البعض نقلها من الصفحة فرفضنا آراءهم (محدودة الأفق)، راهنا على “نضال” و”مشاعر”.. ولم ولن نندم، حتى وإن بقيت “مشاعر” – بدون مشاعرها – هناك إلى حين أن تعرف لون ومعنى الاختلاف!! وهكذا الحياة مدرسة لتعليم القيادة وسط المطبات!!
{ أرسلت إلي “نضال” العام الماضي، بعد أن شاهدتها على شاشة قناة (قوون)، وعرضت عليها كتابة (العمود) اليومي، معتبراً أن (أي) شاعر يمكن أن يصبح كاتباً مميزاً إذا مزج شاعريته بالمعلومات والقدرة على المتابعة، والتقصي وقد كان.
{ نحتاج أن نفخر – كشعب سوداني – أن لدينا فتاة صغيرة بهذه الملكة والقدرات الهائلة، يمكن أن تنتقل إلى مصاف (العالمية) قريباً.
{ بصراحة.. لا يوجد (قلم) في الصحف يدهشني هذه الأيام، غير قلم “نضال حسن الحاج” عندما تغوص في أعماق رومانسية المفردة الشفيفة، وهذه (موهبة) استثنائية لا تتأتى إلا لمن اختصهم الله بها!! سبحان الله.
{ يا أخي سيبك منهم.. دورهم ميت!!
– 3 –
{ و(أغاني وأغاني) يهاجمه المفلسون أيضاً.. مع أنهم أول من يهرع لمشاهدته وقبل الصلاة!!
{ وحتى لو (مكرر)، ما في حاجة غيرو تستحق المشاهدة.. يعني ح نتفرج على طلتكم البهية؟! ليل (أمس الأول) غامرت وقلت أشوف تلفزيون السودان كم دقيقة.. ما كتير!! وصادفت إعادة لبرنامج (بيتنا).. الضيف كان (صايغ) وعاوز يعمل معهد لتدريب حرفيي الذهب!! وطبعاً الفقرة (برعاية) الضيف الما عارف يقول شنو!! تخيلو قال: (أنا لفيت السودان كلو.. مشيت الفاشر.. مشيت نيالا.. مشيت جوبا.. لا.. لا.. “جوبا” ما مشيتها.. مشيت بورتسودان)!!
والله العظيم تلاتة هذا ما حصل!!
يا “محمد حاتم” إنت ما قاعد تشوف تلفزيونك ده وللا شنو؟ يعني لو جاهم (بتاع اللبن) قال ليهم داير (أرعى الفقرة دي).. يقولوا ليهو اتفضل.. جيب الجركانات؟!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية