الديوان

نجمة تلفزيون السودان “نسرين حسن الإمام” في حوار مع (المجهر)

حواء مظلومة جداً في الإعلام ومجتمعنا السوداني يعطي الأولوية للرجل

الخرطوم – مريم حسن
كانت بدايات دخول “نسرين حسن الإمام” للإعلام مبكراً من خلال تقديم برنامج الصباح المدرسي والجمعيات الأدبية ومهرجان الطفل، وبعدها درست كلية العلوم الزراعية الدفعة (٢٤) وكانت سعيدة حسب تصريحاتها لصحيفة (المجهر) بإتاحة الفرصة لتقديم حفل التخرج لطلاب الدفعة (٢٠) بصحبة زميلها “محمود الجيلي”، ونما حب الإعلام داخلها، وسمعت في العام ٢٠٠٧ بأن هناك فرصاً في التلفزيون القومي للراغبين في مجال الإعلام، واجتازت كل المعاينات ومن هناك كانت انطلاقة ببرنامج البيت السعيد، وأخذت عدداً من الدورات التدريبية وقدمت مجموعة من البرامج والسهرات آخرها فترة الظهيرة والمساء.
*ما العلاقة بين الإعلام والزراعة؟
علاقتهما الشاعرية، فالزراعيون يحبون الخضرة والتراب وريحة الطين والبلد، والإعلامي يحب تراب وخضار وناس البلد، والإعلامي حساس ومرهف وكذلك الزراعي هذا هو الرابط، وهناك كثير من الإعلاميين خريجو زراعة.
* تجربة برنامج بيتنا؟
هو التجربة الفعلية والحقيقية لـ”نسرين حسن الإمام” في الإعلام المحسوس وأنا اعتبرها تجربة حياتي وهي ناجحة بكل المقاييس والمعايير، والبدايات كانت صعبة جداً خاصة في البرامج المباشرة، وحركة الكاميرا داخل الاستديو وبقدر ما كانت قاسية كانت تجربة متفردة، وأنا فخورة جدا بتجربتي في برنامج (البيت السعيد) (بيتنا)، وأنا أكن له كل الحُب والولف، ويظل في دمي حبي لبرنامج (بيتنا) والذي كان في السابق (البيت السعيد) وحالياً (البيت الكبير) مع أنه اتحيت لي الفرصة لتقديم برنامج (فترة الظهيرة) وهو برنامج يهتم بالتوثيق للفن والفنانين والتراث السوداني لكن يظل حبي لبرنامج بيتنا والمميز فيه أنه برنامج اجتماعي وارتباطه بالأسرة ومشاكل المجتمع، وأنا أحب دائماً أن أكون قريبة من الناس ومشاكلهم وهمومهم، واستفدت منه الكثير وعلاقات طيبة كانت مع الزملاء ومازال الحنين يراودني للعودة مرة أخرى لبرنامج (بيتنا).
*هناك اتهام للمذيعات أنهن يهتمن بالشكل وغير مثقفات؟
هو اتهام خالٍ تماماً من الصحة لأن بقاء المذيع بكون بدرجة القبول بالنسبة للمشاهد فبالتأكيد الذي يتهم المذيع أو المذيعة أن اهتمامهم بالشكل والجماليات وما إلى ذلك يتهم في المقام الأول متابعته أو رصده وحضوره، وهو اتهام يظلم المذيعات تماماً، ونحن بطبعنا بنحب الشكل المهندم ولكن الشكل لا يكفي عن الثقافة بأي حال من الأحوال، وإذا اهتمت المذيعة بشكلها فقط سوف تفقد جمهورها ومتابعيها، حا تفقد شكل الرسالة التي توصلها وبعدها سوف تشعر بالملل هي نفسها، وهو اتهام ظالم وأنا لست مدافعة عن نفسي وزميلاتي ولكن أنا عايشة في وسط هذا المجتمع وارى مدى حبهم لتطوير أنفسهم والتحاقهم بدورات تدريبية ومتابعات ورصد أول بأول.
* هل من الممكن أن تخوض “نسرين” تجربة التمثيل؟
يا ريت أخوض تجربة التمثيل أنا أعشق الدراما السودانية بكل أبعادها ومقاييسها، وبحب الممثلين السودانيين جداً جداً وقبيلة الدراميين هم عشقي الأول ولو أتحيت لي الفرصة سوف أقبلها بكل سرور، وواحدة من الأمنيات التي أتمنى أن تحقق يوم أن تأخذ الدراما السودانية وضعها الذي يجب أن يكون وأجمل تحية للمهتمين الآن في تلفزيون السودان بإعادة الحياة للدراما السودانية من خلال إعادة مسلسلاتنا الجميلة وهي حياتنا وهي معيشتنا وهم ناسنا البشبهونا وهو المفروض الذي يعرفه العالم عننا.
*هل عرضت عليك قناة غير القومية الانضمام إليها؟
لا، ولا أدري ماذا أقول اهو سوء حظ وسوء طالع أم من حسن الحظ ولكن خلال مسيرتي في الاثني عشر عاماً في تلفزيون السودان لم تعرض على أي فرصة عمل في أي قناة غير التلفزيون القومي عدا قناة واحدة لا أود ذكر اسمها وشكل العرض لي فيها كان مخذيا جدا بالنسبة لي ورفضته تماما وأحسست فيه احتقار لسنوات خبرتي وشكل التفاصيل من خلال المقابلة التي لم تعجبني والأسلوب وتعاملت معاملة المذيع المبتدئ، واسوأ شيء أنه بعد كل هذه الخبرة يتصلون عليك ويطلبونك من أجل المعاينة ويعاملونك كمبتدئ، ومنها قررت حتى وإن جاءتني فرصة سوف يكون شكل العرض لأوافق عليه بشروط، وهذا لا يعني أنني إذا جاءتني فرصة أفضل وبمؤهلات أفضل وتدريب أحسن أرفضها وهي إلى الآن لم تتح لي.
* أي نوع من البرامج تحبين تقديمه؟
كل البرامج عدا السياسية بعيدة منها قليلاً ولا اعتقد أنني في يوم من الأيام سوف أقدم برنامجاً سياسياً بأي شكل من الأشكال ليس لصعوبة الفكرة ولكن لهيبة البرامج السياسية، وأنا أحب كل البرامج التي تجعلني قريبة من المتابع والمشاهد مناقشة القضايا الاجتماعية وأحب اتعامل مع الناس وأحب الفن.
*مشاكل الإعلامي السوداني في رأيك ؟
الإعلاميون يعانون في السودان الكثير من الهموم والقضايا ومشكلتهم الأساسية أن الدولة يجب أن تتنبه لحاجتهم من التدريب والتأهيل والمتابعة والاهتمام، والإعلامي خارجيا يكون مقيماً أكثر من في السودان، وهذا هو السبب الذي يجعل معظم الإعلاميين يلجأون لأن يذهبوا إلى قنوات أخرى خارج السودان وبعدها سوف يفقد السودان كل المميزين ونحن نمشي بنسق فقدنا للكوادر الطبية المؤهلة المتميزة، والإعلامي في حاجة لمتابعة أول بأول من قبل الدولة، والشيء الثاني الذي يعاني منه الإعلاميون باعتبارهم أنهم مشهورون ومن حق المجتمع عليهم أن يكون قريباً منهم ولكن بالمقابل يعانون من عدم الخصوصية في كثير من الأشياء.
*ماذا تقصدين بعدم الخصوصية؟.
أقصد عدم خصوصية الإنسان الإعلامي وكمثال لذلك شخصية الراحلة “ريتاج الأغا” تقبلها الله، بعد رحيلها الناس لوحدها أصبحت تؤول عن حياتها الخاصة (وقالوا وقلنا، فلو ما كانت ريتاج مذيعة ومشهورة لما كان كل الزخم الحدث لخصوصية حياتها وأسرارها)، وأنا في الأول والآخر إنسان عندي خصوصية وعندي حياة خاصة، إن الإعلامي في السودان يعاني أيضاً من عدم التقييم من الناس حوله وإن الإعلامي في أي بلد آخر يعامل معاملة السفير عدا السودان، ونحن كإعلاميين لا نريد معاملة متميزة لكن لخصوصية رسالة الإعلامي لابد أن يكون عندك مكانة يحترمها الناس والجهات التي تتعامل معها).
* هل المرأة مظلومة في الإعلام؟
مظلومة جدا في الإعلام لأن مجتمعنا السوداني يعطي الأولوية للرجل في كل الأشياء، وتتاح للرجال فرصاً أكثر من الإعلاميات.
*رأيك في الشائعات التي يتعرض لها المشهور أو المذيع ممكن أن تؤثر في انخفاض شعبيته أو جمهوره؟
بالطبع وهي تأثر فيه نفسياً لأن الشخص المستهدف بالشائعة في المقام الأول هو إنسان، أما فيما يخص الشعبية أو الجمهور فهو يصبح على أساس كيفية معالجة شكل هذا الشيء لأنه يمكن أن تحوم شائعة تأذيك وتأذي أسرتك وإذا أنت أثبت للناس أنها شائعة لا أساس لها من الصحة وحاولت أن تتجاوزها وصبرت ومنها تستطيع أن تثبت للناس أنها غير حقيقة وتمشي إلى الأمام وحتى إذا حدث تراجع في جمهورك وشعبيتك سوف ترجع بشعبية وجمهور أكثر لأنك شخص صابر.
* راضية عن ما قدمتيه؟
الحمدلله رب العالمين إلى الآن أنا راضية عما أقدمه وأي شيء أقدمه أكون مقتنعة به تماماً، ويزيد رضاي أكثر حينما أحس أن المتلقي تقبل مني ما أقدمه، وأطمح إلى الأفضل والأحسن وأطمح إلى توصيل الرسالة التي من أجلها دخلت الإعلام.
*في نظرك ماذا اختلف في التلفزيون القومي قبل وبعد الثورة؟
أصبحت هناك مساحة حُرة أكثر، وأصبحت هناك مساحة للفن الغنائي، وأصبح هناك قبول ومتابعة ففي فترة من الفترات تلفزيون السودان كان مهملاً تماماً، وكان سابقاً هناك قوانين تمنع مجموعة معينة من البرامج أنها تداول، والآن الوضع اختلف وأصبح الكل يتلهف من أجل مشاهدة التلفزيون السوداني، مازلنا نأمل أن يكون لها إفراد لكل الأشكال والألوان بمساحة مفردة وهذا هو الذي نراه بعد الثورة، ونحن نرفض تماماً الإقصاء.
*هل نراك في برامج رمضان؟
رمضان بالنسبة لإعلامي التلفزيون يكون مختلفاً لأن الإعداد غالبا قد أكون مقدمة برامج والرؤية لي حتى الآن غير واضحة، ولكن في القريب العاجل سوف تظهر.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية