القومة لجيش السودان (١)
يمضي سيناريو ذبح السودان بالسلاسة التي تمضي بها السكين في قالب من الزبد.. وهو سيناريو غاية في الوقاحة والبشاعة وقوة العين.. صار يتحدث صراحة. ويعمل علنا. وعلى السطح، وعلى عينك يا تاجر.. سيناريو كان يتماهى خجلا تحت مسميات النضال ودعوات الديمقراطية والحرية.. حتى سكر أحدهم في قعدة مشهودة.. ونضال القعدات هو قيام الليل الشيوعي المقدس.. هبط شيطان الاعتراف على الرجل السبعيني فطفق يتحدث صراحة عن أشواقه وأشواق حزبه في حملة عسكرية تقودها حركات عنصرية، تطبق على السودان من الجهات الأربع.. وتجتاح العاصمة الخرطوم، وكل حواضر الولايات والمدن الكبيرة والبنادر والقرى، في ساعة صفر واحدة، وتحت كلمة سر واحدة.. ويتبع ذلك استباحة كاملة للسودان وللمدن الكبيرة والقرى.. وبعد إشباع نهم الفضائيات من صور القتلى على الهوية.. وسودنة قصص المجازر، وحمامات الدم بدوافع عنصرية.. سيكون أول المهام تأسيس جيش أحمر جديد، بمفهوم جديد وعقيدة جديدة، هي مزيج من الوحشية والعنصرية والإلحاد.. ثم الشروع في تشكيل منظومات أمنية وعسكرية على أنقاض السودان القديم.. وبالطبع على أنقاض المؤسسة العسكرية العريقة.. لكن سيناريو خراب السودان لا يتم تتويجه وإعلان انتصار قادته الجدد – بحسب السيناريو – إلا بهزيمة القوات المسلحة وتفكيكها، بحيث تصبح أثراً بعد عين..
إن كل مجهودات المؤامرة العاتية على السودان ستروح بندقا في بحر.. وشمارا في مرقة.. في ظل وجود جيش وطني منظم ومهني واحترافي.. جيش يمثل مؤسسة شامخة وراسخة حافظت على سلامة البلاد ووحدة التراب قرنا كاملا.. كانت ولا زالت عقبة كأداء، وصخرة صماء، وفصيلا عصيا أمام كل حركات التمرد القديم والحديث.. وأفشلت كل محاولات النيل من كرامة الوطن وعزة شعبه.. مؤسسة ظلت تعطي كريمة وسخية من دمها ومن روحها وراحتها في غير منٍ ولا أذى.. وتمنح السودان من نفسها الأمل بالنصر والنهوض عبر مؤسسات راكزة هي أنموذجه المحتذى وأمله المنشود..
إن حملات شيطنة القوات المسلحة من داخل الحكومة نفسها أو من خارجها بالتلميح أو بالتصريح أو عبر الاحتفاء مكايدة بقادة في التمرد.. أو الاحتفال مكاجرة بأيقونات من العملاء والجواسيس.. أو إعلان الفرح بقرارات الأمم المتحدة وفق خطاب حمدوك.. أو إعلان الشماتة بعد اعتقال كوشيب.. رغم ما فيه من إهانة وإهدار للكرامة السودانية وازدراء للنظام القضائي السوداني.. مقصود به مطاعنة القوات المسلحة.. وإنهاكها نفسيا.. فكوشيب ليس مطلوبا عندهم لذاته وإنما بما سيقوله طوعا وكرها.. وبما سيورط به حسب ما يشتهون قادة عسكريين سابقين أو لاحقين..
إن الاحتفاء بوصول كوشيب لقبضة الجنائية عنوان لـ(خريف فرح) شيوعي لن يقنع بغير تجريم كل أبطالنا.. وإدانة كل أمجادنا العسكرية.. توطئة لتفكيك المنظومة العسكرية قطعة قطعة.. وفي مقدمتها قوات الشعب المسلحة.. المؤسسة الباقية رغم أنف الخونة منتصرة مظفرة ومتطورة بحول الله لتكون كالعهد بها عقبة صعبة في وجه أحلام التمرد.. وشوكة حوت في حلق أزلام اليسار السوداني.. شوكة لا يمكن بلعها ولا قلعها.. فليمت بغيظه كل ملحد لعين، وكل خائن رجيم..
إن المؤامرة قد قطعت أشواطا بعيدة، وقطفت نقاطا عديدة، وحققت أكثر من نصر واقعي أو متوهم.. ولكن شعبنا الباسل الوفي قادر بحول الله تعالى على هزيمة المخطط الماسوني الملعون، ورد العدوان الأممي على أعقابه، مكسور الجناح، مهتوك القناع.. عبر انتفاضة شعبية غير مسبوقة وهبة جماهيرية كاسحة لا تبخل بمال ولا رجال ولا تدخر وسعا في دعم بالدم، وفاء وعرفانا للقوات المسلحة وردا للمؤامرة وصدا للعدوان وانحيازا للجيش الذي حمى الله تعالى وصان به السودان.. حيث لا بقاء للسودان بغير جيش السودان.