ولايات

(الدرداقات) بسوق ليبيا .. شكاوى من الاحتكار وقيمة (الإيجار)!!

دفعت الظروف الاقتصادية الضاغطة بالكثير من الصبية للعمل في الأسواق (حمّالين).. وبما أن قوتهم الجسمانية لا تؤهّلهم للقيام بالعمل الذي يقصدونه، لجأ البعض منهم للعمل بـ (الدرداقات).. ليحملوا عليها البضائع في الأسواق خدمة للزبائن.. لكن الصبية باتوا يشكون من عدم قدرتهم على امتلاك (الدرداقات) والعمل بها أحراراً.. ويرون أن اتفاق محلية أمبدة مع جهة واحدة لاحتكار العمل بهذه الوسيلة يحرمهم من الكثير.. وقالوا إن نظام العمل بالاستئجار لا يناسبهم.. إذ أن السعر المفروض عليهم للاستئجار من قبل المحتكر كبير.
{ شكاوى من أصوات غضة!!
تكررت شكاوى (صبية الدرداقات) من ما اعتبروه تعنتاً من (محتكر الدرداقات) الذي يفرض عليهم إيجاراً يومياً يفوق طاقتهم.. فقامت (المجهر) بجولة داخل السوق، والتقت بعدد من المشتكين.. وقال “أحمد يوسف فضل” – عمره (17) عاماً، ويدرس بالصف الأول الثانوي: (درجت على العمل فى الإجازة من كل عام في الأسواق لمساعدة أسرتي المكونة من والدي وثلاث بنات وشقيقين، ونسبة لعدم وجود عمل محدد قمت بشراء درداقة، لأعمل بها في سوق ليبيا، ولكن محلية أم بدة منعتني بحجة أن العمل بالدرداقات في السوق محتكر لجهة). وأضاف: (قيمة إيجار الدرداقة عشرة جنيهات، ودخلها اليومي لا يتجاوز (25) جنيهاً في أحسن الأحوال، ونسبة لحاجتي الماسة للعمل، ظللت أقوم بتأجير الدرداقة يومياً للعمل بها في نقل بضاعة الزبائن الين يرتادون السوق، وذلك من أجل أن أجمع قيمة الإيجار ومصاريفي اليومية فقط.. لكن لم أتمكن منذ شهرين من إرسال أي مبلغ لأسرتي التي تنتظر مني أن أساعدها).
أما “محمد وداعة الله” – الذي يبلغ من العمر (15) عاماً – فبدأ حديثه لـ (المجهر) غاضباً، وقال: (ألا يحق لنا السؤال: من أين جاء هؤلاء المستثمرين)؟! وزاد: (نحن مظلومون –  (كررها ثلاث مرات) – ونعمل طيلة النهار، لا لنسد رمق جوع أسرنا الفقيرة، ولكن لنسدد قيمة إيجار الدرداقة الذي يبلغ (10) جنيهات في الوقت الذي لا يتجاوز سعر شرائها من السوق (150) جنيهاً فقط!!
{ حسابات خاسرة!!
وبدوره كان الصبي “نافع علي ” – الذي لم يتجاوز عمره (19) عاماً – ساخطاً عند سؤال (المجهر) له عن دخل الدرداقة اليومي، وقال: (دخلها اليومي في أحسن الأحوال (30) جنيهاً ندفع منها الإيجار (10) جنيهات.. سعر الفطور (5) جنيهات.. العشاء (5) جنيهات والمكيفات مثل الشاي والقهوة (5) جنيهات.. والخمسة جنيهات الأخرى للمواصلات)!!
أما “عبد الباقي حامد” فقال: (نحن نعيش حياة قاسية، ومع ذلك عندما نخرج للعمل نتفاجأ بمثل هذه العراقيل).وأضاف: (على المسؤولين أن يقيموا ثمن الخبز واللبن والزيت وبقية المصروفات الخاصة بحياة الإنسان اليومية.. فنحن كمواطنين مسحوقون بوطأة الفاقة والعوز الذي جعلنا نعمل في هذه المهنة الشاقة، ويجب أن لا ينظر لنا باعتبارنا مخلوقات تجر هذه الدرداقات) .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية