الديوان

الكاتبة الدرامية والقصصية والتشكيلية “هيبات الفاتح” لـ(المجهر)

مثلت السودان في مهرجان شباب العرب وقريباً الجزء الثاني من (دار المطلقات)

الخرطوم: خديجة الرحيمة
الكاتبة الدرامية والفنانة التشكيلية “هيبات الفاتح” بدأت الكتابة منذ الصغر وكتبت نص (خارج الحضرة) ومسلسل (دار المطلقات) الذي يعرض في رمضان القادم، وفيلم (جاري البحث) ونفذت ديكورات العديد من المسرحيات فأجادتها، وهي موظفة بوزارة الثقافة وتمتلك موهبة الرسم والتي أهملتها لانشغالها بعدد من الأنشطة الفنية الأخرى التي جاءت خصماً على الرسم شاركت في برنامج (يا طالع الشجرة) قرأت لكثير من الكتاب الأفارقة من بينهم (ولي شوينكا) التحقت بفرقة (أجاويد) كما شاركت في مسرحية (نبتة حبيبتي) لديها رصيد كبير من الأعمال الدرامية وأجادت كل الأدوار التي تقمصتها باحترافية، مثلت السودان في مهرجان الشباب العربي ومهرجان الإبداع، فازت بالعديد من الجوائز، (المجهر) التقتها وحاورتها في المساحة التالية..
*نتعرف عليك “هيبات”؟
“هيبات الفاتح الطيب” مواليد أم درمان درست كلية الفنون الجميلة والتطبيقية قسم التصميم الداخلي (الديكور)، موظفة في وزارة الثقافة، الإدارة العامة للفنون.
* ﻗﺼﺔ ﺩﺧﻮﻟك إلى ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺪﺭﺍﻣﺎ ﻭﻫﻞ ﻛﺎﻥ ﻟﺪﻳﻚ ﻧﺸﺎﻁ دﺭﺍﻣﻲ أﻭ ﻣﺴﺮﺣﻲ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺎﺕ ﻧﺸﺄﺗﻚ ؟
(من ماقمت وتبيت لقيت الدراما والمسرح في بيتنا) بحكم عمل والدي كفني ديكور في المسرح القومي، وبطبيعة الحال كان أحياناً يقوم بتنفيذ بعض أعمال الديكور في المنزل، كنت في البداية أراقب لأتعلم حتى أصبحت أشارك في تنفيذ الأعمال، وحينها كنت أدرس في الأساس، ولأن والدي كان حريصاً على اكتشاف المواهب وتطويرها كان يحرص أن نقضي إجازتنا في ممارسة مواهبنا لذا التحقت بفرقة (أجاويد) للآداب والفنون وعمري حينذاك لم يتجاوز الخمس سنوات ثم شاركت في مسرحية (الأكذوبة) مع الأستاذ “حسن عباس” (كدسة) كممثلة واختبرت هيبة الوقوف على خشبة المسرح، ومن لحظتها فهمت عظمة ودور هذا المنبر الذي خوله لنيل لقب أبو الفنون قدمنا من خلال فرقة أجاويد عدداً من المسرحيات الغنائية والاستعراضية أهمها (العصافير. حماري) .. كما شاركنا في عدد من البرامج التلفزيونية أهمها كان برنامج (يا طالع الشجرة) في التلفزيون القومي ..
توقفت قليلاً في مرحلة دخولي الثانوي لكن عاودت النشاط مرة أخرى أثناء دراستي بالجامعة من خلال المشاركة في تنفيذ ديكورات في المسرح القومي بعدد من المهرجانات اذكر منها مهرجان أيام الخرطوم المسرحية مسرحية (نبتة حبيبتي) أخرجها حينذاك الأستاذ / “صالح عبد القادر”.
= ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺄﺛﺮﺕ ﺑﻬﺎ ﻭﺳﻬﻠﺖ ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺷﺨﺼﻴﺘﻚ؟
كنت ولازلت معجبة جداً بالأستاذة “ناهد حسن” لذا كنت أحرص على متابعة كل عمل تكون مشاركة فيه، ولن أستطيع أن أصف مدى سعادتي لأنها ضمن النجمات المشاركات في مسلسل (دار المطلقات).
قرأت مبكراً عدداً من الأعمال المسرحية للأستاذ “هاشم صديق” (نبتة حبيبتي .. وجه الضحك المحظور) ودكتور “علي البدوي المبارك” (جواهر وريرة والدهباية) كما قرأت أيضا لبعض الكتاب الأفارقة مثل “ولي شوينكا” .(الأسد والجوهرة ..سكان المستنقع). فتعلقت جدا بالقراءة وكان لأبي وكتبه ومكتبته الفضل في ذلك، لذا كانت لي بدايات مبكرة في الكتابة ابتدأت بأوبريت مسرحي في مدرسة الأساس شاركنا به في الدورة المدرسية ثم الشعر والقصة القصيرة والرواية.
* الصعوبات التي واجهتك وكيف تغلبت عليها؟
كثير من الصعوبات يواجهها الفنان للأسف في السودان أهمها الأمية بالفنون إضافة الإنتاج (وهي حقيقة ماثلة أمامي ليست شماعة) (فالتشكيلي مثلاً لا يستطيع توفير أدوات الرسم لأنه لا يوجد أصلاً من يقتني الأعمال الفنية أو حتى صالات عرض مؤهلة من متحف أو بازار دائم للتشكيل مثلا..).
إضافة لإهمال الفنون وعدم فهمها واستيعاب دورها على كافة المستويات خصوصاً القطاعات الحكومية في فترة حكم الإنقاذ التي عملت أكثر على تهميش الفنون وركنها في الرف لذا عانى أهل الفنون من التهميش والتضييق واحتكار الإنتاج لمنسوبي الحزب الحاكم فقط، ولو لا الإصرار والعزيمة وتشجيع الأهل لما صبرت كل هذا الصبر.
* ﺃﻋﻄﻨﻲ ﻣﺴﺮﺣﺎً ﺃﻋﻄﻚ ﺃﻣﺔ، ﺍﻟﻤﺴﺮﺡ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺩﻭﺭﻩ ﻟﻴﺲ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣطلوب ﻭﺷﻤﺎﻋﺔ ﺍلإﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﺗﻀﺮﺏ ﻛﻞ ﻣﻨﺎﺣﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻣﺎﺫﺍ ﺗﻘﻮﻟﻴﻦ؟
من خلال ساحة الاعتصام شاهدت هذه المقولة تمشي على رجلين لحظتها فقط عرفت وأيقنت إلى أي مدى يتعطش الشعب السوداني إلى المسرح والدراما من خلال العروض التي كانت تقدم على الرغم من أنها كانت عروضاً مرتجلة تعدل وتقدم في الحال.
ولكن كما ذكرت لك سابقاً التضييق والتنكيل الذي مورس على الفن والفنانين خلال هذه الثلاثين عاماً أتت أكلها وحرمت المسرح من لعب دوره المنوط به كما جعلت الشعب السوداني حقيقة في عزلة ممنهجة عن ثقافته وفنونه.
*هوايات أخرى؟
المكياج تصميم الأزياء تصميم التطريز بالكمبيوتر
مشاهدة كرة القدم والطبخ.
*أنت ﻓﻨﺎﻧﺔ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ ﺭﺳﻢ ﻭﺗﻤﺜﻴﻞ وكتابة ﻫﻞ ﻛﺘﺒت ﻟﻠﺼﺤﺎﻓﺔ ؟
الحمدلله على نعمة المواهب المتعددة لا لم أكتب للصحافة ولكن نشرت لي بعض القصص والأشعار من خلال العديد من الصحف..
*أين أنت من نقل الدراما خارجيات؟
اتطلع جداً لأن تصبح الدراما السودانية في مصاف العالمية ومن الجيد أن مسلسل (دار المطلقات) سيتم عرضه في قناة تشادية متزامناً مع عرضه في السودان أتمنى العام القادم أن أرى الدراما السودانية في جميع أنحاء العالم، وليس هذا بالخيال أو المستحيل والدليل على ذلك التجارب السينمائية الأخيرة وأهمها فيلم (ستموت في العشرين) وأبعث التحية من هنا لكل فريق العمل .. ولبطلة الفيلم الممثلة الجميلة “إسلام مبارك” ..
