ضخ النفط خلال أسبوعين والبشير يقبل دعوة سلفا لزيارة جوبا
وقع وفدا السودان وجنوب السودان صباح أمس (الثلاثاء) على مصفوفة تنفيذ اتفاقيات التعاون التسع الموقعة بأديس أبابا في 27 ديسمبر الماضي. فيما وجَّه رئيس دولة جنوب السودان “سلفاكير ميارديت” الدعوة لرئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” لزيارة جوبا ووعد الأخير خلال اتصال هاتفي جمعهما أمس (الثلاثاء) بتلبيتها.
وقال السكرتير الصحفي لرئاسة الجمهورية “عماد سيد أحمد”، إن البشير أكد خلال الاتصال على ضرورة الحرص على الالتزام بتنفيذ المصفوفة.
وأوضح أن الرئيسين تبادلا التهاني بالتوقيع واتفقا على أن ما تم يمثل الوضع الطبيعي للعلاقة بين البلدين.
وقال إن الرئيسين شددا على أن مصلحة الشعبين تقتضي توثيق العلاقة بما يخدم المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة.
واتفق الرئيسان- بحسب “سيد أحمد”- على المضي بإخلاص وصدق وجدية في إنفاذ المصفوفة وتسوية القضايا العالقة التي تعوق تعزيز التعاون بين البلدين.
واتفق الطرفان على بدء ضخ النفط، بجانب سحب قوات البلدين من منطقة 14 ميل خلال أسبوعين، وليس أسبوعاً واحداً، وحددت الوساطة الأفريقية رفيعة المستوى برئاسة “أمبيكي” السادس من أبريل المقبل موعداً نهائياً لإنزال جميع اتفاقيات التعاون، على أن يكون العاشر من مارس المنصرم بداية لتنفيذ اتفاقيات التعاون بصورة متزامنة.
وقال كبير مفاوضي الخرطوم “إدريس عبد القادر”، في تصريحات صحفية بمطار الخرطوم عقب عودة وفد الحكومة المفاوض، قال إن الوساطة الأفريقية وضعت ترتيبات خاصة لبلدة أبيي المتنازع عليها.
وذكر “عبد القادر” أنه بالتوقيع على المصفوفة المتكاملة تكون القيادة السياسية في البلدين قد أذنت بتنفيذ اتفاقيات التعاون. وقال: (نؤكد التزام الحكومة نصاً وروحاً بالاتفاق وما وضع من آليات للتنفيذ)، مبيناً أن آليات التنفيذ تحتوى على شق فني ووزاري ورئاسي). وأكد الوفد الحكومي في بيان صحفي له أمس التزام الخرطوم بتنفيذ المصفوفة وفقاً للبنود والتوقيتات الزمنية الواردة بها وفقاً لمبادئ حسن النية والتعاون البناء وحسن الجوار.
وأعلن وكيل وزارة النفط “عوض عبد الفتاح” أنه خلال أسبوعين ستصدر الأوامر للشركات العاملة في مجال النفط لاستئناف عملها، مشيراً إلى أن هناك إجراءات فنية وإدارية ستتخذ لمباشرة ضخ بترول الجنوب عبر الأنابيب لتصديره عبر الموانيء السودانية.
وفي الشأن ذاته، قال عضو اللجنة الأمنية الفريق “عماد الدين عدوي” أن الطرفين اتفقا على نقل آلية المراقبة والتحقق المشتركة إلي مدينة كادقلى بصورة مؤقتة إلي حين الانتقال إلى أبيي. وأشار إلى آليات خاصة لمراقبة وقف الدعم والإيواء للمتمردين حتى عمق (40) كلم شمال وجنوب المنطقة الآمنة، ولفت إلى وجود آلية خاصة للتحقق داخل منطقة 14 ميل بحكم وضعها الإداري الخاص. وأعلن عن اكتمال إنشاء وتنفيذ نقاط المعابر الحدودية خلال (70) يوماً من توقيع الاتفاقية الأمنية.
من جهتها رحبت وزارة الخارجية بالاتفاق ودعت المجتمع الدولي إلى أن ينهض بمسؤولياته كاملة تجاه السودان لتعزيز وتثبيت خطى السلام الماضية. وأعربت عن أملها في جهود الأسرة الدولية لإزالة العقبات من طريقه خاصة رفع العقوبات الجائرة عليه وإعفاء الديون وتقديم المساعدات الاقتصادية كافة لتمكينه من تجاوز الأضرار والمعاناة التي تكبدتها البلاد خلال العقود السابقة.