مواطنان من كردفان يصبحان مليارديرات في لمحة بصر!!
لم تخطر ببال السيد “محمود محمد نور” فكرة الذهاب إلى العمل في مجال التعدين الأهلي، ولم يكن ذلك من أولوياته قط، غير أن إصرار صديقه “سليمان محمد أحمد” حرضه على الخروج إلى هذه المغامرة التي تتخذ من مقولة (يا خابت يا صابت) شعاراً لها، مضى لا يلوي على شيء في رحلة الأحلام – كما أسماها، والتي لم تطُل كما نحدّث لاحقاً. ورحلة “محمود” وصديقه التي سنحكي تفاصيلها كانت من أجل الحصول على القليل من المال لإكمال نصف دينهما، ولكن النتيجة كانت أكبر من جلباب أحلامها عندما عثرا على ستة مليارات جنيه.
* من كردفان إلى عبري.. رحلة ثراء!!
يقول “محمود”: إنه لم يفكر في الذهاب لمناطق التعدين الأهلي إلاّ أن صديقه “سليمان” ألحّ عليه بترك جلسات الأنس في القرية والانطلاق برفقته إلى مغامرة (الذهب) وهكذا بدأ الصديقان رحلة البحث عن الثراء في غياهب الصحراء فـ(رفعا أقدامهما) من مسقط رأسيهما قرية (مشي) بمحلية بارا، ومنها اتجها إلى منطقة الكيلو (701) بمنطقة عبري المحس بشمال السودان. وأضاف: عندما خرجنا من قريتنا لم تكن لدينا وجهة محددة، ولكن عندما بلغنا منطقة الكيلو (701) عثرنا على حقول للتعدين الأهلي تقع على شاطئ النيل، ومن هنا بدأنا البحث المتواصل عن الذهب، ورغم أننا لا نمتلك أجهزة حديثة، وكنا نستخدم السيخ والشاكوش فقط نحفر بهما الأرض ونكسر الحجارة، بينما نوظف (صحناً) صغيراً ممتلئاً بالماء لترسيب الحجارة، ومعرفة إمكانية احتوائها للمعدن النفيس أم لا؟ وأردف: نجلب الماء من مكان قصي ونتكبد في ذلك مشقة بالغة.
يواصل “محمود”: قضينا العديد من الأيام نواصل الليل بالنهار دونما كلل أو ملل، ننقب عن الحجارة في باطن الأرض، ثم نقوم بتكسيرها وترسيبها وإجراء بعض التجارب عليها للتأكد من احتوائها ذهباً ما عرضنا لمصاعب كثيرة، وإرهاق لا يوصف، ولكننا وأصلنا العمل بعزيمة وإصرار، نتغلب بهما على المصاعب والإرهاق الذي واجهنا.
اللحظة الفارقة!!
استمر عملنا أياماً بلياليها في تلك المناطق الصحراوية النائية دون أن نُصاب باليأس من رحمة الله، وفي أحد الأيام وأثناء عملنا المتواصل في حفر الأرض واستخراج الصخور من باطنها وتفتيتها بالشواكيش ومن ثم إجراء التجارب عليها لمحت أعيننا بريق المعدن النفيس من تحت وميض حرارة الشمس اللافحة وعندما قمنا باستخراجه كان أكبر بكثير من الذي حلمنا به، وتوقعناه، إذ كان ذهباً خالصاً يزن الكثير من الغرامات، فحملناه وذهبنا به للصائغ الذي هنّأنا أولاً، ثم بدأ في وزن الذهب فوجد أن قيمته تساوي (ستة مليارات جنيه) اقتسمناها بواقع ثلاثة مليار لكل منا، وعدنا من فورنا إلى قريتنا التي ودعناها ونحن فقراء ولكن عدنا لها، وبيننا وبين الفقر حاجز عالٍ.
*العمدة اللقب الذي فرضته الأموال..
ويحكي “سليمان” تفاصيل حياتهما الجديدة والتي قال: إنها اختلفت عما كانا عليه حيث أصبحا من أثرياء المنطقة بمجرد أن قبضا المبلغ الملياري وصارا من الذين يشار لهما ببنان الإعجاب في القرية وكل القرى التي تجاورها، ولهذا أطلق أهل القرية لقب العمدة الذي لا يحصل عليه في تلك البقاع إلا ذوو الرأي والمشورة على صديقه “محمود محمد” الذي حمل اللقب بعد أن من الله عليه بفضله وصار من الأثرياء.
*دعم المدرسة ومساعدة الشباب
وبعد عودة سليمان” و “محمود” من رحلة الأحلام التي تحققت كان لابد لهما من الساهمة من في إعمار قرية (مشي) تلك القرية التي شهدت طفولتهما وضمتهما عندما كانا معدمين ولهذا قررا أن يردا لها، ولو القليل من فضلها عليها، فقدما الكثير من المساعدات لأهل القرية وذلك بتخصيص مشروعات يقومان بدعمها ورعايتها خاصة مشاريع الصحة والتعليم ومشاريع أخرى للشباب .