*ﻫﻞ ﻟﺪﻳﻚ ﻃﻤﻮﺡ ﺑﺎﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺭﺍﻣﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ؟
لدى طموح أن أكتب دراما أولاً داخل السودان مع مخرجين من مختلف الولايات لكي لا يتم احتكار إنتاج الدراما على الخرطوم ومن ثم أتطلع لتجارب عربية أفريقية وعالمية.
* ﺍلأﻣﻨﻴﺎﺕ ﺗﻈﻞ ﺗﺘﺒﻌﻬﺎ ﺍﻟﺪﻋﻮﺍﺕ ﺑأﻥ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﻣﺎﻫﻲ ﺍلأﻣﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻘﻘﺖ ﻟﺪﻳﻚ ﻭﺍلأمنيات التي ﻟﻢ ﺗﺤﻘﻖ؟
الحمدلله حققت كثيراً من الأمنيات .
أهمها العمل في وزارة الثقافة، لأن لدى قناعة تامة أن الأمم العظيمة تقودها الثقافة أو كما كان يخبرنا بروفيسور “مصطفى عبدو” في محاضرة الفلسفة أن الفنان هو قائد المجتمع تغيير النظام السابق إنجاز أول مسلسل درامي كبير من (30) حلقة وأمنيات أخرى كثيرة لا استطيع حصرها الآن ولكن أهم أمنية أتمنى تحقيقها على المستوى العام أن يعيش الشعب السوداني وضع جيد ونبنيهو البنحلم بيه يوماتي، أما على المستوى الشخصي طباعة ونشر مجموعاتي القصصية ورواياتي وهو ما سأعمل عليه في مقبل الأيام إن شاء الله أملي كبير في (تجمع الدراميين) الذي بدأ فعليا في تأسيس وإنشاء نقابة ..
*ﺗﺠﺮﺑﺔ أﺧﺮى ﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺮﺡ؟
مسرحية الطاووس التي سترى النور قريباً مع المخرج “عادل علي الحسن” (نيلز) من خلال احتفال جماعة المختبر الفنية بيوم المسرح العالمي.
*ﻣﻠﺨﺺ ﻟﺒﻌﺾ ﺃﻋﻤﺎﻟﻚ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ؟
مسرحية خارج الحضرة
مسرحية الطاووس
فيلم قصير (جاري البحث) إخراج “عرفة حسن الطيب” عن مفقودي القيادة العامة
تصميم وتنفيذ ديكور وأزياء
مسرحية (نبتة حبيبتي) (تنفيذ ديكور إخراج أ. “صالح عبد القادر”)
مسرحية (قدلة يا مولاي) (أزياء ومكياج إخراج أ. تهاني الباشا).
مسرحية المفتش: إخراج أ. “ربيع يوسف” (ديكور وأزياء أكسسوار ومكياج)
مسرحية: مملكة برجوبا (ديكور أزياء وأكسسوار) إخراج
أ. “عاطف قطيري”.
*ﻣﻤﺜﻠﺔ ﺗﺸﻌﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﺮﺍﺣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻌﻬﺎ؟
عدد من الممثلات والمخرجين استمتعت بالعمل معهم “سارة حمدون ..ورماح القاضي هاجر عبد المجيد وأ. منى الصادق .. والمخرجين ربيع يوسف عاطف قطيري كرار الزين وعرفة حسن ).
* كتبت نص (خارج الحضرة) حدثينا عن ذلك؟
خارج الحضرة .. (معمول بي حب زي ما بقولوا)..
سيظل النص المحبب إلى قلبي والفكرة العامة من المخرج / “كرار الزين” في جلسة مثاقفة ومؤانسة تخوفت في البداية قليلاً من أنني لن استطيع ترجمة فكرته أو التعبير عنها كما يجب ولكن كسرت الحاجز وخرجت كما كان يتخيلها وتألق هو ورماح القاضي في الأداء لدرجة أدهشتني وكل من حضر العرض بعدها ثم جاءت المشاركة الخارجية في مهرجان الإبداع وحصدت خارج الحضرة 4 جوائز.
*أنت كاتبة (دار المطلقات) حدثينا؟
مسلسل (دار المطلقات) ..كان تحدياً كبيراً بالنسبة لي خصوصاً أننا بدأنا كتابته في ورشة مكونة من ستة أشخاص ونتج عن الورشة تطوير جيد للفكرة ولكن لظروف متفرقة لبقية المشاركين صفت كتابته على أنا وغسان النعمة ونحمد الله أننا استطعنا إنجازه خصوصاً أنه أن تكتب لوحدك أسهل من أن يشاركك شخص حيث تقضيها وقت أكبر في التفكير وإيجاد أرضية مشتركة للأفكار لاختلاف كل واحد منا في أسلوب كتابته من الآخر وأعتقد أننا نجحنا إلى حد كبير في ذلك.
*ما هي أبرز الموضوعات التي ستتم مناقشتها مستقبلاً من خلال السلسلة؟
نتطلع لجزء ثانٍ إن شاء الله من مسلسل دار المطلقات لأنها قضية كبيرة جدا ومعقدة حاولنا تغطية أهم وأكبر القضايا، ولكن لايزال هنالك مجموعة من القضايا التي لم نتطرق لها أو لم نستطع الغوص في أعماقها مثل قضية (زواج الأجانب) القضايا كثيرة ولكن زواج الأجانب مثلاً وطلاق الزوجة الثانية وغيرها من القضايا التي لم تجد حظاً كافياً في الجزء الحالي ..
*ﻣﻮﻫﺒﺔ ﺍﻟﺮﺳﻢ ﻫﻞ ﻓﻜﺮﺕ ﺑﺎﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻓﺴﺔ ﻟﻠﺮﺳﻢ ﻭﻫﻞ ﺗﺤﺘﻔﻈﻴﻦ ﺑﻠﻮﺣﺎﺕ ﻟﻬﺎ ﻗﺼﺔ ﻟﺪﻳﻚ في عالم ﺍﻟﺮﺳﻢ ؟
شاركت في عدد من المعارض للرسم واحتفظ بلوحاتي منذ الصغر مروراً بالثانوي والجامعة.
*ما هو أفضل عمل قمت بتقديمه؟
يظل الفنان طول مسيرته بالبحث والتجريب والمحاولة لتقديم الأفضل لذا أنا اتطلع دائماً لتقديم الأفضل ولن استطيع أن أقول أي عمل قدمته هو الأفضل.
*هل أنت راضية عن ما قدمتيه حتى الآن ولماذا؟
راضية إلى الحد المعقول ولأنني أعتقد أنني أعطي ما افعله وقتي وزمني سعيا للاتقان أي أنني أحب ما أعمل .. وأعمل ما أحب ..
*مشاركاتك الخارجية؟
مثلت السودان في مجال القصة القصيرة في مهرجان الشباب العربي للإبداع بالكويت .2017م مسرحية خارج الحضرة في مهرجان الإبداع 2019 بميت غمر.
*خطواتك القادمة؟
لدى عدد من المشاريع مع عدد من المخرجين وسأعمل على إنجازها خلال هذا العام إن شاء الله ..إضافة لطباعة بعض أعمالي ونشرها ..
* كلمة أخيرة؟
أشكر صحيفة (المجهر) العامرة لإتاحة هذه الفرصة لي أو أرسل كلمة أخيرة من خلالها لي ولكل الشعب السوداني (وبلادي أنشودة حباً سمرية غناها قلبي في ليلة عرس قمرية وبلادي وجوها أعشقها سمراء عز مكسية)، تعالوا نتكاتف ونمد أيدينا للبلد عشان نتخطى الوضع النحن فيه دا ونمشي لي قدام وعشان نحقق دا لازم نعرف انو التغيير يبدأ مننا نحن.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية