شهادتي لله

تعالوا إلى ميثاق (الفجر الحقيقي)

} ليس من مصلحة الأحزاب ولا مصلحة الممارسة السياسية في السودان بصفة عامة، إعلاء قيمة السلاح وتصعيد مقام حملته من قادة المعارضة المسلحة.. المتمردين في دارفور وجنوب كردفان وحدود السودان في النيل الأزرق.
} عشر سنوات بالتمام والكمال وحركات التمرد في دارفور تضرب وتنهب، وتقتل وتحرق، وتخطف وتهرب، والنتيجة صفر كبير في تحقيق أي هدف من أهداف التغيير السياسي على مستوى إقليم دارفور أو الحكم المركزي في الخرطوم. والخاسر الأكبر دائماً هو شعب دارفور وليس الحركات ولا (الجبهة الثورية).
} عشر سنوات ولم تسقط يوماً “الفاشر” ولا “نيالا” ولا “الجنينة “، ولن تسقط. وعشرون عاماً طويلة من تمرد الحركة الشعبية في جنوب السودان ولم تسقط خلالها – ولو لساعات – “جوبا” ولا “ملكال” ولا “واو”، وما كان للجيش الشعبي أن يدخل يوماً “جوبا” إلا بالمفاوضات وبرتوكولات (مشاكوس) و(نيفاشا)!!
} قد يكون (تاكتيكاً) تضطر إليه القوى السياسية المدنية في الداخل بالتناصر مع المتمردين، وذلك لإحكام الحصار (العسكري) والسياسي على النظام الحاكم، بالإضافة إلى الإسناد (الدولي) لمعارضة المليشيات، المتمثل في العقوبات الأممية والأمريكية والتوترات (الجنوبية)، والهدف المقصود إسقاط الحكم القائم في البلاد.
} لكن التجربة العملية أثبتت فشل الخيار العسكري في تهديد عروش الأنظمة في السودان، باستثاء (الانقلابات) من داخل القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة!!
وحتى هذه لم تعد صالحة في هذا العصر لحكم طويل، فقادة أي (انقلاب) عسكري ناجح ليس أمامهم بعد تمام استلام السلطة غير تحديد زمن الفترة الانتقالية في بيانهم (الأول)، بحيث لا تتجاوز عاماً واحداً، لا عامين، على أن يشتمل البيان على الدعوة لانتخابات عامة برلمانية ورئاسية خلال الفترة الانتقالية.
} وإذا لم يلتزم قادة الانقلاب بتلك القواعد التي صارت (عرفاً) دولياً بتحريم الانقلابات، فإن حكومتهم لن يتم الاعتراف بها في المؤسسات الإقليمية والدولية، ولن يتسنى لهم حكم البلاد لشهرين. ولهذا كنت متعجباً من أمر مدبري المحاولة الانقلابية الأخيرة في السودان، هل أرادوا بفكرتهم أو فعلتهم أن يقودوا (تغييراً) داخل إطار وفكرة (الإنقاذ) كأن يطيحوا بالكبار ويحتفظوا بحزب (المؤتمر الوطني) والحركة الإسلامية وقواعدها وكوادرها مع تغيير وتبديل في الوجوه والواجهات؟!!
} لن يسمح لهم أحد في العالم المتجبر بأن يفعلوا ذلك، فلا حياة بعد اليوم للانقلابات العسكرية في أفريقيا.
} هل كانوا يسعون إلى تغيير الحكم والدعوة مباشرة إلى انتخابات عامة وهي الطريقة الوحيدة للتعامل – دولياً – مع هذا الانقلاب؟! إذن، فقد زهدوا في الحركة الإسلامية والتغيير الداخلي، فعلام كان بينهم من يتحدث عن (الإصلاح) الحركي وتقويم المسار؟! هل كانوا يتوهمون أن العالم سيسمح بـ (الإنقاذ 2) لعشرين عاماً أخرى؟! كانوا واهمين إن ظنوا ذلك.
} لا مجال لانقلابات عسكرية في عصرنا هذا، ولا تغيير في السودان سينجح بفعل مليشيات التمرد، ولهذا فإن المطلوب أن تتداعى (كل) القوى السياسية في السودان للاتفاق والتوقيع على ميثاق (فجر جديد حقيقي)، يقر المبدأ الأساسي للعمل السياسي، وهو الديمقراطية الشفافة التي لا تعرف التزوير والتلفيق والابتزاز، على أن يكون (صندوق الانتخابات) في الدورة القادمة – بعد أقل من عامين – هو الحكم والفيصل، مهما كانت النتائج، للمؤتمرالوطني أو لحركة العدل والمساواة أو لحزب الأمة القومي أو للاتحاديين.
} تلك هي القاعدة الذهبية لتأسيس مستقبل زاهر وآمن للسودان بعيداً عن الحروبات والعقوبات، والقرارات (الأممية) والمفاوضات العبثية في العواصم الأجنبية كل يوم وليلة مع (حركة) أو (فصيل) متمرد لا وزن له ولا قيمة .
} سبت أخضر.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية