أخيره

د. "كمال عبيد" .. الانتماء لـ (الهلال) والعمل لـ (المريخ)..!

تميزه ابتسامة رقيقة وصوت خفيض.. يستمع إليك جيداً عندما تتحدث، وإذا تحدث كان الحديث يخرج من فمه كالدرر.. لطيف في تعامله مع الآخرين.. وأعطته الحركة الإسلامية التي أحبها منذ صباه حضوراً وعلماً عميقاً تحس بأنه عابد يتأمل في الحياة من كل جوانبها.. زاهد في متع الحياة وزخرفها، ولكنه لم ينس نصيبه من الدنيا.
حاولنا أن نقترب منه أكثر، بعيداً عن السياسية والمناصب، لنتحدث عن مولده ونشأته ودراساته، وكيفية التحاقه بالحركة الإسلامية، وغيرها من الأسئلة التي تجدون إجاباتها في المساحة التالية:
{ نبدأ بالنشأة الأولى
–  وُلدتُ بالولاية الشمالية في نوفمبر 1953م، وقضيت بها السنتين الأوائل من عمري، ومنها انتقلت مع الوالد الذي كان يعمل بالسكة الحديد إلى سنار التقاطع، ومن ثم انتقلنا إلى الديوم الشرقية، وفيها تلقيت دراستي بالخلوة مع الشيخ “محمد أحمد علي”، ومن ثم التحقتُ بمدرسة السجانة الجديدة، ثم انتقلتُ بعد ذلك إلى مدرسة الراعي الوسطى.. ثم مدرسة الخرطوم الثانوية، ومنها التحقتُ بجامعة القاهرة الفرع سابقاً، النيلين حالياً، وحصلت على بكالوريوس في الاقتصاد، ثم دبلوم الاقتصاد الإسلامي من جامعة أم درمان الإسلامية، ثم دبلوم في الدراسات الأفريقية من جامعة أفريقيا، وحصلت على درجة الدكتوراه في مجال الدعوة من جامعة القرآن الكريم.
{  ما هي أول محطة عملت بها؟
– قبل التخرج في الجامعة التحقت بسلك التدريس، وبعد التخرج عينت مفتشاً بوزارة العمل، ثم التحقت ببنك التضامن الإسلامي، ثم عدت مرة أخرى إلى سلك التدريس فعملت بالمركز الأفريقي الإسلامي قبل أن يصبح جامعة أفريقيا العالمية.
{ إذا أعدناك للماضي هل كانت لديك هوايات كنت تمارسها؟
– هوايتي كانت القراءة.
{ وفي أي المجالات كانت قراءتك؟
– قراءتي مفتوحة.
{ ما هي الكُتب التي تفتحت عيناك عليها آنذاك؟
– كتب مختلف، منها لـ”محمد علي جناح” و”الإمام البنا”، وكتب في مجال الدعوة والعلوم الإسلامية.
{ السياسة آنذاك فتنت الشباب، فإلى أي التيارات كنت تميل؟
–  انتمائي السياسي بدأ مبكراً، وبدأ التقائي بالحركة الإسلامية منذ منتصف الستينيات، وكان انضمامي بصورة نهائية في عام 1972م.
{ هل تذكر بعض زملاء الدراسة؟
– من زملاء الدراسة الأخوان “عبد المنعم عثمان محمد طه”، و”صلاح حسن”، وفي مكان السكن الشهيد “عبد السلام سليمان” و”آدم مأمون”.. أما الإخوان الذين كنا نلتقي بهم فهم الأستاذ “علي عثمان محمد طه”.. و”إلياس علي كرم الله” و”فتحي خليل”، وكان لهم التأثير المباشر في الانتقال للحركة الإسلامية.
{ أحداث مازالت راسخة بذاكرتك؟
– أحداث شعبان 1973م، وفيها أجرينا الاتصالات وقمنا بتوزيع المنشورات.
{ هل تعرضت للسجن؟
– الفكر السياسي السوداني كان يمتاز بالتسامح، وتعرضتُ للعديد من محاولات الاعتقال، ولكن لم أعتقل، فطريقة الحوار الذي كنا نديره مع الإخوة المكلفين من قبل الأجهزة الأمنية قلل من فرص اعتقالنا، وأذكر أنني كنت أقدم درساً بسوق السجانة، وقدمتُ نقداً لاذعاً للدولة.. وبعد أن فرغت وخرجت من المسجد لحق بي أولئك المكلفون، فأدرنا حواراً حول أن ما نقوم به قد يؤدي لانفراط الأمن ويؤدي إلى عدم استقرار البلد.. وفي النهاية انصرفوا دون أن أُصاب بأذى أو أن أُعتقل.
{ هل لديك مكتبة خاصة؟
– نعم وتضم أكثر من ألفي كتاب.
{ هل لك مطبوعات ضمن تلك المكتبة؟
– لقد ظهرت لي أول إصدارة في عام 1978م، بعنوان (رسالة إلى الشباب المسلم في أفريقيا)، وهي عبارة عن مجموعة تجارب وزيارات لأفريقيا، وصدر الكتاب في طبعته الثانية في عام 2001م، وهناك كتب بغرض البحث.
{  وفي أي المجالات كانت رسالة الدكتوراه التي تقدمت بها؟
– كانت تحت عنوان (العلاقات السودانية التشادية وأثرها في نشر الثقافة العربية).
{ في السودان الناس مفتونون بالسياسة والرياضة، فهل لك انتماء للرياضة؟
– لقد نشأت في أسرة معظمها أقرب إلى الهلال، ولكن مقتضيات العمل جعلتني أتفرغ في وقت ما للعمل بنادي المريخ في نشاط يتعلق بالعمل الثقافي، ولذلك جمعت ما بين الانتماء للهلال وجدانياً وللمريخ في مجال العمل.
{ في مجال الفن هل لديك فنان مفضل؟
– الديوم الشرقية كانت مشهورة بالنشاط الفني والفرق الغنائية، فكانت لدينا مجموعة من الأصدقاء لهم إنتاج أدبي وفني، وكنا نشكل معهم النقد الفني.
{ هل هنالك فنان تفضل الاستماع إليه؟
– لا أستطيع أن أسمي فناناً بعينه، ولكن في فترة سابقة برزت مجموعات غنائية قدمت أرقى أنواع الأدب الجهادي، وهي تعد من أرقى المجموعات التي شهدها التاريخ الحديث في السودان.
{  مدن ما زالت راسخة بذاكرتك داخلياً وخارجياً؟
– داخلياً الرهد بشمال كردفان والرصيرص، وهناك مدن داخلية أثرت في وجداني مثل (هيبان) و(القرويشة) و(تلوشي)، وهناك مدن بالشمال كلما زرتها ربطتني بذاكرة الحنين.. أما خارجياً فـ (نيروبي) و(مالي).
{ إذا دخلت السوق ما هي المقتنيات التي تحرص على شرائها.؟
–  أنا أفشل الداخلين إلى السوق، وإذا دخلته لا أخرج منه بنتائج، ولكن يشدني في السوق الكتاب.
{ وإذا دخلت المطبع ما هي الأكلات التي تجيد طبخها؟
– كما أفشل في السوق أفشل في المطبخ، وإذا طبخت طعاماً لا أنصح أحداً أن يأكل منه.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية